*من يخطئ اليوم فى حق من !؟*/سيدي علي بلعمش
صراع الأجنحة من حول الرئيس و من داخل أغلبيته ، أمر عادي حتى في الديمقراطيات العتيقة .
و لأننا (أعني نفسي و كل من تمثلني مواقفهم و قناعاتهم و تاريخهم المشرِّف و حبهم لموريتانيا ) ، نمثل الأغلبية الطاحنة من الأغلبية ..
لأننا نتعامل مع الوضع بروح رياضية (مثل كل المطحونين) ..
لأننا نتعامل مع الوضع من منطق ديمقراطي ، لا يجعل أفعالنا في وادي و أقوالنا في آخر ،
فإن أول ما نطلبه هو حجب الثقة عن هذه الحكومة المُختلة عقليا ، التي اعتقدنا عند ظهورها أنها ورقة منسية من آرشيف عزيز .!
# أعتقد أن فخامة الرئيس قصد ما يعنيه بالضبط في وصف فريقه الحالي ، حين قال إن على الحكومة أن تكون مثل فريق كرة القدم ، إذا كان لا يتابع غير فريق كرة قدمنا الأفشل من كل الحكومات .!
و من لم يحضروا اجتماع حكومة الوزير الأول بالأمس ، ليسوا وزراء السيادة فقط (كما تكرر الببغاوات المحلية) ، بل هم وزراء الكرامة الوطنية .. وزراء الإجماع الوطني .. وزراء الشهامة الوطنية .. و هم وزراء العد التنازلي المُربك.!
كان على حكومة المد العزيزي المُقَنَّع ، أن لا تُحرجَ فخامة الرئيس بدعوة من يجدونها أصغر بكثير من تحمل مثل هذه المسؤولية الجسيمة ..
كان على حكومة فجر السادس من أغسطس ، أن تضبط ساعتها على توقيت جرح الذاكرة النازف ..
ثمة أسماء في هذا البلد ، تحاول دائما أن تجرب هل ما زال ذكرها يشكل حساسية مفرطة في ذاكرة المجتمع !!
إنه الإمعان في الاعتقاد الخاطئ بأن لا ذاكرة لهذا الشعب المُصَدِّر إلى العالم أجمع أبدعَ فنون التغابي و الانخداع !
*سيدي الرئيس* ،
بالدعوات داخل الصفوف الموالية لفخامتكم من إحدى الشرائح (ألا بعدا للغة هذا القاموس الذي أصبح مفروضا علينا) ، للمحاصصة (…) ، كما نقلت بعض وسائل الإعلام ، تكون قد اكتملت دائرة السوء من حولنا ، بسبب تنازع القرار و سوء الاختيار و ضعف الكر و سرعة الفرار ..
سيدي الرئيس ،
ليتكم تفهمون أن تصحيح الأخطاء قوة و استشارة العقلاء حكمة و الاستماع إلى أصوات شعبك واجب : لقد أخطأتم في الاختيار ، فلا تخطئوا في التمادي بالتمسك بهذا القرار ؛ “*و خير الخطائين التوابون*” ..
بالتراجع عن هذا القرار ، تبتعدون أكثر عن الوقوع في منحدرات الحماس الزلقة ..
بالتراجع عن هذا القرار ، تكونوا قدمتَم لــ”هم” ما استطعتَم من عظيم الود و استحبتَم لواجبكم بالرضوخ لمطالب شعبكم .!
الأخطاء لا تحل بالأخطاء و لا بالتعنت و الإصرار . و الخطأ في الديمقراطية يُقال للسير في الاتجاه المعاكس للسيل الجارف (الأغلبية) ؛ فهلا راجعتم موقعكم قبل موقفكم يا فخامة الرئيس ؟
لكل لعبة قواعد تحكمها ؛ فتذكروا سيدي قواعد اللعبة .
فلماذا تحدي مشاعر الشعب ؟
لماذا احتقار إرادة الشعب ؟
لماذا تعمد الاصطدام بتوقعات الشعب ؟
ماذا تنتظرون من شعبكم يا فخامة الرئيس ، حين يكون أوائل المستبشرين بقراركم ؛ *ولد الشدو و ولد اكماش و بنت البرناوي و بيرام* و بقية غوغاء عزيز المعبرة عن عفوية “الفهم” في حرارته الأولى !؟
أنتم اليوم فخامة الرئيس ، ترغمون الشعب على تذكيركم بضرورة تصحيح البدايات :
ماذا يصنع في قمة نظامكم من كان يصف عزيز بالذي “*أطعم من جوع و أمن من خوف*” (ثكلته أمه) !؟
ماذا يصنع في حكومتكم من كان يردد بحماقة أتفه المؤلهين للأشخاص ، أن *عزيز أهم من الماء و الكهرباء* و كل ما يمس حياة الناس (هل إلى أمثال هؤلاء توكل حقوق الشعوب ؟) ..
“*لا شيء في الوجود يمكن حله إذا لم يُحلَّ في زمن ولد عبد العزيز*” ، فأيكم نصدق يا فخامة الرئيس ؛ أنتم أم وزيركم الأول أم هي استمرارية زمن عزيز التي يتحدث عنها باعتراف منكم؟
هل نحن من نظلهم أم هم من يظلمون أنفسهم بمثل هذه التصريحات الموغلة في التهتك و غير محسوبة العواقب ؟
*أين الذكاء و الخبرة و المهارة في من يرتكبون مثل هذه الحماقات البديهية* !!؟
*سيدي الرئيس* ،
تذكروا تفاهات سفير فخامتكم في الكويت ، في نُعوته المخجلة حد الشفقة لولد عبد العزيز ، لتفهموا كم حاولنا تجاوز ما لا يمكن تجاوزه ، إكراما لكم و احتراما لقراراتكم !!
لماذا تهينون شعبكم يا فخامة الرئيس ، بتكريم من أذلوه و احتقروه و نهبوا خيراته و انتهكوا كل حرماته :
# هل تنسون يا فخامة الرئيس قول مدير مينائكم ، حين استغلَّ قادةُ المعارضة (أحمد ولد داداه ، ولد مولود ، مسعود ، المرحوم أعلي ولد محمد فال …) عَرَبَةَ شاحنة كمنصة لمخاطبة عشرات آلاف الجماهير في ساحة ابن عباس ، ليقول متهكما “*كنت أعتقد أن الشاحنة تقلهم إلى المزبلة*” من دون أقل اعتبار لأعمارهم و مكانتهم و نضالهم و أحكام أخلاق و عادات هذا الشعب الأصيل في التعاطي مع من هم في أعمارهم و منزلتهم !؟
لقد تجاوزنا الكثير يا فخامة الرئيس ، إكراما لكم و احتراما لقراراتكم ، فلا ترغمونا اليوم على المطالبة بتصحيح بدايات ، لا يستطيع أي جبل تَحَمُّلَ ما تحمله الذاكرة من حقارة أصحابها ..