*على وقع أفراح عيد الإستقلال المجيد*/سيدي علي بلعمش
ذكرى الاستقلال تمثل أهم مناسبة للتصالح و التسامح و تجاوز كل ما يمكن أن يساهم في الفرقة و الانقسام ..
لكنها أيضا أهم مناسبة للمصارحة و المكاشفة و تعرية أسباب كل من يطرحون شروط التعجيز ، ممن يعيشون على ملفات لم نعد نتحمل استمرار ظلمها ..
آن لمن لا يتكلمون لغة البلد الرسمية و من يرفضون التكلم بها على وجه الخصوص ، أن يفهموا أنهم هم من يحرمون أنفسهم من المساواة في التوظيف : عليهم الآن أن يسمعوها و يفهموها و يسلموا بها . و هذا أمر لا يتطلب اتخاذ قرارات جريئة كما يعتقد البعض و إنما يتطلب عدم اتخاذ أي قرار و ترك الموضوع للقانون و الدستور ، ليس إلا ..
على من يطالبون بتدريس الولفية و البولارية و غيرها ، أن يشيروا إلينا ببلد واحد في القارة كلها فعلها قبلنا ، ليفهموا أن صمتنا عن مطالبهم ينبع من درجة تسامح تكفي لإدانتهم كما تكفي لإدانة حكوماتنا المتتالية بالتفريط و التعاطي مع مجموعات مستهترة ، لا تخفي سوء نياتها و لا استحالة مطالبها .!
# لا أفهم حقا ، كيف يُقتلُ الفولان على الهوية في مالي و النيجر و بوركينافاسو و لا يجدون من يأويهم غير موريتانيا ، في حين يصفونها بدولة الآبارتايد !؟
# حتى هذه الدول التي تقتلهم على الهوية لا يصفونها لا حتى بالعنصرية و لا ما دونها ، كأن تسامح الموريتانيين هو نقطة ضعفهم !؟
# لقد تمت تسوية ما يسمونه “ملف الإرث الإنساني” (على ما فيه من إطناب ، أقله عدم اعتبار ما حصل مع أمثالهم من القوميات الأخرى) في خمس اتفاقيات ، تم في كل منها التعويض و دفع الفديات و المساعدات و جبر الخواطر بصدق و لين .
و في كل مرة يُطرح الملف من جديد كأن شيئا لم يكن ، من قبل أطراف غير معنية ، تعيش على سمسرة الأزمات : الدولة هي وحدها المسؤولة عن كل المواطنين و عن حقوقهم و هي وحدها المؤتمنة على مصالحهم و حمايتهم . و افلام و قوس قزح و إيرا و غيرهم لا يمثلون غير أنفسهم . و انقلاب الفولان لا يختلف عن غيره من الانقلابات التي تم التعامل مع أصحابها بنفس الطريقة رغم أنها عكسهم ، لم تكن يوما من قومية واحدة و لا بدوافع عنصرية و لا انتقامية !؟
كل المؤشرات تؤكد أن هذه المافيا التي تعيش على سمسرة الأزمات تعمل اليوم بإصرار على ارتكاب حماقة أخرى لخلق أزمة أخرى يعيشون على مأساتها عقودا أخرى كما هو دأبكم منذ أحداث 66 .
يقول تيام صامبا إنهم لا يريدون تعلم العربية لأنهم ليسوا عربا ، فهل أنت فرنسي يا تيام !؟
ـ هل إصرارك على التمسك بلغة المستعمر الذي تتجه كل الدول الإفريقية اليوم إلى الانتقام منه ، دليل على عزة نفسك و رقي ثقافتك !؟
ـ هل تدرك أن من تصفهم بازدراء ، بعرب و بربر موريتانيا هم أكثر من يحملون شهادات فرنسية !؟
ـ هل يعرف تيام صامبا متى كُتبت اللغة العربية ؟
ـ هل يعرف تيام صامبا متى كُتبت اللغة الفرنسية التي يتنطط بافتراس أزمنتها ؟
ـ هل تدرك يا تيام ، أن الضفة إذا استقلت و عينت الزعيم تيام صامبا رئيسا للجنة انتخاباتها و وزيرا لداخليتها ، سيحكمها عربي أو بربري “كما تسميهم” ؟
لقد كان من سوء حظك أنك لم تكن ابن ثقافة عالمة ، فلماذا تحملنا نحن مسؤولية مأساتك !؟
أم أن العدالة من وجهة نظرك ، أن علينا نحن أن نتعلم معك الفرنسية لنكون مثلك !؟
الفولان يا تيام صامبا ، ليسوا سوى قبيلة من أكثر من ثمانين قبيلة موريتانية ، يسري عليهم ما يسري على الجميع و يخضعون لما يخضع له الجميع و يتمتعون بما يتمتع به الجميع : ليس في موريتانيا أقليات و لا أكثريات و لم تكن يوما هذه التصنيفات من ثقافتنا . و لأننا شعب أصيل ، أبناء أعظم ديانة (بشهادة أكبر مثقفي العالم) ، لن يجرنا تيام صامبا و بيرام إلى تصنيفات تفصيلية يرددانها بببغاوية ، لا يدركان ما يراد بها !؟
هل تتكلم أمريكا عن الأقليات ؟
هل تتكلم أوروبا عن الأقليات؟
هذه مواضيع المجاعة الثقافية ، تنشرها فرنسا في إفريقيا لتغذية سياسة “فرق تسد” و تبحث لها عن عصابات مأجورة من أمثال تيام صامبا و بيرام لإشعال النيران في أي بقعة من أدغال القارة متى شاءت..
على السلطات الموريتانية أن تُخرج البلد من هذه الفوضى العارمة :
ـ *فرض اللغة الرسمية على كل موظف عمومي* ..
ـ *استبدال اللغة الفرنسية المتخلفة بلغة العلوم و المعاملات* (الانجليزية).
ـ *إنهاء الحديث في هذا الموضوع بقرار نهائي* ..
تلك أهم هدية يمكن تقديمها للوطن في هذا اليوم الجميل ..
عاشت موريتانيا حرة أبية و الخزي و العار لكل خائن مأجور ..