توظيف الأدب الحسانيّ (لغْنَ) في مجالات مختلفة
إسلمو ولد سيدي أحمد
1-آمَنْتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا وَرَسُولًا.
مُحَمَّدْ صَلَّى اللهْ اعْلِيهْ * وَانَ ظَرْكْ اعْلِيهْ امْصَلِّ
وَانْدَوْرْ أَنْتَمْ إِلَ أپَدِيهْ * مَا حَيِيتْ اعْلِيهْ انْصَلِّ.
أسْأَلُ اللهَ حُسنَ الخاتمة.
2-في كل مرة يصلني نَعْيُ أحد الأقارب أو الأصدقاء،
أتذكر هذا “الگَاف” الذي قلتُه بعد رحيل أحد الأصدقاء عن هذه الدار الفانيَة:
يَالْعَگْلْ أَحْبَابَكْ يُرَوْسَاوْ * عَنْ ذِ الدَّارْ الْفِيهَ نَسْكُنْ*
وتْرَانَ بلْعَجْلَ نَنْسَاوْ * كَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ !
الحمد لله على قوة الإيمان ونعمة السُّلوان.
3-اعترافات مُغترِب (نشرت التدوينة أولَ مرة في مدونتي “اللغة العربية أُمّ اللغات”، بتاريخ 21 مارس 2015م):
لقد عشتُ خارج الوطن الحبيب (موريتانيا)، ما يناهِز خمسين سنة (سبع سنوات بالقاهرة ” من أجل الدراسة”، وسنة بالجزائر “في إطار العمل الدبلوماسي”، و أربعين سنة بالرباط، أربع منها “في إطار العمل الدبلوماسي” والباقي “في إطار العمل الثقافي”).
ومع أنّني عشت هذه الفترة في بلدان عربية شقيقة ممّا جعلني لم أشعر قط بالغربة في تجلياتها المعروفة، فإنني أعترف بأنّ الحنين إلى مسقط رأسي لم يفارقني يومًا.
لقد عشتُ دائمًا على أمل العودة إلى تلك الربوع، ولسان حالي يكرر قول الشاعر:
“بِلاد بها نِيطَتْ عَليَّ تمائمي* وأول أرض مَسّ جِلدي ترابها”.
واليوم، وأنا أتابع باهتمام ما ينشره بعض الإخوة – مشكورين- من أجل التعريف بأبناء المنطقة وبإنتاجهم الفكريّ والأدبيّ (لِغْنَ بصفة خاصة)، أعترف أن شريط الذكريات حملني على جناحيْه وحلَّق بي عاليًّا في أجواء مَرابِع الحي أيام كنا نرتحل من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الكلإ ومساقط الأمطار(النُّجْعَة).
وقد تذكرتُ مقاطع ممّا جادت به قريحتي من وصف تلك الرحلات، في سنوات الستين (1964م، على ما أعتقد)، وكنتُ وقتها شابًّا يافعًا، حيثُ أقول:
“عاَكبْ تسْدَارِ في ازْوَيْرَاتْ* امْلَانَ منْ خَنْفُوس الزِّيرْ*شَوَّفْنِ يَلل لدْوَيْرَاتْ* ألْفرْكَانْ افْشَلْختْ لحْمِيرْ* وانْكُوم أمْسَوْحَلْ مَانِ عَانْ* عَن طَرْف أرْضِ ذَالتَّلِّ كَانْ* كَدْ أمْزَرِيكَ وِي مُنْجَانْ* واشْلَيْختْ مُحَمْد الْكَبِيرْ* واكْلَيْب أَوْلَادْ الْحَاجْ ؤظَانْ* عَنِّ منْ فَمْ انْكُوم انْسِيرْ* نَوْخَظْ كَدْ اكْبالْ الْحِسْيَانْ* نَكْطَعْ منْ مَكَانَتْ ونْدِيرْ* لَبْصَارْ اعْلَ يَمْ النِّوادْ* ذَاكْ التَّلِّ منْ فَمْ انْطِيرْ* وانْجِ زَادْ اعْلَ مَحْمْ اكْبَادْ* يَدْرَجْنَ بَاطلْ كَال اعْرَيْرْ* وانْشَرَّكْ يَالْوَاحِدْ في الذَّاتْ* نَوْطَ فشْليْختْ لكْلَيْبَاتْ*وانْعَيَّنْ لمْنَيْحرْ عَرَّاتْ* نرْفدْ عَيْنِ هَذَاكْ اسْدَيْرْ* كبْلتْ ذَاكْ افْكَدْ الْمَلْكَ* نَوْكَل للِّ فِيه امْن اعْذِيرْ* ؤُنَهْنَ فِيه ؤُلَا نَلْكَ* بَعْدُ بَشِيرْ ؤلَا نَذِيرْ* عاكب تسدار في ازويرات…
أتصور أنني لو أردتُ أن أزورالآن هذه المواضع، سأطلب من شخص يعرفها حق المعرفة أن يرافقني في رحلة تبدأ من”شَلْختْ لحْمِيرْ” وتنتهي عند “الْمَلْكَ”، مُرُورًا- على الترتيب- بالأماكن المشار إليها.
سيكون هذا الدليل البشريّ بمنزلة الدليل الآليّ (الجهاز المعروف اليوم باسم: jps) الذي يدلنا على عناوين في مدينة كبيرة لا نعرف عنها أيّ شيء.
وفي هذا الإطار، وفي الفترة نفسِها، أقول في مجال التوَسّل:
“عَبْدَكْ ذَ يالواحد في الذاتْ* يَلّْ بامْرْ اعْبيدكْ نَظِيرْ* مَاهُ هَانِ سَابكْ مَا فَاتْ* مَضَّ في النّوادْ اتْكَوِرِيرْ* يَارَبِّ واكْتنَّكْ مَشَّيْتْ* خَلْقَكْ عَن بِلَادُ فُقَيْتْ* مَايبْغِيهَ والْبِيهْ اجْفَيْتْ* منْهَ يالرَّبْ، الطُّولَ، دِيرْ* فِيهَ نَبَاتْ ابْجَاه البَيْتْ* يغْنِ عَن ذَ منْ حَكْ الدَّيْرْ* وارْفُودْ الثَّكْلَ واتْحَتْحِيتْ* الضِّعَافْ ؤُتدْبَارْ الْعَيْرْ* وَوْرَ ذَ يَلل لَا وَسَيْتْ* بِينَ مَاه ألِّ فِيهْ الْخَيْرْ”.عبدك ذ يالواحد في الذات…
يُلاحَظ – لحسن الحظ – أنّ الموريتاني لا يزال، بصفة عامة، مهتمًّا بالأدب الحسّانيّ، لكن توظيفه في المجالات المختلفة (الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية، إلخ) لا يصل إلى المستوى المطلوب.
ولا يفوتني في هذا المجال أن أطلب من الإخوة (الشباب بصفة خاصة) أن يجمعوا ما تيسّر من الأدب الحسّانيّ (لغن) الذي هو جزء مهم من تراث المنطقة، قبل أن يندثر.
كما ألتمس من الأدباء “لمغنيين” أن يمدوا المدونين بما يمكن أن يُنشر من إنتاجهم، لأنهم وحدَهم القادرون على انتقاء ما يرونه قابلا للنشر، من وجهة نظرهم.
مع تحياتي للأخوة المدونين وتقديري لمبادراتهم الخاصة بهذا الشأن.
4-بَيْنَ الأمْسِ واليَوْم (لِلتَّأَمُّلِ):
بالأمسِ كان شغلنا الشاغِل، تحصيل العِلم النّافِع. والمحافظة على القِيَّمِ والأخلاق.
واليوم، في عهد العَوْلَمة وطُغْيان المادّة، سَيْطَرَ على اهتمامِنا جَمْعُ المالِ !
