*حول مرافعة ولد الرايس التاريخية*


في *73 صفحة* ، مُطعَّمة ببعض التعليقات الجانبية (التوضيحية) ، من حين لآخر ، حاول المحامي اللامع و المفوه الشجاع فضيلي ولد الرايس ، أن يُظهر الجوانب الدينية و الأخلاقية و الاجتماعية و الوطنية أو اللاوطنية على الأصح ، للص محترف ، لا يتحدث أصغر ملف في محاكمته ، عن أقل من عشرات المليارات !!

تَتَبَّع المحامي ولد الرايس في مرافعته ، أهم ملفات النهب الممنهج و التحايل البيِّن و استغلال النفوذ المتبجح و التزوير المحيِّر ( كيف وصل عزيز إلى هذه الرتبة و المكانة من دون أي شهادة؟) ..

كانت كل التهم الموجهة إلى اللص عزيز ، قد تم تأكيدها في ملف التحقيق ، من خلال ردود عزيز نفسه : (هدايا ملوك و أمراء (من الخليج) و تمويلات حملات انتخابية ، من دون الحديث عن صناديق آكرا و بيع السنوسي و أموال القذافي ، المدفونة بكل تأكيد في أماكن ما ، موزعة على خرائط محددة على (GPS).

كل ملف أثاره المحامي ولد الرايس ، كان يكفي لسجن ولد عبدالله العزيز مدى الحياة .. كان يكفي لإدانته بالخيانة العظمى ، كما عبرت عن ذلك اتهامات النيابة العامة على طريقتها ، حين أكدت أنه “*حوَّل مؤسسة الرئاسة إلى مكتب للسمسرة وابتزاز المستثمرين*” ، مقدمة الأدلة الدامغة المؤكدة لـ”*تورطه في قضايا فساد مالي واسعة النطاق*”.

كانت محاولات المحامي ولد الرايس ، في التركيز على كشف الأبعاد الدينية و الأخلاقية و اللا وطنية ، لهذا اللص الذي مرغ أنف البلد في الرمل ، هي المطلوبة لأن كل وقائع الفساد كانت أكبر من أن تخفى على أي أحد و كان الكلام عنها حديثا معادا و مضيعة للوقت ؛ أسباب و دوافع و نَهَم ولد عبد العزيز إلى هذا الحد ، هي كانت اللغز المحير للجميع . و كل ما حاول ولد الرايس الحديث عنها جنَّ جنون دفاع ولد عبد العزيز : لقد كان في صلب مهمة المحامي ولد الرايس كشف كل هذه الملابسات :
ـ لنفهم ماذا كان ولد عبد العزيز يريد من هذه الثروة الهائلة ؟
ـ لنفهم لماذا كان يخطط بالحصول عليها ؟
ـ لنفهم هل كانت كل هذه الثروة نَهَمًا مَرَضيًّا أو مُخَططًا لمآرب أخرى ؟

و رغم أن ستراتيجية دفاع ولد عبد العزيز تركز على استدرار عواطف الجمهور ، إلا أنهم لم يستطيعوا يوما أن يقدموا مبررا أخلاقيا واحدا ، لما ارتكبه من جرائم في حق هذا الشعب المستباح ، غير ادعاء ولد الشدو أنه مجنون (*غير مسؤول عن أفعاله*) و هو اتهام صريح للمادة 93 بالجنون ( لا أعرف ماذا يترتب عليه قانونيا) و اتهام خطير بالجهل المركب لمن يفهمها على هذا النحو (لا أعرف ماذا يترتب عليه مهنيا) !

نعم ، لقد فهمنا يا ولد الرايس كل ما ارتكبه ولد عبد العزيز من جرائم في حق هذا البلد ، لكننا ما زلنا في حيرة من دوافع هذا اللص و أسبابه و نياته المبيتة !!

نعم ، ما زلنا نعول على مرافعاتكم القيمة في كشف حقيقة هذا اللص المحترف الذي زَوَّرَ أوراق انتمائه للبلد و زور أوراق ميلاده (في أگجوجت) و زور شهادة دخول كلية الضباط و أهدى لنفسه أكبر رتبة في الجيش هو آخر من يستحقها على وجه الأرض !!

*على القضاء الموريتاني أن يفهم أننا أمام لغز مُحَيِّر ، لا قضية عادية ، من حقنا أن نطالب بفك شفرة كل أسراره* !!

و نرفع قبعاتنا عاليا لبطل معركة كشف الحقائق و الدفاع عن سمعة البلد و مصالحه ، المحامي الفذ فضيلي ولد الرايس الذي يدفع اليوم ضريبة شجاعته و وفائه لمهنته و للوطن بالترهيب الفكري و التهديد المبطن و الإساءات المتكررة .

اظهر المزيد