اوقفوا الحرب على الفقراء باسم تنظيم الاسواق
واكبت و كالة صحفي ميل ميل الاستقصائية عملية تنظيم سوق الجديدة فى كيفه بشكل مكثف ايمانا منها بضرورة التنظيم و بفوائده التي لا تقع تحت الحصر…
و قد بينت بالصوت و الصورة الخطوات الجيدة التي تحققت فى الوقت الذى بينت المخاوف الجمة المترتبة على فشل العملية ليس من زاوية المحدودية الزمنية فقط و إنما من ناحية عدم توفير بدائل مقنعة توفر للمهجرين -بفتح الجيم و تشديدها- أماكن تمكنهم من مزاولة أنشطتهم بحيث لا يضايقون النظام المفترض للاسواق .
و قد بينت استحالة أن يكون سوق البلدية بديلا لمزاولة انشطة الباعة المزمع ترحيلهم من سوق الجديدة المركزي و قد سجلت باستنكار كبير عدم تحرك أية جهة من الإدارة أو من البلدية لتهيئة لا سوق البلدية و لا أي فضاء ثان لإيواء الباعة المطرودين من السوق …
و على العكس وثقت الوكالة استغلال الجهات المختصة لأفراد المجتمع المتمدين الذين يحتلون سوق البلدية فى حملة طرد الباعة من أمام دكاكين التجار
و كأنها حملة توسيع على كبار التجار بالتضييق على فقراء يقتاتون من أشياء زهيدة يعرضونها فى الشارع العام الذى يؤجره كبار التجار لأغلبهم
صغار الباعة : إنهم أولى بالحماية .
سألت وكالة صحفي ميل ميل إحدى البائعات عن حجم أعمالها فأجابت أنه فى حدود الألفي أوقية قديمة و رغم ذلك تعيل اسرا ثلاثا أقلها عددا يتامي اخيها المتوفي منذ صغرهم و لها ديون على موظفين و من على شاكلتهم من ذوى الدخول المحدودة فذكرتها بأخرى من حي س قرب الرئاسة كانت قد سألتها مرة و هي تجلس عند بوابة منزل تحرسه فذكرت أنها تعيل عيال رجلين طلقاها تباعا و ثالثا اب لعيالها حينها و أشارت بأصبعها الى دور فارهة من جيرانها يستدينون منها و لا يتجاوز رأس مالها ألفي أوقية توزعها يوميا بين مصلحات الطعام و شيء من كج و ياي بوي .
تدخل مبيعات صغار الباعة فى تفاصيل غذاء الجميع يوميا و كذا كل شؤونهم و لا تشكل أرباحهم أي ثقل على أي مواطن مهما كانت هشاشته .
كبار التجار : هؤلاء أولى بالعقاب .
لقد نجحت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية في توثيق أعمال السخرة و الاسترقاق الاقتصادي الذي يمارسه كبار التجار ضد صغار الباعة بدءا بتأجير شبرين حيث يجلسون بمقابل يتراوح بين الخمسة و العشرة و العشرين ألف أوقية دون أية رحمة و قد نجحوا بواسطة البلدية فى تشريع مترين أمام محلاتهم لتبرير صفقات الايجار متقدمة الذكر .
كما وثقت عمليات الهدم التي مورست على الظلال التى أقامها صغار التجار للإحتماء من المطر و البرد و الحر و الغبار …
فى الوقت الذى احتفظ أصحاب الدكاكين الكبري بما شيدوه امام محلاتهم مما يماثل الظلال المتقدمة من كل الاعتبارات إلا اعتبار الامكانات الذى مكن الاخيرين من بناء تلك الظلال من الاسمنت المسلح .
و قد وثقت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية كذلك حلول أصحاب العربات و من بينهم الأجانب محل صغار الباعة مع فرق واضح يمكنهم من التنقل بعرباتهم ليحتلوا الازقة و الممرات و الشوارع
فى حين يتم انتزاع مبيعات صغار الباعة من بين أيديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم ليتم احتجازها و تغريمهم بسبب عرضها .
كان من الأولى :
تسيير تنظيم السوق بطريقة تمكن الضعفاء و الفقراء من مواصلة أنشطتهم داخل فضاءات يتم تجهيزها قبل المبادرة بإلقائهم فى قارعة الطريق بدل وعد الرئيس لهم بأنه لن يترك أحدا على قارعة الطريق .
إن التهديد باستخدام القوة العمومية و استغلال المجتمع المتمدين لفرض ترك الفقراء على قارعة الطريق أمر مدان سواء قررته الجهات العليا و نفذته الجهات الدنيا فهو تنكر واضح لغالبية من التجار لصالح قلة من المرابين يعيشون على الافتيات على ارزاق المستضعفين فى الارض .
و تطمئن وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية هؤلاء المستضعفين بأنهم هم من يملكون السند الأقوى و أن من سواه لا سلطة له يوم ينادي المنادي لمن الملك اليوم؟ فتجيب كل المخلوقات : لله الواحد القهار الذى قرر جل و تعالى : “و نريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم فى الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون” .
محمدالمهدى صاليحي .