سوق المواشى : حين يتم اهمال عصب الحياة .
تشكل سوق المواشي عصب حياة شعب مازال أغلبه يقتات على المنتجات الحيوانية و يندر ان تجد منه فردا لا يمتلك على الاقل رأسا من الحمير او البقر او الغنم او الابل او غيرها من دواب يعيش الفقراء على استثمارها بطرق تدر دخولا تنافس أجور الوظيفة العمومية و قد تفوقها فى الحجم و لكنها تبزها قطعا فى مجال الانتشار بين العامة و الاستفادة الكلية منها .
و رغم ذلك بقيت السوق سلما لفئة كسبت جذر تسميتها قطعا من مصدر لغوي غير متداول تفردت بتسيير قطاع مركزي في حياة الناس باساليب دافعها ربحي محض مما يحتم لا محالة رفع أيديهم على الاقل عن سياسة التسيير الفعلي لاسواق المواشي .
ضرورة اعتماد تخطيط اقتصادي محكم .
تقوم هندسة البيع على الرائج بغض النظر عن منافع ذلك و مضاره مما ينجر عنه بيع اصناف من المواشي بطرق عشوائية(بيع المخائض للذبح او النحر) تعرض الثروة الحيوانية للانقراض تدريجيا كما تمنع تملكه بطرق تغني دول الجوار مستقبلا عن استجلابه من بلادنا خاصة انهم يملكون مراعي اجود و تقنيات احسن …
و تؤدى سياسات البيع المتبعة فى اسواق المواشي الى اختلالات كبيرة تؤدى بين الحين و الآخر الى رواج صنف او اصناف و كساد اخرى مما يؤدى الي بيع الرائج باثمان فاحشة تؤدى الى فقد أغلبها عند إعادة البيع بينما يؤدى كساد الاصناف الاخري الى خسارات كبيرة لملاكها عند بيعها او تعطل معاملاتهم فى انتظار تغير الاثمان .
أصحاب مهن لا يمتلكون أدواتها .
أغلب المنشغلين بمهن بيع و شراء المواشي لا يملكون إلا شواربهم و أكفهم و هو ما تتولد عنه صفقات “الكر و التعدال…” التي تمنع من قيام مقياس لتحديد الاثمان الذي يترتب عليه وجود هوامش فى تكاليف المشتريات يثقل كاهل العامة مقابل استفادات شخصية غير مبررة …
و تظهر كارثية النتائج الضارة المتربة على هذه الطرق فى كل مناشط السوق و من امثلتها ارتفاع اسعار اللحوم الدائم الناتج عن ندرة القدرة بين الجزارين على الشراء استقلالا مما يضطرهم للاستدانة بطرق تضاعف تكاليف و اثمان جزورهم و هو ما يعنى ارتفاع اسعار اللحوم مقابل عائدات ضخمة تعود لمن يمول شراء الحيوانات المخصصة للحوم .
إن ترك حبل سياسة تسويق المواشى على غارب من ظنوا ان سوق المواشى مجال حر يستطيع من هب و دب ان يلجه هو إفساد لأقوات و صحة أغلب الموريتانيين فهل يعي من يهمهم الامر أنها سياسة”مرجن” كل بيت ؟ و أنه لا يمكن ان تترك حرة فى أيدى كل من هب و دب ؟.
و الى لقاء جديد فى سوق مواشى كيفه حيث يتجلى عبث المجتمع المدني حتى بأخص خصائص البشر و الشجر و الحجر و الدواب …
محمدالمهدي ولد صاليحي .