رسائل الى فخامة الرئيس غزوانى (5/5)سيدي علي بلعمش
نرجو من فخامة الرئيس ، في هذه الرسالة الأخيرة ، و قبل تنصيبه بيوم فقط ، أن يعمل على ترسيخ دعائم الدولة و فرض احترام دستورها و قوانينها و أولها و أهمها :
ـ أن يجسد و يؤكد خطابُ تنصيبه بدايةَ زمن آخر .. بداية زمن غزواني المتحرر من كل أخطاء عشرية الشؤم و إكراهات إعادة ترتيب ملفات شبه المنطقة .
ـ أن يؤكد من جديد و بأعلى درجات الجدية ، ما وعدنا به في إعلان ترشحه : محاربة الفساد “بيد من حديد” ،
ـ أن يعتذر للشعب الموريتاني عن ما كان من أخطاء و تقصير في مأموريته الأولى ، بعدما كان الاعتذار عنها يمس من مصداقية الدولة بسبب تعقيدات المرحلة ..
ـ أن يؤكد للشعب ـ كما جاء في إعلان ترشحه ـ إدراكَه بأن لا إصلاح في أي مجال من دون إصلاح القضاء
ـ أن يوجه رسالة واضحة إلى من يعيشون على سمسرة الأزمات و ابتزاز الدولة ، أن السلطات لن تتجاوز لأي منهم بعد اليوم ، أيَّ هفوة …
سيدي الرئيس،
كل دول العالم تُعطي الامتيازات لأبنائها على الأجانب من دون اعتذار ، فلماذا في موريتانيا وحدها يتقاضى المهندس السواداني أضعاف راتب المهندس الموريتاني في في شنقيتل ، حتى لو كان متخرجا من كلية أرقى و بخبرات أكبر ؛ و هذا طبعا ما يحصل بالضبط في بقية شركات الاتصال و البنوك و المؤسسات الأجنبية من دون استثناء !؟
ـ تتعمد منظمات وورد فيزيون و كاريتاس و أوكسفام و بورت أوفيرت و بقية منظومة منظمات التبشير المُقَنَّعة ، الاهتمام بشرائح معينة من شعبنا و استهداف مناطق معينة من البلد و تَحرِمُ أي مواطن من بقية الشرائح من العمل في منظماتهم أو الاستفادة من خدماتهم ، و هم من يديرون لعبة تفكيك المجتمع و زرع العداوات بين شرائحه و إفساد عقيدة أبنائه ، فإلى متى يترك الحبل على الغارب لهذه المنظمات التخريبية العاملة باسم إنسانية هم أكثر من يسيء إليها !؟
ـ كل دول العالم تضبط حركة الأجانب على أرضها (نوع تأشيرة الدخول و مدتها و مكان الإقامة و الجهة الداعية و المسؤولة عنه و المُلزَمة بحضوره عند الحاجة…) ، فلماذا هذه الفوضى في بلدنا نحن !؟
على من يبررون هذه الفوضى بتواجد جالياتنا في بعض الدول الإفريقية ، أن يفهموا أنه لا يوجد موريتاني يبحث عن جنسية أي بلد إفريقي أو عن العمل فيه (غير التجارة) و أن شعبنا لا يتجاوز تعداده حدود الخمس ملايين و لا يشكلون أي خطر على قارة بأكملها ، عكس كل من يأتون إلى بلدنا في أسبابهم و نواياهم و أهداف حاضنتهم : في دولة الإمارات حدود مليون مواطن و أكثر من 11 مليون أجنبي ، لا تحتاج أجهزة الأمن و الرقابة أكثر من عدة دقائق للوصول إلى أي منهم ؛ لا بد الآن من ضبط حالة الأجانب على أرضنا أو طردهم منها و إلا فلن يكون هناك استقرار و لا أمل في أي شيء آخر ..
ـ سيدي الرئيس ،
بعد تهجيري القسري من البلد في عشرية الشؤم ، كنت أجوب بعض الدول الإفريقية في سيارتي بسلاسة : أمُرُّ على مكتب شرطة على الحدود أقدم له أوراقي و أدفع رسوما رمزية و أطوف (في عملية لا تتجاوز بعض دقائق). و حين عدت إلى بلدي فور سقوط نظام الشؤم ، كان علي المرور في طوابير طويلة لا يكترث أصحابها لوقت و لا صحة و لا حق أي مواطن و لا أجنبي ، بمفوض الشرطة و مسؤول الدرك و العمدة و رئيس مكتب الجمارك الموجود حينها في نواكشوط منذ أسابيع ؛ لا أحد من أعوانهم يستطيع إنهاء المعاملة و لا أحد منهم يجلس في مكتبه أكثر من عدة دقائق ، فتركت لهم سيارتي و ما زالت حتى الآن مرمية هناك منذ قرابة خمس سنين !؟
هذا ما يحدث اليوم لمن يريد دفع فاتورة كهرباء : لا بد أن يمر على رئيس المركز .. و لمن يريد فتح حساب في مصرف و من و من ؛ فأي دولة هذه !؟ و ما هذه المركزية القاتلة التي يفرضها المسؤولون و التي لا يبررها غير الممارسات الملتوية و الخبيثة ، المعروفة!؟
# لا يمكن لموريتانيا أن تقلع بمثل هذه الإدارة الفاسدة ، المُعطَّلَة من قبل كبار المسؤولين المُتغيبِّين دوما عن عملهم من جهة و المُجرِّدين لكل طواقم مؤسساتهم من مسؤولياتهم من أخرى !؟
سيدي الرئيس ،
كل شيء في هذا البلد قابل للإصلاح إلا وزارة الخارجية .
وحدها وزارة الخارجية تحتاج إلى مسح الطاولة بكل من فيها من الوزير إلى الفراش..
46 سفارة و ممثلية و مكتب اتصال ؛ ليس من بينهم سفير و لا مستشار و لا محاسب و لا سكرتير ، يفهم وظيفته أو يشعر بأنه يحتاج إلى توسيع معلوماته لفهم متطلبات مهمته ..
عشرات المليارات تصرف شهريا على أفشل وزارة ، في ما تَعتبره السلطات مجرد تقليد عالمي لا يرجى منه غير الشكل الأفشل هو الآخر عشرات المرات من المضمون المضحك المبكي ..
تحتاج وزارة الخارجية إلى مسحها بالكامل و تطهيرها بأقوى السموم و توبيخ كل العاملين فيها و تأسيسها من جديد على أيادي جيل نظيف من حملة الشهادات الكبيرة في مجالات متطورة .. جيل يتمتع بالحيوية و النشاط و الطموح و لباقة الدبلوماسيين و اتساع مداركهم و رقي ثقافتهم و وسع علاقاتهم .. جيل يقدم للعالم ثقافة بلدنا و تاريخه الزاخر بالأمجاد و فرص الاستثمار فيه .. جيل لا يُسمع لبيرام و تيام صامبا صوتٌ في بلدان تواجده .. جيل يلبس آخر موضة و يقرأ آخر إصدارات .. جيل يتمتع بجاذبية الدبلوماسيين و معارف المثقفين و حضور الأوفياء لمهمتهم و سمعة بلدهم.. جيل لا يتاجر بمِنَح الطلاب و لا يزاحم المسافرين على كل كونتوار لتوزيع طرود التجارة المتجهة إلى أسرهم .
أتمنى لفخامة الرئيس التوفيق في مهمته الصعبة و أنصحه بالاعتماد على الرجال قبل الأفكار و بعدم التسامح مثقال ذرة مع كل من يتجاوز تعليماته في أي صغيرة أو كبيرة .