*مافيا المهرجانات تسقط فى الفخ*/سيدي علي بلعمش
نعم ، لقد نجحت مافيا تنظيم مهرجان “مدائن التراث” في إفساد مهرجان شنقيط لكنها فشلت في تحميل المسؤولية لوزير الثقافة و هذا ما يجب أن نبينه بصدق و وضوح !
حين فرض الوزير أن تذهب المبالغ إلى ما خصصت له ، لا إلى جيوب المنظمين ، كانت ردة فعل الأخرين واضحة و فاضحة و بينة التعمد و الاستهتار .
و لا شك أنه أمر مؤسف في مهرجان بهذا الحجم و الأهمية ، تحضره شخصيات و مجموعات كبيرة من أنحاء العالم ، لكنه كان من الضروري أيضا أن تكون الأخطاء بهذا الحجم لتفهم الوزارة أنها باختيار مثل هذه اللجان المنتقاة أصلا بطرق فاسدة (الوساطة و المحسوبية و النفوذ…) ، هي المسؤولة عن فشل كل نسخ هذا المهرجان الذي انحرف عن كل أهدافه بسبب جشع القائمين عليه.
نحن نُحمِّل الوزير كامل مسؤولية ما حصل لعالم الآثار الفرنسي .. نحمله مسؤولية انسحاب الوزراء بعد انسحاب الرئيس (لأسباب صحية) .. نحمله اصطدام بازيب بالمدعوين بسبب التدافع و الفوضى .. نحمله مسؤولية عدم حصول أصحاب الخدمات على تعويضاتهم في الوقت المناسب .. نحمله تيه الجميع في البحث عن أماكن الإيواء ..
سنحمل الوزير كل ما حصل من أخطاء ، ما لم يقم بطرد كل المنظمين الذين قاموا بالضغط على الوزير في هذا الوقت القاتل و المحرج لفرض شروط استمرار نفوذهم و تحكمهم في تسيير المبالغ المالية التي كان يمكن تحويلها إلى حق شرعي و أهم عمل “ثقافي” متقن يستحقون عليه أفضل جوائز المهرجان ، لو قدموها بإخراج متقن كمشاركة كاشفة للتعبير عن عقلية الإدارة و المجتمع !
كل المشاركات في مهرجان ثقافي بهذا الحجم ، كان يجب أن تسلم مسبقا للجنة ذات كفاءة عالية ، ليس للرقابة السياسية (و الرقابة ليست عيبا ) و إنما للتقييم : تحديد مستواها و أهميتها و انسجامها مع المطلوب ثقافيا :
ـ عبد الباري عطوان ليس شخصية ثقافية و لا إعلامي متزن ، فلماذا يقحم مهرجاننا في قضايا سياسية لا تمت إليه بأي صلة بغض النظر عن الموقف منها ، كما لو كنا في هايد بارك !؟
ـ بعض القصائد “الشعبية” التي شاركت في المهرجان ، كانت تكرس ثقافة التملق أكثر من أي شيء آخر !!
ـ جل المشاركات الموسيقية ، كان مكانها حفل شعبي ، لم تظهر فيها أي محاولة و لا أي مجهود لمداعبة روح المهرجان !!
ـ كان الخلط في المفاهيم و التداخل المربك في المهام واضحا على كل المستويات :
تنظيم المهرجانات عمل فني و ليس عملا ثقافيا : نحن نخلط كل شيء في العناوين الكبيرة و نهمل كل العناوين الصغير التي تصنع الحدث.
يعتمد التنظيم في المهرجانات على الأجنحة و البوابات و ضبط أنواع البادجات و تحديد المواقيت و مربعات البروتوكول و التوزيع الدقيق للمضيفين بتعليمات واضحة لا مساحة فيها بين الصح و الخطأ و كلها أمور كانت في غاية الفوضى و الارتجالية حَدَّ الاستهتار !!
ـ المآخذ على بازيب كانت ناتجة عن فوضى المهرجان التي اتضح أنها كانت متعمدة بمكر محكم الإتقان !!
على الوزارة أن تقوم من الآن بضبط كل هذه الأمور و إبعاد كل من يستغلونها لمآربهم الخاصة و إسناد مهام المهرجان لمؤتمرين من أصحاب التخصص و الكفاءة و تكليف إدارة خاصة بالتنظيم و أخرى باستقبال المشاركات (مسبقا) و اعتماد ما يناسب منها من دون مجاملات و في كل المجالات !!
هذا هو مناخ الإبداع المطلوب الذي سيفرض على الجميع بذل مجود لاستحقاق المشاركة و الرفع من مستوى المشاركات .
يجب أن تكون أمام الوزير خارطة واضحة لمن يحملهم مسؤولية أي تقصير في أي مجال ، من دونها يستحيل ضبط الأمور بمنهجية محكمة .