وفي هذا، أقول:
سُبْحَانَكْ يَالْحَيْ الْقَيُّومْ * يَامسْ الَاعْمَالْ السَّامِيَه*
هِيَ شُغْلْ الرَّاجلْ والْيَومْ * شُغْلُ لُگِيَّه والْمِيَّه !(والألْف، والمَليُون).
5-اغليگ الستر والتگدام (يعني سدّ مقطع لحجار).
اغْلِيگْ السّتْرَ والتّگْدَامْ * احْمدْنَ لَلَّهْ أدْخُولَكْ
تَمْ أَلَّا مَضّْ وِجْهتْ عَامْ * ومْشِ يَلْبُوشْ أَعْلَ طُولَكْ.
يَغْلِيگْ الْمَگْطَعْ كَانْ ابْعَادْ * مَنْزَلْنَ عَنَّكْ وَاللَّ عَادْ * امْجِينَ مَا يَاسرْ ينْعَادْ * وَقْتْ
ادْخُولَكْ وَمَدْخُولَكْ * منْ لحْرِيثَ مُلَانَ رَادْ * عَنْ يَاسرْ ذَلِّ نَبْغُولَكْ * منْ شِ صَالحْ
وانْدَوْرُ زَادْ * يَغْلِيگْ الْمَگْطَعْ نمْشُولَكْ * وِي لَرَادْ الْحَيْ الْجَوَّادْ * انْتَمُّ نمْشُ
وانْجُولَكْ.
ملحوظة: “الگاف” قديم، قِيل لي إنه للحسن ولد عيسى، تغمده الله برحمته الواسعة، و”الطلعه” ممّا جادت به قريحتي (ربما سنة 2013م)، وتضمنت ما يوحي بأنني لا أزور “المگطع” إلّا نادرًا، لأنني أعيش في الخارج.
6-هذه هي موريتانيا:
دولة إسلامية عربية إفريقية، تعتز بتنوع مواطنيها وتفتخر بأنّ الإسلام يجمعهم ولغة القرآن الكريم توحدهم. وكل جزء من هذه الفُسَيْفِسَاء الاجتماعية، يُعَدّ بِمَنزِلة عُضْوٍ في جِسمٍ واحدٍ. والجسم السليم بحاجة إلى جميع أعضائه.
بِظَانِ صَانعْ حَرْطَانِ* سُونِيكَ وُلْفِ فُلَّانِ* بَمْبَارِ زَاوِ حَسَّانِ…* هُومَ جِسْمْ الْجُمْهُورِيَّه* والْجِسْم أَعْضَاءُ سِيَّانِ* لَوَّلْ والثَّانِ والْمِيَّه.
ملحوظة: نشرت التدوينة، في إطار التذكير بأنّ المواطنين متساوون، وأنّ موريتانيا بحاجة إلى جميع أبنائها.
7-لغتنا العربية الجميلة الخالدة، لغة الوحْي، ولغة المستقبل، بإذن الله:
لُغتْنَا جَمِيلَ(ة) سَلْهَا* وَابْحَثْ فِيهَا واتْأَمَّلْهَا* وَحْيْ اَللَّهْ الِّ كَمَّلْهَا*
خَلَّدْهَا بِفَضْلْ الْحَنَّانْ* والْمُسْتَقْبَلْ مُسْتَقْبَلْهَا* بِإِذْنْ الْحَنَّانْ الْمَنَّانْ.
8-في مراعاة حق الجار عند ممارسة السياسة، ونهج الحوار للوصول إلى الرئاسة:
ذَ الْخَلْقْ افْشلْ فالرِّئَاسَ(ة)* بالْحِوَارْ ؤُحَقْ الْجِوَارْ
نَاسِ عَنْ صُلْبْ السِّيَاسَ(ة)* حَقْ الْجَارْ ؤُنَهْجْ الْحِوَارْ.
