ينعقون بما لا يفهمون/سيدي ولد احمدمولود

كل العقلاء – وشبه العقلاء في العالم – بانت لهم الحقيقة وعرفوا أن ما يسمى بالديمقراطية، والحرية وحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، والحرب على الإرهاب، ما هي إلا شعارات براقة كانت تستخدمها الدول الاستعمارية لابتزاز حكومات الدول النامية كي تنال منها تنازلات سياسية واقتصادية وثقافية، قبل أن تفضحها أزمة غ ز ة وتعريها أمام العالم.
وحدهم أدعياء التنوير ونشطاء الحقوق في بلادنا ما زالوا يَصهلون بهذه الشعارات الجوفاء، وما ذلك إلا لبلادة عقولهم وشجع نفوسهم التواقة إلى المنفعة المادية حتى ولو كانت على حساب أمن واستقرار أوطانهم.
على هؤلاء العُللاء أن يعرفوا أن فرنسا طردت من غرب إفريقيا بسبب سياستها الخبيثة، وأن الاتحاد الأوروبي مشغول بالحرب الروسية – الاوكرانية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية منهمكة في التنافس مع الصين، وأن إسرااائيل تعيش حرب استنزاف، وأن المنظمات الغربية نفسها أصبحت تخجل من الحديث عن حقوق الإنسان في ظل ما يجري في فلسطيييين من فظائع يشيب لهولها الولدان بدعم وتواطئ سافر من الدول العظمى.
وعليهم أن يتصالحوا مع شعوبهم وبلدانهم ويعودوا إلى دينهم وقيمهم الثقافية والاجتماعية ويتركوا عنهم النعِق بمصطلات أصبحت ممجوجة وبان زيفها ولم تعد تنطلي على أحد.
يجدر بدعاة الحقوق أن يقرؤوا – ولو قليلا – عن تاريخ أمريكا مع الهنود الحمر، وعن تاريخ فرنسا وابريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكل الدول الغربية مع مستعمراتها… وعليهم كذلك أن يُمعِنوا النظر في سياساتهم المتناقضة التي تكيل بمكيالين.
لقد استبشرت خيرا حين سمعت أن إدارة اترمب أوقفت المساعدات التي كانت تقدمها ل 14 دولة من بينها موريتانيا، لأن هذه المساعدات كانت تضخ في أنشطة مريبة تهدف إلى زرع الفتن، وتفكيك النسيج الاجتماعي، وتغيير المعتقدات والقيم الإسلامية في البلد.

اظهر المزيد