سياسة التصوير و التدشين و التبييض .
تنتفى ضرورة وجود أي نظام فى العالم حين يعجز عن تسيير مقدرات بلده بشكل يوفر ضرورات المشرب و المأكل و الملبس و المسكن لساكنة هذا البلد .
قد يعجز-و قد قبل المضارع تفيد الندرة او الاستحالة- عن التغطية الصحية و التعليمية ؛ و يستحيل أن تكون لأي نظام أية شرعية ما لم يوفر الأمن و الإستقرار للشعب .
فقد برر-دون تسليم غيرهما-باب ولد الشيخ سيديا و الشيخ مالعينين قبولهما التعامل مع المستعمر الفرنسي بقدرة هذا الأخير على بسط الأمن فى بلاد كان الأمير فيها يرسل اللحم الطري الجاهز للأكل مزودا بالسكاكين على ظهور دواب تطوف به بين السكان لا يجرؤ فرد على مسه .
إن من أول مبررات قيام الدول توفير الأمن بأبسط مفاهيمه بين الساكنة فلا يصم آذان الناس قتل و لا انتهاك عرض … و لا أي من مشتقاتهما و ما شاكلهما فى المعاني و النتائج ؛ ناهيك عن كشف المجرمين و كفهم عن الاستمرار فى جرائمهم و من باب أحرى العفو عنهم و تخلية سبلهم …
لقد مرد نظام العشريتين عبر خمسياته الثلاثة المنصرمة و الرابعة الموشكة على الإنقضاء على ممارسة ثلاثية التصوير و التدشين و التبيض عبر وتيرة متسارعة من التفقير و التبرير و التفريغ طالت حتى البنك المركزي الذي أصبح مجرد كيس نقود يتياومه المفسدون دون رقيب .
لقد أثبتت زيارات المسؤولين أن هدفها الوحيد هو التصوير مجرد التصوير ثم يتم سحب ماتم تصويره فى نقطة التصوير السابقة الى نقاط لاحقة لتتوالي مسلسلات التصوير .
تتساءل وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية عن جدوي زيارات ماراتونية كشف كل الشعب غاياتها فلم تعد خافية على أي فرد منه .
إن مجرد السفر لتبرير فاتورته لم يعد مقنعا لأن مبالغ هذه الفواتير يمكن استلامها عبر عديد الطرق التي تفنن فيها هؤلاء المسافرون ، و لم يعد فيها من الفوائد إلا تجميع المسؤولين المعنيين و غير المعنيين لاستقبالات مجها المواطنون و ملها المصفقون فتحتم شغل الموظفين بها من أجل مرافقات تستهلك أغلب جهود قوى حفظ النظام و تخلي منهم ميادين أعمالهم الأصل .
صورت تآزر و اختفى ما صورته إلا اللحم الذى تم تخزينه فى ثلاجات مسمكة كيفه لينتهي فى خبر كان أما السيارات التي صورت تزويد المحلات فقد أغلقت بعد التصوير على ما فيها و ذهبت تستمر فى التصوير قبل ان تعود ادراجها هل لان الحمولة كانت مغلوطة الوجهة كما بررت مفوضة الأمن الغذائي سحبها لمخزونات كيفه أم انه تمت إعارتها أو تأجيرها لمجرد العرض بمقابل ؟!.
أما ما امتنع التراجع به و استدعت ضرورات التبرير بقاءه فستأكله دابة الأرض ممثلة أحسن تمثيل فى المجتمع المدني و بعض المنتخبين تحت يافطة إيفاء الموالين حقوق موالاتهم المشروطة بدفع الأجر .
أما حركة التدشينات فقد شكلت الطامة الكبري فهي من اختصاص أعلي الهرم و تأتى للتوقيع على استحقاق الدفع للمقاول الذي ثبت أنه كان مجرد مسهل يبرر فاتورة من دون مقابل .
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن جميع المشاريع التى تم تدشينها طوال ما مضى من العشريتين لا يمكن تبرير ما حصل فيها من خروقات بلغت حد بطلانها فى الأصل و انكشاف كذبها فى الواقع .
لا يمكن اليوم أن تقدم أية مؤسسة حقيقة مشروع ما أمام عامة الشعب و أتحدي أي مؤسسة أن تقدم ابسط منشأة و تبرر ما أنفق عليها .
لقد انسكب من مياه امبيقير عبر خزانه أضعاف ما ادعي-بالبناء للمجهول- أنه تمت فوترته-على خلاف- عبر العداد المعطل-بتشديد الطاء و فتحها-و لقد نهب-بالبناء للمجهول- من المستضعفين أضعاف هذا و ذك مقابل العطش فى حين وجه الماء لجزء من الساكنة لأنهم من رحم رأس هرم السلطة .
تم تغييب جهات الرقابة و تولى مدققو الحسابات تبرير ما حصل و استلم المقاولون عربون ما بنوه من أشياء لمجرد التبرير .
لقد بلغ تبييض أموال الشعب حد الوقاحة و زاد على حد شحذ همم المنهوبين للانتقام و إن ما يجري ينذر بانفجار وشيك كالذى حدث فى سوريا- كانت تمنعه تركيا هناك- و مازلت تمنعه بقية دين و أخلاق هنا ؛ يستحث المفسدون السير لتجاوزها و استبدالها بمواجهة بين فقير معدم عاجز أمام شحم و لحم مفسدين نشروهما على أفواه الجوعى و المستضعفين فهل تعى الجهات المعنية خطورة الوضع ؟ و هل تتلافاه قبل الإنفلات؟!.
لعل و عسى ..
محمد المهدي صاليحي .