هل الفترة مناسبة لزيادة تدمير البلاد
كان من المتوقع ان يستقبل الناس جو الترشحات بتبريد الاجواء و باللطف بالضعفاء و بالسباق الي كسب ود المستضعفين في الارض لانهم جل الساكنة و الجميع يعولون علي كسب ودهم لنيل اصواتهم …
ذلك و ما في معناه هو ما كان متوقعا لكن الصادم و المحبط هو التنافس المحموم علي طحن و تدمير ساكنة الفت الخنوع و مردت علي النفاق كالكلاب التي لا تروم الا من يخنقونها و يعذبونها و يستغلونها ابشع استغلال و اشد عذاب و انكر خنق ..
ان تنافسا محموما بين الاجهزة التنفيذية و اباطرة الجمع و المنع علي اهلاك المستضعفين في الارض هو العلامة المميزة للمرحلة .
ان انشغال الاجهزة التنفيذية بتسيير الانشطة المتعلقة بالاجواء الانتخابية يبعدها عن بلوغ درجة الرقابة و الرعاية التي تستدعيها ظروف الساكنة مما يترتب عليه ترك هذه الساكنة في مهب عبث العابثين و بطش مصاصي الدماء ..
ان مراعاة الاجهزة التنفيذية لاهواء المتنفذين خوفا من افشالهم لمجهوداتها يمكن اولئك المتنفذين من المكر بالعامة …
ان اعتبار الاجهزة التنفيذية ان المتنفذين يشكلون كبار الناخبين و ان عليها التماهي معهم حتي لا تخسرهم هو سبب اساس لاطلاق ايدي المتنفذين ليعيثوا فسادا في البلاد و العباد .. و مرد ذلك الاعتبار يعود الي عدم استقلالية السلطة التنفيذية و عدم حيادها .
ليس من دور الاجهزة التنفيذية التخلي عن مهامها و عدم القيام بواجباتها محاباة لمن دهسوا هذا الشعب الضعيف تحت اقدام اطماعهم المريضة . . . لان ذلك يعني ببساطة تامة ان هذه السلط عاجزة عن القيام بما كلفها الدستور او انها علي الاقل غير محايدة .
فمناط تكليفها مرتبط بقدرتها علي اثبات سيطرتها علي الجميع سواء المتنفذين و غير المتنفذين و أطرهم علي الخضوع لمقتضيات دستور البلاد الذي يحتم حفظ حقوق الجميع … و حين لا تتأكد تلك القدرة فذلك يعني عدم الاهلية للمهمات الموكلة اليها اصلا .. و إن تاكدت قدرتهم فقد انتفي حيادهم و هو شرط تكليفهم الاول و الاخير …
إن عدم قدرة الاجهزة التنفيذية علي السيطرة المطلقة علي الجميع ؛ و إن عدم حيادها في أداء مهامها يشكلان سببين اساسين سواء اجتمعا او لا في فتح ابوب “السيبه” و الفوضي علي مصاريعها و هو ما سيؤدي -إذا تمادي- الي تفكيك كيان الدولة لتصبح دولة بين المتنفذين …
إن لعبة التستر وراء المبادرات و الشعارات و التيارات و التصريحات و الادعاءات الكاذبة التي يتقنها المتنفذون ليتمكنوا من نهب البلاد و الفتك بالعباد تتجلي في أمور لا تخفي عل أي كان : إن التاجر الذي يرفع الاسعار و يمارس الاحتكار و يتفنن في امتصاص خيرات البلد بأية طريقة … و إن الموظف الذي يستغل عمله للكسب غير المشروع … يشكلان وجهين لعملة الدمار التي يرزح تحتها العامة و تثقل كواهلهم و تجعلهم يمقتون كل ما يمت للنفوذ بصلة مما يترتب عليه لا محالة اتساع الشقة بينهم وبين من يدعي التنفيذيون و المتنفذون الولاء له …
و هنا يتضح حجم الخسارة : فقد تم تدمير الساكنة و طحنها مما نشأ عنه بغضها و ابتعادها عن ولي نعمة تنفيذيين فشلوا في اداء مهامهم و متنفذين جروا عليه سخط العامة ..
إن مثل هذه الحال هو ما يفقد الدولة هيبتها و يسقطها من اعين شعبها المستضعف و يسير بها حثيثا الي حافة الزوال ..
لست هنا لاخص جهة بعينها او اذكر فردا بصفته و لكنني مجرد محلل يعالج اوضاعا و يكشف عيوبا يراها و يشهد عليها الجميع و لكنهم لا يمحضون المعنيين النصح و يفضلون السكوت علي امور ستشكل لا محالة اسبابا لانهيار كيان يستظله الجميع يحدث فيه كل يوم المفسدون خروقا ستغرق لا محالة سفينة الوطن اذا تمادي الحال علي ما هو عليه الان …
فهل سندرك الخطر قبل فوات الاوان ؟ لعل و عسي !! ..
كتبه محمد المهدي صاليحي