اللجنة المستقلة للانتخابات : لعل محلها فات !!
لا اريد ان أنكأ جراحا ستظل غائرة -و قد نكأها رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات في ” لنبيطيح” دون مقدمات تسوغ إعادتها الي الواجهة من جديد – و لكنني أكثر من ذلك اريد أن أفتح جراحا جديدة او محتملة تطعن في صدقية عمل لجنة تأسست و اقتصرت في عضوياتها علي مجموعة من المتقاعدين و من في حكمهم ممن أوصلونا الي ما نحن فيه فكيف ننتظر منهم تزكية او حتي شهادة قابلة للطعن فيها و تاريخهم يثبت عدم اهليتهم للشهادة .
لقد تم تفويض مستقبلنا لقوم ملفاتهم حافلة بما يطعن في اهليتهم لهذا التفويض .
ليس الاشكال في طبيعة الاختيار و لكن المشكل يكمن في طبائع المختارين التي يشي تاريخهم القريب بقدرتهم علي استغلال دور اللجنة حسب مقتضيات قد تظهر في اي وقت !
ان الخطوات القليلة التي قطعناها حتي الان منذ اعلان بدإ مراحل اختيار رئيس جديد للبلاد تشي بوجود لعبة غير مفهومة الابعاد .
إن اعتراف رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات بوجود عمليات تزوير في عمل لجنته و تلويحه بالجو غير المستقر و الذي لا يحتمل الهزات كمبرر للحذر مما قد لا تحمد عقباه … إن ذلك التصريح يفيد في أبسط مدلولاته أن مرجعية اللجنة المستقلة للانتخابات قد لا تكون نتائج التصويت بل قد تكون مبرراتها سلطة تقديرية تهتم ب”مصير الدولة” !!؟؟ .
و إن اقتصار رئيس الجمهورية المنتهية ولايته في اعلان ترشحه لمأمورية ثانية علي وسائط التواصل الاجتماعية يضيف ضبابية كبيرة علي العملية الانتخابية برمتها فقد جرت العادة ان يعلن الرئيس المنتهية ولايته ترشحه لمأمورية جديدة ضمن احتفالية كبيرة تختار لها أكبر الخزانات الانتخابية كمكان لاعلانها و لا ينطلي علي أحد ان نضج المواطنين لم يبلغ بعد مرحلة استبدال الطريقة المتبعة بالطريقة الجديدة .
و اكبر من هذا و ذك منح الرئيس السابق بطاقة تبريز من داخل سجنه لايهام الراي العام بمشاركته في انتخابات لا يخوله القانون المشاركة فيها و اذا سلمنا بمشاركته فيها جدلا فاننا نزيد في جو الشحن السلبي الذي تعيشه البلاد منذ ما عرف بحرب المرجعية ..
ثم إن الحديث عن أوامر من حزب الانصاف لتزكية بعض المرشحين اذا صحت فلن تكون سوي تاهيل لمرشحين سيزيدون في الجو المشحون من الانتقادات و الملاحظات التي تزيد في تراكم مكونات الاجواء الضبابية التي في نهاية المطاف تقوي نسيجا من المبررات تقف وراءها جهات تعمل علي زعزعة استقرار البلاد لجرها الي منطقة الاضطرابات …
ان الاجواء الحالية تعمل مجتمعة علي تكثيف صور كئبية عن دولتنا و عن مؤسساتنا تفضل جهات غير مجهولة للجميع ان تسود لتتمكن من خلالها من الاجهاز علي البلاد مرة واحدة و في وقت لم تعد لديها اية و سائل للمقاومة .
إن نظرية ” الدهرية” التي تدل عندنا علي تدحرج مستمر للنظام نحو الهاوية تدحرج يمكن من يرعونه من ايصال من يشاؤون الي سدة الحكم دون عناء و بعيدا عن الانظار …ان الاستمرار في استغلال هذه الطريقة سيوصل البلاد الي مرحلة الضعف و السقوط التي تسهل الانشطار و التشظي او الاختفاء لا قدر الله .
ان اعترافات حين لا ينفع الوصل و في حين انتهت الحاجة اليها قد تكون تهيئة لشيء لا ندرك كنهه و لا نفهم مبرراته و لن نستطيع التنبا بمآلاته فهل يدرك حكماء و رشداء بلاد السيبة شيئا مما يجري في البلد لكي يعملوا علي تلافيه قبل فوات الأوان … لعل و عسي
محمدالمهدي صاليحي