رسالة غير مستعجلة الى فخامة رئيس الجمهورية/سيدى على بلعمش
بعد ثلاث سنوات “رمادية” (نسبة إلى سنة الرمادة) ، خلت من عدالة عمر و احتل فيها قانون الرموز محل تعطيل “حد السرقة”، بلطف عمر بالفقراء و استلطاف مفسدينا طعم الحرام ،
بعد ثلاث سنوات من الفوضى الخلاقة، تحول فيها بيرام إلى زعيم سياسي و آليكس إلى خطيب ملهم و ولد عبد العزيز إلى حمل وديع يدافع عن “كرامته” بزوابع أباطيل اشدو ..
بعد ثلاث سنوات ، تعطل فيها كل شيء (بقوة قانون الرموز) : وصل فيها النمو الاقتصادي إلى الحضيض و تحول فيها الحديث عن وعود التغيير إلى إساءة إلى الحكم .. إلى فزاعة بأظافر الفتنة .. إلى الدفاع عن صدق عرقوب بكل وعيد ،
بعد ثلاث سنوات من سراب الآمال المحبطة و جثث المنقبين المتفحمة و طوابير ملايين المهاجرين ، الزاحفين إلى أرض الميعاد ،
بعد ثلاث سنوات محرجة من تبديل شرايين الفساد الموجهة ببواليع فساد مفتوحة ، في درة العطاء الأولى ..
بعد ثلاث سنوات من الصمت حد الخرس و الحيرة حد الشرود ، من تصرفات سلطاتنا الصبيانية و وعود رجال أعمالنا الأفذاذ التي حولت التنمية في تمبدقة إلى تجربة فريدة في تاريخ إبداع البشرية و وفاء أبر الأبناء ،
بعد ثلاث سنوات من متابعة مسلسل تهريب عزيز و مواعظ تسجيلات الشيخ الرضا و نوازل تفكيك مشهد تخريب سوملك و ذرف دموع التماسيح على شركة طيران قُدمت قربانا لآلهة الفساد يوم أُكلَ الثور الأبيض (سونمكس) و تبخر الثور الأسود (إينير) و تربع الثور الأطرش على كرسي الحكيم..
بعد ثلاث سنوات بطول عشرينية معاوية و عرض عشرية عزيز ، تحول فيها ما تبقى من هذا البلد المستباح ، إلى جيوب من بقوا على قيد الفساد و من علقوا في غفلة من الغباء العام ، في قاطرة بطانة الزعيم المزعومة.
بعد ثلاث سنوات ببروق الوهم و رعود الاحتيال ، غطت عواصف بؤسها آفاق الأمل و سماء الرجاء ..
بعد ثلاث سنوات من التهيب و التردد و التسويف ، لم نعد نعرف فيها بأي سرعة نسير و لا في أي اتجاه ..
بعد ثلاث سنوات يا بطتنا العرجاء (1)، لم نصلح فيها حفرة من طرقنا المتهالكة .. لم ننتج فيها حبة طماطم ، ما زلنا نعبر الگركرات ذهابا و إيابا للحصول على شبيه لها ..
بعد ثلاث سنوات يا بجعتنا السوداء (2)، لم تنتج فيها بلادنا العظيمة ، غير قانون رموز ، لا يحمي بشهادة أهم هيئة دولية (مخفية الاسم) ، غير فساد أبطال “تحالف قوى الوئام” و “تآزر” قوى الحرام و تآمر قوى الظلام ..
ماذا تنتظر منا اليوم يا فخامة الرئيس المحترم؟
أن نمهلك ؟
فقد أمهلناك.
أن نصدقك ؟
و قد صدقناك .
أن نعذرك ؟
كل أعذار فخامتكم مقبولة و مفهومة ، ما أروعك و ما أسهل مبتغاك .
لكن،
هل لنا من طلب صغير يا فخامة الرئيس ، يريحنا و يريح فخامتكم (مع الاحتفاظ بها) و ينقذ بلدنا (أعني بلد فخامتكم) من كوارث الفشل و الانهيار ؟
و في انتظار ردكم (غير المنتظر) ، بوعد الإجابة ، لا نملك سوى أن نقول ، يبقى الحول كله و القوة كلها ، لله وحده (جل و علا علوا كبيرا )
—————————_
1 – البطة العرجاء : مصطلح سياسي يطلق على الرئيس الأمريكي في السنة الأخيرة من عهده لأنه يفتقر فيها إلى الدعم السياسي المطلوب لتمرير السياسات وتقديم مشاريع مهمة جديدة.
2 – البجعة السوداء : مصطلح يعني وجود شيء لم يكن متوقعا : كان الأوروبيون يعتقدون أن البجع كله أبيض قبل اكتشاف البجع الأسود في أستراليا الغربية . و أصبحت نظرية تشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة مثل ١١ سبتمبر. كما أصبحت مصطلحا اقتصاديا يرتبط بصعوبة التوقعات في المجال_