وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية تكشف لعبة جديدة من ألاعيب المجتمع “المتمدين”
خلال تقديم الخبراء المكلفين بإعداد دراسة مشروع لمسيلة المتعثر اليوم في قاعة اجتماعات بلدية كيفه تناولوا نقطة ملحقة بالمشروع تخص طرفا من حي القديمة مما يلى رياض الموتى و محل بيع الحيوانات و الساحات و المنازل الواقعة فى تلك الزاوية من مدينة كيفه حيث يخصصون فقرة من التمويل لإعادة تأهيل تلك المنطقة باعتبارها منطقة تراثية …
لقد تبين من خلال تدارس هذه المسألة انها موضوع نشاز و ربطه بالمشروع مبرراته غير مقنعة إطلاقا …
و رغم أنه أصبح جزءا من الدراسة لدخوله فى الخريطة المخصصة للمشروع فإن مبرراته تبين عدم صحتها :
أولا الساحة المبرمجة للتأهيل بين المخطط العمراني للمدينة أنها ملك خصوصي لا يدخل في المجال العمومي الذي يطبع لمسيله ..
ثانيا مربط الحيوان بكسر الباء تم تحويله رسميا الى منطقة جديدة فلم يعد من الخطة .
أما الموتى فيبدو أنهم مجرد دهان عاطفي تم به طلاء المشروع لتسويقه ليس إلا …
لقد تبين أن الاقتراح عديم المسوغات تم تبنيه نزولا عند رغبة بعض من بلوروا الفكرة أصلا و صمموها حسب غايات فى نفوسهم ليس إلا ..
لقد ذهب المشروع بعيدا عن التركيز علي المعطيات الاساس للمسيلة .
يحصر المشروع مفهوم لمسيله فى طاق لا يتجاوز ستة امتار على جنبي لمسيله بحيث يتضح أن المسافة الكبيرة التي تفصل المنطقة المستهدفة من لمسيلة تمنع إدراجها فى المشروع …
هذا في الوقت الذي يتجاهل المشروع روافد لمسيلة من الجهتين الشماليةالشرقية و الشرقية حيث تحصل لمسيله على نسبة كبيرة من مياهها عبر خطين أولهما متفرع من اقليك ولد سلمه في وسط المدينة و الثاني متفرع من التميشه الشرقية…و تصب مياه الفرع الشمالي الشرقي في جزء لمسيله المحيط بمركز الامومة و الطفولة ما يعرف بطب الصين القديم بينما يصب الثاني في منطقة انخلية علي جنبيها الغربي و الشرقي .
و كان من الاولي استصلاح هذين الرافدين المهمين و تسهيل عبورهما بحيث يمنعان من الحاق أية أضرار بالأحياء المحيطة بهما فى الوقت الذي تضمن انسيابية مياههما .
ما تم برمجته لاستصلاح لمسيله هو عينه ما يحتاجه رافداها الشمالي الشرقي و الجنوبي الشرقي ..
إن استصلاح هذين الرافدين يوفر منظرا جماليا لمدينة كيفه كلها بما فيها القديمة كما يوزع فوائد المشروع بالتساوي بين كافة أطرافها بحيث يعين علي الأقل على خفض حرارة تلك المناطق عبر الاحتفاظ ببعض المياه داخلها عبر خزانات المياه المقررة لاستدامة الانتفاع بالمياه خارج فترات الذروة …
لقد تبين أن المآخذ على مشروع لمسيله تطال أمورا أخرى جوهرية و أساسا السير البطيء للمشروع بحيث مضت سنتان من عمره و هو ما يزال يراوح مكانه الاول الذي يبدو أنه على الاقل سيمكث فيه ستة أشهر أخرى لإكمال مقترحه قبل ان يمكث إثني عشر شهرا أخرى لتقويم ملاءمته مع المعطيات الجيوفيزيائة مع العلم أن مشروع مدن كان مقررا ان ينتهي 2025 و قد تم التمديد له سنتين لينتهي 2027 .
إن السير البطيء للمشروع ينذر بانتهاء وقته قبل البدإ في تنفيذه مما يعني أن تمويله سيذهب الى جيوب الخبراء و من علي شاكلتهم و لن يعجز المشرفون عليه عن تنظيم ورشة قبل فوات المهلة القانونية لصرف المتبقي من ميزانيته كما يفعل نظراؤهم فى كل المشاريع الانمائية التي انقضت دون ان تترك أي أثر كما عبر أغلب من حضروا اجتماع اليوم و خصوصا الفنيون منهم و المطلعون على خبايا سيرورة أعمال المشروع ..
فهل ستتخذ الجهات المعنية إجراءات وقائية و عقابية لمنع تكرار التلاعب بالمشاريع الانمائية للبلد بدءا باختيار جهات الاقتراح و انتهاء بمهل الدراسة و التنفيذ ؟.
محمدالمهدي صاليحي