الباعةالمتنقلون : حين تجني براقش على نفسها !!
تاريخ فن التجارة فى كيفه يكشف عن ألغاز جمة أبطالها نساء و رجال ظاهرهم مسالمون و يلعبون دور الضحية فى حين يتحملون المسؤولية الكاملة عن الوضعيات المزرية التي يعيشونها و لا تخفيها ملامحهم الجسدية و النفسية …
و يعود السبب الى خلط بين امور متمايزة ؛ فالانسان يحتاج لمجموعة من ضرورات الحياة أساسها المأكل و المشرب و الملبس و المسكن و هي حقوق ثابتة لكل كائن حي يتحتم على القائم على الشأن العام توفيرها لمن يحكمهم لا مراء فى ذلك .
و استخدام اي حق من هذه الحقوق حين يوجد لاكتساب الحق المفقود تفريط في الموجود و تنازل عن المفقود . و من هذا المنطلق ندرك عدم منطقية الربط بين استغلال المكسوب و المطالبة بالمفقود .
إن المتتبع لمسارات المنح العقاري فى الأسواق يلاحظ بسهولة بادية للعيان واضحة جلية يدركها الغبي قبل العاقل أن أغلبية القطع التجارية الممنوحة فى الاسواق تم منحها للباعة الثانويين فى السوق و أن الممنوح للتجار الرسميين يشكل نسبة ضئيلة .
بعد ترحيل سوق كيفه من القديمة و بعد حريق سوق الجديدة تم اعتماد اربعة اسواق إضافة الى سوق الجديدة و ذلك وفق سياسة تقريب خدمة التجارة من كافة أحياء المدينة فقد تم إعادة بناء سوق القديمة ليضاف الى اسواق اتويميرت و سكطار و التميشه بعد أن تم تضييق أوسع شارعين فى سوق الجديدة ليتم استيعاب كافة المنشغلين بفن التجارة و قد تم تخصيص كل سوق لساكنة المنطقة التي أقيم فيها مما يفسر تضييق الشارعين الرسميين في سوق الجديدة ليستوعب الملتحقين الجدد بالمهنة .
و قد تم الجمع بين كافة انواع التجار دون تمييز لتقطع الطريق على من يدعون ان خلو السوق من مهن بعينها يؤثر على وظيفة الرواج التجاري .
و تثبت وثائق التمليك العقاري استفادة الجميع من محلات للبيع اقلها مساحة متر و نصف في مترين و نصف .و تثبت عقود التنازل عن هذه المحلات أن أغلب ملاكها الأصليين قاموا ببيعها لغيرهم و أغلب من باعوها تكتظ لوائح المرحلين باسماء ورثتهم .
توجد فعلا مجموعات لم تستفد من التقسيمات العقارية و هي التي تعاني فعلا من مشقة المطاردات الحالية و لا يمكن طبخها فى مرق قلة اتخذها بعض التجار وسائل للتحصيل او الاستغلال او هما معا أمور ستكشف وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية بعض جوانبها فى حلقة جديدة من حلقات مسلسل التلاعب بالمستضعفين فى الارض .
محمدالمهدي صاليحي