رسالة مفتوحة الى القوميين الموريتانيين : الناصريين و البعثيين

أنتهز هذه الفرصة الرمضانية، شهر الرضي والرحمة، وهذا الموسم العظيم لأجه إليكم إخوتي الكرام هذه البرقية راجيا أن تكون بداية لحوار شامل ومفتوح حول قضايا الوطن.
في البداية وليعلم الجميع أنني أتحدث بإسمي شخصيا ولا أنتمي إلي أي مجموعة سياسية.
أتحدث إليكم من خلال هذه الرسالة وأرجو من الجميع أن يطلع عليها بالحكمة والموعظة الحسنة.
وفي البداية أستسمح إذا لاحظتم في النص أخطاء، فإن ذالك يعود إلي مستواي في لوغة الضاض التي لا أتقنها كما ينبغي.
أما في ما يخص هذه الرسالة فإنها جائت بعد وقفة تأمل طويلة،دامت سنوات حول الوضعية المأساوية للبلد منذ ما يقارب ثلاثة عقود.
في عام 1986 قامت مجموعة من عناصر حركة “أفلام” بنشر ما سماة آنذاك ” Le manifeste du negro-mauritanien opprimé de la guerre civile, à la guerre de libération nationale ”
وبعد نشر هذا الميثاق، أعتقلت هذه الجماعة وحكم عليها بالسجن.
وبعد مرور قرب عام من صدور هذا الميثاق، قامت جماعة أخري من العسكريين بإنقلاب فاشل وحكم علي الإنقلابيين بالإعدام للبعض وبالسجن الآخرون.
وبعد سنتين من هذا الإنقلاب أنضلع ماسمي بأحداث 1989 وجري ما جري بين بلدين الشقيقين.
وفي السنوات 1990/ 1991 شهدت البلاد أحداث غير مسبوقة في تارخه، إذ إرتقي العديد من العسكريين في ظروف غامضة.
الحديث هنا ليس من باب فتح نافذة علي التاريخ السياسي للبلد بل هو من باب التذكرة ومحاولة ربط بين الخطء التاريخي الذي وقع عليه بعض ” الزنوج” الموريتانيين خلال السنوات المنصرمة، لا سيما هذا الإنقلاب الأول من نوعه في تاريخ البلاد. وربما أنه ترك بصمة في مسير الوطن.
سيقول البعض لمذا أتوجه إلي القوميين العرب كأنهم هم المسؤولون عن كل ما جري في هذه الآونة.
كل من يراقب الساحة السياسية ويدرك عمق المجمتع الموريتاني لن يستغرب بأن توجه هذه الكلمة إلي الإخوة القوميين الموريتانيين لأنهم لعبوا دور سياسي هام في نظام ولد الطايع ومازالوا يلعبون هذا الدور في الأنظمة الأخيرة.
يقال بأن القوميين، الناصريين والبعثيين، أبرموا إتفاقا مع نظام ولد الطايع سنة 1986 بعد صدور ميثاق ” أفلام”. لكن هذا الإتفاق لم يعلن عنه رسميا.
هذا الإتفاق هو الذي دفعني أن أخاطبكم اليوم.
إذا كان الإتفاق حقيقية لا تنكر فإنكم مسؤولون أمام الله وأمام الوطن بماجري في هذه السنوات الأخيرة. وإذا كان مجرد شائعات فإني أسحب مضمون هذه الرسالة.
نعم عشنا صدمة أليمة وما زالت البلاد تعاني من هذه الآلام.
أيها الإخوة الكرام أين ما كنتم، لقد حان الأوان أن نجلس جميع علي طاولة للنقاس حول مستقبل البلد الذي ما فتأ يعاني من جميع التحديات.
إنني قد سبق أن وجهت كلمة مماثلة إلي حركة أفلام وأتهمتها من دون حجاب بأنها مسؤولة عن ما جري بعد نشرها خارج البلاد الميثاق الذي ربما هو الذي أشعل النيران.
علي كل حال ها نحن اليوم نشاهد أن الدولة العميقة بيد القوميين ويديرونها حيث شاءوا. وهذا التصرف لا يخدم المصلحة العامة.
وعلي ضوء هذا كله فإنني أنتهزت هذه الفرصة الثمينة الأوجه إليكم هذه الرسالة للفت انتباهكم الكريم إلي خطورة المرحلة التي تمر بهاالبلاد والتي تتطلب من الجميع بذل الجهود لرص الصفوف لأننا لا يعلم أحد إلي أين تجرنا الأفق في منطقة الساحل وحتي في منطقة المغرب العربي.
” موريتانيا عبر التحديات ” هو عنوان مذكرات الرئيس الختار ولد داداه ومازالت البلاد تحت هذه الأجواء كأننا في بداية الستينات.
و إن من الخلافات التي تذكر بين القوميين و” الزنوج” و الإتهامات هنا وهناك قول البعض أن ” الزنوج ” الموريتانيين هم الذين يقفون ضد تعريب الإدارة الموريتانية.
هذا الإتهام لا أساس له من الصحة لأنكم تعلمون أن هذه الفئة من أبناء شعبانا لها علاقة تاريخية مع لغة القرآن لأنها مكونة من مسلمون منذ القرن السابع هجرية.
ولا يخفي علي أحد أن ” الزنوج ” كانوا يستخدمون هذه اللغة العربية في ما بينهم وحتي أنهم كان يكتبون لغاتهم( البولارية، السونكية والولفية ) بالحروف العربية. إن دل هذا علي شيء فإنما يدل علي أنهم عرفوا اللغة العربية قبل إنشاء الدولة الموريتانية الحديثة.
وقد سجل التاريخ أن أول مدرسة حرة عربية 100% كانت تعود ملكيتها لعبد الله محمود باه، فلان من ولاية كوركول.
والتاريخ الإسلامي يذكرنا بجهاد القطب الفوتي الشيخ عمر تال الفوتي الذي مضي طيلة حياته لنشر الدين الإسلام و اللغة العربية في غرب إفريقيا حتي أستشهد.
الأمثل التي تذكر دور علماء غرب إفريقيا في نشر اللغة العربية كثيرة جدا.
إذن، مكانة اللغة العربية في مجتمعنا يمكن أن تكون محل إجماع إذا أجتنبنا الإيديولوجياة المتسارعة.
العروبة ليست هي العربية.
العروبة ثقافة وينتمي إليها كل عربي والعربية لغة العرب نعم ولكنها لغة الإسلام ولغة المسلمين.
وعليه ينبغي إدراك هذه المسألة حتي نكون صفا واحدا أمام التحديات.
لا أتهم أحد ،لا أنتم ولا حركة ” أفلام” لكن مسؤوليتكم كبيرة جدا في ما تعيشه البلاد في الوقت الراهن.
إخوتي الكرام، أخواتي إن ديننا الحنيف يأمرنا أن نيسر ولا نعسر.
يسروا علي إخوانكم وعلي بلدكم .
تجنبوا الفتن لأن الفتنة أشد من القتل كما جاء في القرآن الكريم.

رمضان كريم علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات.
وكل عام ونحن وأنتم بألف خير والوطن يتابع مسيرته في ظل الإستقرار والنمو والإزدهار.

أخوكم بوكار حماة أنكيد من مدينة بوقي، القاطن في أنواكشوط،محامي.

أنواكشوط بتاريخ 5 مارس 2025
الهواتف:

46588561/ 33397891/ 22017390
البريد الإلكتروني [email protected].

اظهر المزيد