9-قطار الحوار وقطار التنمية:
لقد كتبتُ العديد من المقالات عن ضرورة تنظيم حوار سياسيّ يُفضي إلى حد مقبول من التوافق على كيفية تسيير شؤون البلد، بطريقة تجعلنا نجتاز بسلام الظروف الدقيقة التي تمر بها أمتنا العربية في الوقت الراهن. وقد اطلعتُ على “گافْ” قِيل لي إنه لابن العمّ الغالي/ محمد فال ولد بَلّال. وقد ارتأيتُ أن “أُطَلِّعَهُ”. وذلك، لعدة أسباب، أذكر منها:
أ-اهتمامي البالغ- كما أسلفتُ- بهذا الحوار الذي طال انتظاره.
ب-اهتمامي بتنمية البلد، وهو ما يرمز إليه تنظيم قطارات “اسْنِيمْ” التي هي شريان الاقتصاد الموريتانيّ.
ج-قناعتي بأن الشعر الحسّانيّ “لِغْنَ”، يُعَد ديوان “الْبِيظَانْ”، على غرار مقولة: “الشعر ديوان العرب”، ومِن ثَمّ فلا بد من توظيفه في جميع مجالات الحياة.
د- جودة “الگاف” وأهمية موضوعه بالنسبة إلى الوطن.
الگاف:
نبْغِ نَعْرَفْ عَالْم أللّ * كَانْ أَلْيَقْ تَنْظِيمْ * قِطَار الْحِوَار واللّ * قِطارات “اسنيم”؟
الطلعة:
سَابگْ تهْمدْ هَوْن غَبْرَتْ * ذَ “الرَّبِيعْ” الْفِيهْ نَبْرَتْ * لعْرَبْ فَمْ اتْبَانْ قَبْرَتْ *” وحْدةْ كُلْ اقْلِيمْ * نبْغِ نَعْرَفْ، بَعْدْ نَصْرَتْ * ذَ عَامْ التَّعْلِيمْ * كَانْ اللُّغَ (ة) فِيهْ جَبْرَتْ * لَفْتَ مِن زَعِيمْ ؟
(ملحوظة: “ذ الربيع”: إشارة إلى “الربيع العربي سنة 2011م”، عام التعليم: إشارة إلى العام “2015م” الذي أعلنته موريتانيا عاما للتعليم).
10-بلادُنا بحاجة ماسّة إلى المَطر، ومُدُننا تخشاه لغياب الصرف الصحي !
فَمَا الْعَمَل ؟
الشَّعْبْ إِعَانِ (ي) نَقْصْ الزَّادْ* إِحَانِ لِلْغَيْثْ الْحَانِ (ي) *
والصَّرْفْ الصِّحِّ (ي) هُوَ زَادْ* لُ مَزَالْ الشَّعْبْ إِحَانِ.
11-الوحدة العربية في مِحْنة، لكنْ ليس للعربِ بَدايِلُ عن وحدتهم:
وحْدِتْ لعْرَبْ تَشْهَدْ مِحْنَ(ة) *** وَانَ فِيهَ گدْ الْگايِلْ:
وحْدَ(ة) تَشْهَدْ مِحْنَ(ة) وحْنَ *** مَارَيْنَ عَنْهَ بَدَايِلْ.
12-الأوْساخ سَبَبٌ مباشر للأمراض الجُرثُوميّة، والبَعُوض/ النّامُوس يُسبِّب حُمّى وبائيّة (الملاريا)، فلنكافحْهما بكل ما أوتينا من وسائل ماديّة ومعنويّة:
لِ نَوْبَ نَبْحَثْ ف(ي) الْقَامُوسْ*** عَنْ وَسَايِلْ، مُنْذُ عِمَانْ
اتْكَافحْ لُوسَخْ والنَّامُوسْ***وَالنَّظَافَ(ة) مِنَ الإِيمَانْ.
