أحداث خطيرة في أقل من ثلاثة أيام !!
حصلت فى بلادنا أحداث أربعة خطيرة فى أقل من ثلاثة أيام لا يخفى على أي غبي غرابتها و خلفياتها السلبية و المخيفة :
١- اعتصام المنقبين أمام شركة معادن ليتم تفريقهم بالقوة فيما بعد .
٢- اعتصام ساكنة انواكشوط أمام السفارة الامريكية و تعبير بعض الافراد عن امتناعهم من المشاركة و رفع أفراد من الشرطة الوطنية لأعلام فلسطين .
٣- عشاء السفير الامريكي فى منزل اهل آياه و ما نقل من وعود له بتعويضه عن المارقين على الشيطان الاكبر .
٤- دفن جيفة النصراني فى مقبرة سيلبابي و تعمد وضع صليب على حفرته ثم استخراج الجيفة و جرها في الشوارع و دفنها خارج المقبرة و إقالة كبار المسؤولين فى الولاية .
ملاحظات مهمة جدا .
لاحظ مراقبون كثر مسائل ذات اسرار أمنية لم ينتبه لها الجميع :
١- تواجد رؤوس المجتمع المدني فى انواكشوط منذ فترة طويلة منسحبين من الداخل مع الاكتفاء بممثلين يتم اسنادهم و لو بالرجوع اليهم خلال مناسبات معينة .
٢- تتبع المجتمع المدني لكل شاردة و لكل واردة و محاسبة الحكومة و من في معناها بكل جرأة و تحد .
٣- حديث وسائل الاعلام و الوسائط الاجتماعية عن هشاشة النظام و عن ضعفه و عن عجزه .
٤- و بالمقابل تمادى الافعال و الانتهاكات التى يستدل بها المتحدثون على ضعف النظام .
٥- استمرار الثورة المخملية للسلطة تحت جنح الهدوء و قلة الإثارة و عدم الاكتراث .
٦- استمرار التغطية من خلال فقاعات تنظيم الاسواق و تقسيمات تآزر و زيارات المسؤولين و حركات التدشين و إعادة التدشين و مسلسلات التصوير .
فهل ان الحكومة فضلت سياسة استغلال مجريات الاحداث و الامتناع عن خلق الاحداث اي ان كل دورها ينحصر فى زاوية مالية صرف : فهي تقصر دورها على ان تربح ميزانيات التسيير إضافة الى التهام ميزانيات التمويل و لتذهب البلاد الى الجحيم ؟!.
إن نظرة بسيطة للاحداث التي تقدم ذكرها تضع الحكومة فى إحدي خانتين ليس إلا :
١- أن وصف الحكومة بالضعيفة و العجز أمر في خدمة الحكومة و هي من يقف وراء ترويجه حتي تفوت على الشعب المصير المر الذي ينتظره الى أن يفوت الاوان .
٢- أن قوى خفية تسير بالبلاد الى حافة الانهيار و تفضل جعل السلطة فى حالة تدحرج مستمر الى الحضيض مما يسهل امتلاك تلك القوي الخفية زمام الامور دون أية مقاومة .
إن الادلة العملية تؤكد بكل يقين أن سلطة تسير أمورها بكل أريحية و دون أدنى خجل بحيث تتمادي في تعييناتها و تمريراتها لمخططاتها ليست ضعيفة كما يصفها البعض بل هي فى اوج قوتها و اتم استعداداتها للانشطار ميتوزي عبر مأمورية جديدة بطلها خارج من رحم االمأموريتين الاوليين ..
و بالقابل فهل نستطيع تصنيف مظاهرة تأييد الفلسطينيين كنوع من تقديم مبرر على طريقة اقتحام الكويت من أجل احتلال العراق خاصة أن النظام البديل ممثلا فى اسرة أهل آياه و بعض قيادات الرك فضل قادته البراء من تأييد الفلسطينيين و اعلان الولاء للشيطان الاكبر ..
إن إقالة الهيأة الحاكمة لولاية كيدماقه تعبير صريح عن خضوع الحكومة المطلق لإرادة الاستكبار العالمي مما يشي بسهولة إقالة حركة الاعتصام لصالح فلسطين و التضحية بها بعد أن يتم لفت الانتباه عن اعتصام المنقبين الذي يستهدف أطرافا نافذة لا يمكن التستر على افعالها إلا بطمرها فى جو من الازمات بمستوي احداث الايام الثلاثة المنصرمة .
إن ايام بلاد السيبه حبلي بتغييرات و تغيرات ستثبت لا محالة أن حكومتنا تفضل اقتناص فرص الاستمرار عبر المنحدر الذى طالما تشبثت بالجلوس فيه مجنبة نفسها بذل اي جهد فى التحضير للخلق بعيدة عن اى صراع مع موج قد يجرفها الى القاع : فلم تتكلف فعل خلق و لم تتعرض لسبب وفاة و اكتفت بكسب ما مر بها مما قدرت عليه دون مغالبة و دون أن تقف في طريق أية جهة يقينا في قدرتها الفائقة على الذوبان فى أي جسم جديد ستكون لا محالة لحمته و سداه .
إن ما يجري في هذه البلاد يشي بوضوح اننا نسير نحو موريتانيا جديدة ستختفي فيها كل ما ألفناه فى بلاد شنقيط .
محمد المهدي ولد صاليحي .