ورشة تعميم البرنامج الوطني لترقية القطاع التربوي تكشف عورات التعليم فى لعصابه .
خلال مداخلات المشاركين فى ورشة تعميم البرنامج الوطني لترقية القطاع التربوي المرحلة الثالثة 2024-2030 المنظمة فى كيفه يومي الثامن عشر و التاسع عشر من نوفمبر 2024 هاجموا بشراسة القطاع التعليمي الذى اتفقوا بإجماع كلي على أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة .
و الغريب فى الأمر أن هذه التصريحات صدرت بالتساوي بين كافة الأطراف الرسمية و الجمعوية دون كناية أو تلميح .
صدرت هذه التوصيفات عن العمد و عن الحكام و عن المفتشين كما صدرت عن من دونهم اطلاعا و خبرة بما يجري ميدانيا .
طالت الانتقادات بالتفاصيل المملة النقص الحاد فى المدرسين و ما ترتب عليه من تجميع مثلا السنوات الاولى و الثالثة و الخامسة و تفويج و الاكتظاظ و الاعتناء بالكم علي حساب الكيف في المناهج .
و قد نبهوا الى ان التقارير الادارية التي يتم بعثها لا يتم التعامل معها اطلاقا . و ما يشيد من بنايات مدرسية يتم اسناده على المستوي المركزي الى مقاولين لا تملك الجهات المحلية اية سلطة عليه و لا يتم تسلمه أمره محصور فى المقاول و من أسند أليه المقاولة و قد ضربوا مثالا بمدرسة تمت تغطية سقفها بحديد رقم سته .
و قد تبين من المداخلات ان 78% مما يزيد على ثلاث مائة مدرسة فى مقاطعة كنكوصه غير قابلة للاستخدام . و أن مائة و عشر فصول يزاولون الدراسة فى أعرشة على مستوى مقاطعة كرو .
و تفصل مسافات كبيرة (خمس كيلومترات) مدارس التجميع عن الساكنة التى تحول حواجز طبيعية (وديان و شلخ) بينها و بين السكان .
و يشكل عدم التناسب بين الامكانات و المتطلبات إضافة الى التحويلات الفجائية ضغطا سلبيا على الاستقرار و الاستمرارية .
و لم تكن الانتقادات مقصورة على منحى دون غيره فقد طالت كافة الميادين : كثرة الإعادات حتى انك تجد أقساما كاملة من المعيدين و قد تجد أقساما من الخوامس و السوادس لا يستطيعون لا القراء و لا الكتابة .
و فى تتبعها لهذا الملف الخطير لم تفهم وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية كيف يتم السكوت على وضعية بهذا الحجم من طرف مسؤولين هم رسميا المكلفون بالمتابعة و بالتفتيش و باتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح أوضاع أهم قطاع فى حياة المواطن .
كما تأكدت من أن نقص حصص تدريس مادتي الرياضيات و اللغة العربية يندرج فى عملية العبث بالتعليم التى وصفها أحد الحكام بعدم الجدية و لخصها بأن فاقد الشيء لا يعطيه .
و قد تأكدت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية من خلال جدول تدريس سنة خامسة رياضيات فى إحدى المدارس الحرة أن الفساد عمت به البلوى
حيث تختفي بعض مواد المقرر دون ان تؤدي مفتشية التعليم دورها ليس فى هذه الحالة فقط بل فى مدارس حرة تدرس أقساما أصبحت من اختصاص التعليم النظامي تحت يافطة الروضات مع وجود أقسام فى تلك المدارس الحرة تلاميذها عند التفتيش سيتبن انهم غير محولين من مدرسة نظامية كما انهم ليسوا معيدين و انما تم تسجيلهم فى الروضة افتياتا على القانون ( سنة رابعة على سبيل المثال لا الحصر ) .
انه الفساد بشهادة الرسميين فهل سيتم التحقيق فى أي من هذه المعلومات ؟ لعل وعسي .
محمدالمهدي صاليحي
يتبع