13-ظهور فيروس “كورونا”، كشف ضعف العالم المتقدم:
عَنْدْ امْنَيْنْ اظْهَرْ ذَا الْفَيْرُوسْ * اظْهَرْ ضُعْفْ الخَلْقْ افْبُلْدَانْ
غَرّتْنَ قُوَّتْهَ كَالرُّوسْ * أُورُوبَّا وَالْأَمْرِيكَتَانْ.
خَالگْ بَعْدْ أَلِّ فَيْدِينَ * نَرْفَعْ لَيْدِينْ أَلْعَرْبِينَ * يَصْرَفْ كُوفِيدْ ؤُيَحْمِينَ *
مِنْ فَيْرُوسَاتْ آخِرْ زَمَانْ * وَاتْزُولْ المِحْنَ وَاتْجِينَ* ظُرُوفْ أَكْثَرْ لِلنَّاسْ أَمَانْ.
14- “كوفيد” 19، ضيف ثقيل:
“كُوفِيدْ” امْنْ الْخطَّارْ اثْقِيلْ ! * وَاثْقِيلْ امْطَوَّلْ فَ المُقَامْ !
صرْفُ بلْعَجْلَ (ة) يَالْجَلِيلْ * وَاشْفِ مَرْضَانَ منْ لَسْقَامْ.
شرح النص (الْگَافْ)، للإخوة والأصدقاء غير المتمكنين من فهم الحسّانيّة.
“كُوفِيدُ” ضَيْفٌ ثَقِيلٌ ! * وَمَعَ ثِقَلِهِ، فَسَيَطُولُ مُقَامُهُ !.
اصْرِفْهُ/ رُدَّهُ عَنَّا بِسُرْعَةٍ يَا اللهُ ! * وَاشْفِ المَرْضَى مِمَّا سَبَّبَ لَهُمْ مِنْ أَسْقَامٍ.
الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ: المُسْتَثْقَلُ، تُكْرَهُ صُحْبَتُهُ. يُقال: رَجُلٌ ثَقِيلُ الدَّمِ، ثَقِيلُ الرُّوحِ، ثَقِيلُ الظِّلِّ، إلخ.
وَضَيْفُنَا “كُوفِيدُ”، جَمَعَ أَوْصَافَ الثَّقِيلِ مِنَ النَّاسِ، وَزَادَ عَلَيْهَا الفَتْكَ بِالأَرْوَاحِ، وَتَدْمِيرَ اقْتِصَادِيَّاتِ العَالَمِ.
يقول أحدُ الشعراء:
إِذَا حَلَّ الثَّقِيلُ بِأَرْضِ قَوْمٍ * فَمَا لِلسَّاكِنِينَ سِوَى الرَّحِيلِ.
نَرْجُو مِنَ العَلِيِّ القَدِيرِ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا غُمَّةَ “كَوفِيدَ”، وَيَجْعَلَهُ يَرْحَلُ عَنَّا دُونَ رَجْعَةٍ، لِأَنَّ سُكَّانَ الأَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُونَ الرَّحِيلَ إِلَى كَوْكَبٍ آخَرَ، لِقَضَاءِ مَا شَاءَ اللهُ لَهُمْ مِنْ حَيَاةٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.
وقد “طلّع الگاف” صديقي، بل أخي الشقيق/ يسلم ولد أحمد عبد الله، تغمده الله برحمته الواسعة.
الطلعة:
يَا رَبِّ وَكْتَنَّكْ قَدِيرْ * واحْنَ ضِعَافْ ابْلَا تَدْبِيرْ * اعْلِينَ دَبَّرْ بِالكَثِيرْ * مِن فضلَكْ واصْرَفْ بالتّمَامْ * عَنَّ “كُوفِيدْ” إِلَيْنْ إطِيرْ * مَاهُ جَابرْ فِينَ مُقامْ * عَاگبْ ذَالْفَاتْ امْن أتْكَوْرِيرْ * مَا هْ امْرَاعِ ظُرُوفْ العَامْ * رفْعُ يَالسَّمِيعْ البَصِيرْ * هُوَ والْكِيفُ منْ لَسْقَامْ * واعْلِينَ تگْلبْ گلْبتْ خَيْرْ * بِجَاهِ سَيِّدِ الأَنَامْ.
