حكم يقتات على من يحكمهم

امتلأت وسائل الاتصال بالشكاوى و التحقيقات و الاخبار عن ظلم ينتشر فى البلاد دون اي رد من الجهات المعنية …
و قد بلغ الامر حد تسمية المشكو منهم و تحديدهم بالضبط ..
و قد بينت التقارير المنشورة وجوه الفساد بالتحديد ..
و قد تم تصوير الوقائع المجرمة و نشرها دون أي رد من من يعنيهم الامر ..
و قد تعددت وسائل النشر و تنوعت فى تعاضد و اتفاق على حصول الوقائع ..
و رغم ذلك لم تكلف الحكومة الرد عبر أجهزتها المعنية تاركة المجال واسعا امام نشر الشائعات و الفضائح فما الهدف من هذا التعامي و التصامم ؟.
إن انتشار صوتيات و فيديوهات و أخبارا لوقائع موثقة مخالفة للدستور و مجرمة قانونيا لا يخدم سوى تخريب دولة تعاورتها سلط أغلبها لا دراية له بالحكم و التسيير مما هيأها للخراب لا قدر الله ..
لا يخرج ترك الحبل على الغارب للشائعات عن :
محاولة لتمييع المعلومات بحيث يصب السكوت عن الصحيح فى خلطه بالكاذب فى محاولة يائسة لخلط الحق بالباطل ..
طريقة لصد الناس عن الحديث عن ما يرتكب من جرائم و من فحش فى القول و فى الفعل ما دام كلامهم لا يفيد شيئا ..
و قد يكون التصامم و التعامي مقصودين لهدف خبيث يراد منه تهيئة البلاد للتفكك و الخراب ..
يتفق كل من له دراية بما يجرى أن البلاد تسير وفق أجندات مشبوهة تقوم عليها جهات مجهولة للعامة معلومة لذوى الاختصاص و أنها تغذ السير حثيثا نحو إيصال البلاد لمرحلة التفكك و الدمار لا قدر الله ..
كيف يمنع القانون أي تنظيم على أساس عرقي أو قبلي أو طائفي أو حتى “ديني” ثم يسمح لكافة وسائل التعبير سواء الرسمي منها اوغيره بالحديث و النقاش فى نفس الموضوعات دون أدنى تورية او تلميح ؟.
كيف تتحول كل الفضاءات ابتداء بالشارع و انتهاء بقاعات البرلمان الى مجال للتنابز بكل الأحاديث المجرمة قانونا و أخلاقا ؟.
لا يختلف اثنان فى حجم الممنوعات التي يخوض فيها الناس دون رادع بما فيها أعراض رموز الدولة و على رأسهم رئيس الجمهورية ناهيك عن أحاديث أهل الردة و أصحاب الفواحش …مع العلم أن أغلب من يشاهدونها هم عامة الناس و حثالات المجتمع فهل الهدف إفساد البلاد و العباد ؟.
لا يمكن بحال من الاحوال أن يقتصر العمل الحكومي على التخطيط لنهب خزينة البلاد و تفقير شعب مقابل امتلاك زمام الامور فلم يتم انتخاب حكم لتسليطه على رقاب ناخبيه .
لقد اثبتت الوقائع اليومية أن الحكومة فى واد و أن مصلحة البلاد فى واد ثان لا يتقاطع مع الأول إلا فى أوقات السمسرة و التغريم ليس إلا ..
و ما فعله أهل كيدماقه يظهر بجلاء أن الحكومة و الشعب يسيران فى خطين متوازيين إن لم يكونا متعاكسين ..
و تؤكد الوقفات اليومية أمام القطاعات الحكومية أن معاناة الشعب صادرة من الحكومة و هي مبعثها و مصدرها و أصلها ..
لقد بين تعاطى الشعب الموريتاني مع القضية الفلسطينية أن الحكومة هي من يمنع تدفق المجاهدين بالنفوس الى الأقصي بعد أن كانت عطاياهم تشكل الارقام الاولى فىإرفاد مجاهدي عسقلان و بيت المقدس و أكناف بيت المقدس …
و إن المتتبع للصرف الحكومي في بلاد السيبه لن يعدم الدليل على أن ما يتم صرفه من أموال البلاد يذهب مباشرة الى جيوب الحكومة و لا يلامس الوطن منه سوى فتات يصل أقارب الحكام و أشياعهم ..
فهل يصح ان تستمر بلاد في طريق خراب محقق و مخطط له بأيدى ثلة من الأعداء تستخدم حفنة من المخبرين باسم المجتمع المدني ؟؟!!.
تعمدنا تجنب تقديم امثلة حية موثقة لانها منثورة فى كل الفضاءات ..

محمدالمهدي ولد صاليحي .

اظهر المزيد