بيان من تحالف منظمات ذوى الاحتياجات الخاصة

تحالف منظمات ذوي الاحتياجات الخاصة
Alliance des ONGs des personnes ayant des besoins particuliers

انواكشوط، بتاريخ: الثلاثاء 22 يوليو 2025

بيان توضيحي

تفجأ نا، منذ يوم أمس، بإعلان صادر عن ما يسمى بـ “البرنامج الوطني لمحاربة التسول” التابع لوزارة الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية، يعلن عن بدء المرحلة الأولى من حملة ضد ظاهرة التسول، تستمر لمدة 3 أسابيع، وتشمل، بالإضافة إلى أربع مكنات، إبعاد المتسولين عن الطرق والملتقيات الرئيسية ؟ !

نظرا لأننا نتابع هذا الموضوع عن كثب، بدء من توقيف المتسولين، في منتصف شهر ابريل الماضي، في بعض ملتقيا طرق تفرغ زينه فقط، ثم تغريمهم بمبلغ 6000 أوقية، وسعيا منا لمناصرة الأشخاص المعاقين، ومنهم المتسولين، الذين رخص لهم المشرع في التسول، بشروط، طبقا للمواد: المواد 255 و 256 و 257 و 259 و 260 من القانون الجنائي الموريتاني، بينما عاقب المتسولين غير المعاقين.

فقد واكبنا هذه العملية التي تحدث عنها الاعلان، والتي تلخص في إحضار أفواج من الأشخاص من أماكن محددة من العاصمة، وكانت غالبيتهم من غير المتسولين أصلا، وغير معاقين، حيث يتم إحضارهم لإدارة المشروع بمقاطعة الميناء، ويتم تصويرهم إلى جانب سلات غذائية مكونة من 5 كلغ من السكر، و 5 كلغ من الأرز، 5 لتر زيت، و2 كلغ مسحوق الحليب والشاي.

ورغم أن هذا البرنامج سبق أن اتصل بمجموعة من ممثلي المعاقين المتسولين وطلب منهم تقديم مقترحات عملية مكتوبة للإسهام في حل إشكالية تسول المعاقين، وقد استلم فعلا تلك المقترحات، التي تتلخص في مرحلتين المرحلة الأولى يتم تسجيل المعاقين المتسولين، كأولوية لدى جميع البرامج التي تعنى بالفئات الهشة، بينما يتم التركيز في المرحلة الثانية على إحصاء شامل ودقيق بالتعاون بين السلطات المختصة والأشخاص الميدانيين، للحصول على قاعدة بيانات دقيقة وشفافة ومحينة، ولكن لم يتم الاتصال بهذه المجموعة ولم يتم الرد على مقترحاتها، بل عمد إلى إطلاق هذه الحملة، معتمدا على غير المتسولين، وما في جعبته غير هذه السلات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل إنها مجرد إمعان في التسول المنظم.

إن أي مقاربة للقضاء على ظاهرة التسول (الصدقة)، أو الحد منها على الأقل، في مجتمع مسلم، لا بد أن يمر بمعالجة الأسباب أولا، وهي كثيرة ومتشعبة، كما لا يمكن أن يتم دون إشراك حقيقي وجدي لهؤلاء المتسولين، ولن يكون ذلك إلا عبر معرفة الاحتياجات الخاصة لكل معاق متسول، ومعرفة مؤهلاته البدنية والذهنية لتكييفها مع أي نشاط يمكن أن يمارسه كبديل نهائي عن التسول، علما أن هناك من الإعاقات الذهنية والبدنية التي يكون صاحبها فاقدا للأهلية، وغير مؤهل لممارسة أي عمل، حيث ينص القانون على أن مرافقه يحل محله في الحقوق والواجبات. أما نراه اليوم من مقاربة أمنية عبر وصاية وزارة الداخلية، وتوزيع السلات على غير المتسولين، فهو أمر لا ينم عن جدية في معالجة هذه الظاهرة.

منظمة دعم المعاقين / عيشة عمارو
منظمة أهالي الأشخاص المصابين بمتلازمة داون / عيشة أحمد
منظمة سند للدفاع عن حقوق المعاقين/ محمد عساف
منظمة معاقو موريتانيا / دول مودي كوني

اظهر المزيد