حين يركب ولد الشدو موجة التحريض/سيدي علي بلعمش
لا أحد يمكن أن يفهم ماذا كان يمكن أن يفعل ولد الشدو اليوم ، لو كان وزير العدل الموريتاني أو رئيس الدولة (لا قدر الله)؟
– هل كان سيسجن المتهمين دون تحقيق و دون محاكمة؟
– هل كان سيريد كُليبا حياً؟
– هل كان سيقول للناس إن دولته العادلة، لا تحتاج دليلا و لا تشريحا لأنها تتمتع بحصانة المادة 93 ؟
من يسمع آخر تسجيل للمغفور له الصوفي ولد الشين (حول محاكمة ولد عبد العزيز)، يفهم بوضوح أن تعاطف ولد الشدو معه شماتة و ثناءه عليه تشفي ، معتقدا أنه سيحرج النظام بدموع آخر تمساح على وجه الأرض ..
حتى التماسيح يا ولد الشدو لم تعد تذرف دموع فرحتها ، خجلا من محاكاة أمثالك.
أي وجه تشابه بين الضحية يا ولد الشدو و ولد عبد العزيز ؟
أنت من قتله ألف مرة و شوه سمعته ألف قراط ، حين تقارن حالته المفخرة بحالة عزيز المعرَّة..
لقد عاش صدفي كادحا ، عفيفا ، يناضل من أجل حماية بلده و قوت أسرته الفقيرة . و انتقل عزيزك من حطَّاب حمام بدائي (قرب المدرسة 2 في لگصر ) ، لا يكاد يغطي مصارفه اليومية ، إلى الشاليهات الأوروبية الناعسة و العمارات الخليجية الشاهقة و الفلل التركية الفاخرة و سلسلة حساباته المفتوحة التي تغص بودائع العملات الصعبة مخفية المصدر!؟
أين وجه التشابه يا ولد الشدو بين من يمضي يومه ركضا بين فرص الحياة لتغطية حاجات أسرته الفقيرة و من تعتبره بريئا بالتفافه على ثروة بلد كامل ، بموجب أكثر مادة تدينه قانونيا (93)..
على ولد الشدو أن يقلب الأمور 93 درجة ليراها على وجه الحقيقة.
على “عاقد الحاجبين” أن يفهم أن تحريضه المغموس سبع مرات في المكر انتقاما من الاثنين (النظام و الضحية) ، لن يكون غير ما دأب عليه الشدو أمام الجميع من ولد امخيطير إلى ولد عبد العزيز.
حاول أيها البهلوان الأزعر أن تخرج من زمن المكر و التأكيد بالنفي المشفر .. أن تواكب عصر الخبرات المُكتمِلة بذاتها .. أن تتحجج بالقانون بدل التحايل عليه..
من تنتظر أن يصدق تعاطفك مع من يرى عزيز أسوأ من قاد بلدا على وجه التاريخ ؟
أيهما تخون اليوم بمثل هذا الإطراء المعلق بأجفانه؟
ليتك تخرج يوما من دائرة هذا الخرف الواهم لترى صورتك المغبرة في مرآة واقعك الأحدب..