حين تعم البلوي

تعيش بلادنا منذ تعطيل العمل باحكام الله زيادات متنامية فى الجريمة بلغت حد استسهال القتل املا فى دراهم قليلة قد تكون بصحبة المقتول …
لقد استشرت الفواحش و تضاعفت حد بلوغ مستوى المعتاد و المألوف …
بدأت عمليات الانتشار حين تزاحم المتفيقهون على تحويل خدمات الامامة و الدعوة و التعليم و بناء المساجد و المحاظر و ما شاكل ذلك … الى خدمات للكسب الدنيوي المحض تحت غطاء التدين في حين يتداول الجميع نص الاخضري في تحريم الاكل بالشفاعة او بالدين …
لقد افسد الطمع كل شيء و لم يقتصر على فئة دون غيرها و إن كان اشتراك المتفيقهين فيه القشة التى قصمت ظهر البعير فتعددت المساجد طمعا فى إفطار الصائمين و فى أجور المؤذنين و الائمة رغم منع النصوص الصريحة لتعدد المساجد دون استثناء إلا إذا بلغت حدود الماجد العتيقة ماء او حجارة تمنع الاستمرار فى التوسيع و هما الامران الذين تم التغلب عليهما حديثا باختراع طرق للبناء على الماء و بعد نحت الجبال … لقد تفنن المتلبسون باثواب الدين فى اقتحام كافة ميادين الجريمة تحت غطاء التدين حيث يحكى أن معلم صبيان حين صمم على الزنا بإحدي تلميذاته ظل يحدثهم عن النار و عن مراحل تأجيجها فى تركيز تام على البنت الهدف تاركا غيرها يتسللون سأما من حديث لم يعجبهم القصد منه حتى خلا بها ليخاطبها بوقاحة : يا بنتي النار التى يتحدث عنها الناس لا أساس لوجودها من الأصل ثم انقض عليها كالكلب المفترس …
لقد اثبت استغلال بعض معلمى المحاظر تلاميذها للتحصيل المادي سوء طويتهم حين أصبحوا طرفا فى مافيا تجنيس الاجانب و استغلال القاصرين في شبكات الجريمة المنظمة التي جعلت من بعض التلاميذ أبطالا ميدانيين في عمليات السطو على المنازل و سرقة ممتلكات البيوت التي يلجونها طلبا لما يقيمون به أود حياتهم …

هذا الصندوق محشو بمسروقات أبطالها أطفال يتجولون بين المنازل طلبا لمأكل او مشرب أو ملبس يعينهم على دراسة شرع يصفهم بانهم كالحميىر يحمل اسفارا و يصف حفظهم لنصوص الشرع فيؤكد”كذلك نسلكه فى قلوب المجرمين لا يومنون به حتى يروا العذاب الأليم”…و النصوص فى هذا الميدان تند عن الحصر .
لقد اصبحوا ينافسون من يمتهنون غسل الثياب فى انتهاز فرص الجولان بين المنازل لمجرد تحديد أهداف سطوهم …

من يعملون على دوام تعطيل أحكام الله وجدوا ملاذهم الآمن فى رجال و نساء باعوا دينهم بدنياهم فهل سيفيقون من غيهم !!

محمد المهدي صاليحي

اظهر المزيد