انتخاب محمد بوزوم رئيسا لدولة النيجر

لم يعلَن لحد الآن بشكل رسمي ولا نهائي عن الفائز في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في النيجر التي تم اجرارؤه قبل أمس، يوم الأحد الماضي؛ غير أن الأرقام التي صدرت حتى الآن عن اللجنة الوطنية للانتخابات لا تترك مجالا كبيرا للشك: محمد بوزوم في طريقه إلى فوز محقق، حسب البيانات الجزئية  التي تم حصرها لحد الساعة. فقد  حصل لحد الأن على 2422477 صوتا مقابل 1941615 لخصمه السيد محمان عثمان.

ويشكل مجموع نتيجة المترشحين النهائيين (4364092 صوتا) 58.60% من مجوع الناخبين المسجلين البالغ عددهم 7446556 ناخبا،  نال محمد بوزوم 55.5% من أصواتهم بعد سرد النتائج في أكثر من 97% من مجموع البلديات في البلد. مما يعني أن انتصاره لا رجعة فيه، اللهم إن وقعت معجزة انتخابية أو ما يشابهها.

وينتمي محمد بوزم إلى قبيلة أولاد سليمان العربية. ويشكل العرب نسبة ضئيلة من مجموع سكان النيجر حيث يقدر عددهم بأقل من 1%.

ولما يتأكد انتخاب محمد بوزوم كرئيس ينحدر من من أقلية سكانية، فإن الناخب النيجري يكون قد أعطى درسا ديمقراطيا للقارة الإفريقية وغيرها عبر تجاوزه ورفضه للاعتبارات الأثنية والقبلية كمعيار انتخابي. تلك الإعتبارات الشوفونية والعنصرية التي تضغط عادة بكل ثقلها السلبي على الانتخابات  والنشاطات السياسية في القارة السمراء وفي مناطق كثيرة أخرى من العالم.

حتى الولايات المتحدة، اعظم دولة ديمقراطية في العالم، لا تسلم منها، كما تشير إلى ذلك عملية احتلال الكابتول في السادس من شهر يناير الماضي من طرف انصار  دونالد ترومب من اليمين المتطرف بقيادة  “التوفقيين” البيض (suprématistes blancs) رفضا منهم لهزيمة مرشحهم المتطرف. فعلى هؤلاء وغيرهم أن يستفيدوا من التجربة النيجرية الحالية إن كتب لها النجاح كما نتوقع ونرجو.

صحيح أن الوضع لم يستقر بعدُ في النيجر: النتائج الم تحسم لحد الساعة،  وكذلك فإن ردود الفعل الداخلية المترتبة عليها تبقى هي الأخرى موضع حذر شديد، حيث يخشى مراقبون عديدون من عدم تقبلها بصدر رحب أو رفضها من قبل الطرف الخاسر وانصاره، كما جرى في الانتخابات الامريكية الأخيرة.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

  * ملاحظة: بعد نهايتنا من كتابة هذه الورقة، تطورت نتائج الانتخابات بشكل يؤكد فوز محمد بوزوم، كما هو ظاهر من خلال الصورة والمعطيات التالية المنشورة منذ وقت قليل على بوابة اللجنة الوطنية للانتخابات في النيجر

اظهر المزيد