15-مِن أدَب الفساد السياسي:
نَعْرَفْ عَنِّ مَانِ حَاسدْ * حَدْ اتْوَظَّفْ، وَابْصَرَاحَ !
حَدْ اتْوَظَّفْ وَاصْبَحْ فَاسدْ * نَعْرَفْ عَنُّ مَاهْ افْرَاحَ !
16-مِن أدَب الفساد السياسيّ و”كُوفِيد” 19:
بعد أنْ ابْتُلِينا بالفساد السياسيّ وتعايشنا معه، سَادَ وانتشر بيننا فيروس “كُوفِيد” 19 وتعايَشنا معه -على مَضَضٍ- كما حدث مع الفساد.
ولعلّ لسانَ حالنا يقول (مِن باب مراعاة أخف الضرريْن): الفساد السياسيّ، أرحم بنا من “كُوفِيد” !
وتجسيدًا لذلك، أقول:
امْعَ الْفَسَادْ اتْعَايِشْنَ * جَانَ “كُوفِيد” امْعَاهْ ؤُسَادْ
وَاتْعَايِشْنَ گُولُ يَحْنَ * يَوْگِ گاعْ أَثْرُ بِالْفَسَادْ !
حفِظنا الله من الاثنيْن، ورفعَ عنا البلاءَ والوباءَ، وأصلح أمورَنا في الحال والمآل.
17-مِن أدَب “كُوفِيد” 19 (من أجل التوعية):
مَا لُوحِظَ مِنْ تَرَاخٍ فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ فِي اتِّخَاذِ الاحْتِيَاطَاتِ اللَّازِمَةِ لِلوِقَايَةِ مِنْ هَذَا الوَبَاءِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ المُوَاطِنِينَ لَا يَزَالُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَكْثِيفِ التَّوْعِيَةِ بِخُطُورَةِ المَرَضِ.
يَنْبَغِي للعُلَمَاءِ، وَالفُقَهَاءِ، وَالأَطِبَّاءِ، وَالسِّيَاسِيِّينَ، وَالإِعْلَامِيِّينَ، وَالكُتَّابِ، وَالمُدَوِّنِينَ، وَالأُدَبَاءِ، وَالشُّعَرَاءِ…، أَنْ يُوَاصِلُوا حَثَّ النَّاسِ (بِكُلِّ الوَسَائِلِ المُتَاحَةِ، وَبِأَسَالِيبَ مَفْهُومَةٍ) عَلَى ضَرُورَةِ احْتِرَامِ تَعْلِيمَاتِ السَّلَامَةِ الصَّادِرَةِ عَنْ جِهَاتِ الاخْتِصَاصِ.
بَعَّدْ عَنْ شِ مَاهُ مُفِيدْ * منْ تَصَرًّفَاتَكْ يهْدِيكْ
يَالمُواطنْ عسَّكْ كُوفِيدْ * مَزَالْ أَمْعَرَّمْ لَا يعْدِيكْ.
نَسْأَلُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الوَبَاءَ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ.
18-مِنْ أدَب “كُوفِيد 19 (بعد انتشاره على نطاق واسع):
لا حول ولا قوة إلا بالله!
كُوفِيدْ إِبَانْ أَمْرُ عَجِيبْ ! * بَدْ أَعْلِينَ يَطِ خَيْرُ !
احْفَظْ منْ بَاسُ يَالمُجِيبْ * وَاحْفَظْ منْ بَاسْ أَلِّ غَيْرُ.
ملحوظة:
نُشِر “الگاف” الأخيرُ أولَ مرة، بتاريخ 12 ديسمبر 2020م)، وبه تنتهي النماذج (18 تدوينة) التي اخترتُها للنشر مجتمعةً. وصلى اللهُ وسلمَ وباركَ على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.