*تججكه تحتضر ! فهل من منقذ أو مجير ؟*/شيخ تجكجه : المصطفي سدات
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخ تجكجة المصطفى سيدات
*تجكجةتحتضر ! فهل من منقذ أو مجير ؟*
لقد تأثرت مدينة تجكجة وضواحيها منذ عام 1969 بموجات الجفاف المتتالية والمتواصلة، مما أفقدها ثروتها الحيوانية و أغلبية ساكنة بواديها التي هاجرت بدون رجعة مع ما تبقى لديها من مواشٍ إلى ولايات الجنوب المجاورة. كما أدى النقص الحاد في التساقطات المطرية وقلة السيول وندرة المياه الجوفية وعدم تجدد مخزونها إلى تعثر النشاطات الزراعية الموسمية والواحاتية. لقد فقدت بذلك واحة المدينة أكثر من 80 % من أشجار نخليها بصفة كلية وهجرتها أغلبية ملاكها والعاملين فيها. وتقدر الخسارة الاقتصادية بمئات المليارات مع القضاء التام على العنصر الاقتصادي الأهم بعد تربية الحيوانات في تكوين القاعدة الاقتصادية للمدينة، ومصدر دخل ورزق أغلبية ساكنتها.
على مدار طول فترة هذه النكبة المتواصلة إلى اليوم، لم تتلقى المدينة دعما يذكر يخفف من وطأتها، ولا مؤازرة لساكنتها. لقد صار العطش والبطالة والفقر والنزوح عن المدينة أسياد الوضع، و هجرت المدينة من طرف أسرها الغنية والفقيرة على حد سواء.
إن أبناء المدينة رغم تعلقهم بها وتعاطفهم الطبيعي مع أهليهم، لم يقوموا بجهد ذاتي يذكر ولا باستثمارات مهمة ولم يشكلوا جماعة ضغط توافقية لدفع الحكومة إلى التدخل. إنهم للأسف ما زالوا غارقين في خلافاتهم وأطماعهم وطومحاتهم الشخصية، مما أضعف من مساهماتهم وخاصة المنتخبون والموظفون الكبار في الحكومة.
فهل من تصور لإخراج المدينة من هذه المأساة والخطر المحدق بها ؟ وهل من سبيل لإنقاذها من التفكك والاندثار الذي يبدو وكأنه حتمي، إذا لم تواجه الوضعية على وجه الاستعجال بخطة متعددة الأهداف والمقاصد وبتضافر الجهود العامة والخاصة في وثبة حازمة وفعلية .
إن الآمال الحقيقية معقودة قبل كل شئ على أبناء المدينة كلهم وخاصة أهل الخبرة والجاه والمال ومن بعدهم على البلدية والجهة وعلى المقاطعة والولاية والحكومة المركزية وعلى منظمات المجتمع المدني لتتضافر الجهود لإنقاذ المدينة.
إن المحاور الاساسية التي يجب التركيز عليها في هذه خطة الانقاذ هي :
– الأولوية الأولى هي توفيرالمياه للشرب والزراعة والنشاطات الأخرى وترشيدها وتطوير مخزونها.
– العمل على الاستفادة من السيول ببناء حواجز حجرية مثبة ومدعمة بصفائح حديدية بهدف تخفيف سرعة تدفق السيول لتزداد كمية التسريب لتغذية أفضل للمخزون الجوفي السطحي والعميق ومواصلة صيانتها وتكييفها سنويا، ومن أجل نفس الغرض إنشاء بحيرات على ضفاف الوادي ببناء حواجز رملية ومخازن وبؤرة مفتوحة للحفاظ على كميات معتبرة من مياه السيول عدة أسابيع . كما يستحسن بناء حواجز رملية مدعمة على الروافد بالقرب من الواحة لنفس الغرض. إن هذا البرنامج التحكمي في المياه الموسمية سيساهم في فترة وجيزة في حل مشكلة تجدد المخزون المائي للواحة.
– بناء سد كبير في المكان المناسب للتخرين كمية كبيرة من الماء لري الواحة وتغذية البحيرات الجوفية وتأمين الواحة من تأثيرات التغيرات المناخية المتواصلة.
– إدخال أساليب ري أكثر ترشيدا للماء وعقلنة نمط استغلال المخزون المائي مع قدرة تجدده ووضع خطة أكثر عدالة في توزيعه بين كل المنتجين والنشاطات.
– وضع خطة لتزويد المدينة بالماء من بحيرة تاودن أو من الخط أو من تامورت النعاج أو من الباطن أو من النهر.
– مكافحة التصحر وحماية واستصلاح مجاري الأودية .
– الأولوية الثانية بعد تقويم حجم الخسارة الاقتصادية للمنتجين وضع خطة استعجالية للتعويض وإنشاء صندوق لإعادة التأهيل واستصلاح الواحة من جديد .
– الأولوية الثالثة تطوير تربية الحيوانات بإنشاء مزارع حديثة والعمل على استفادة أكبر من هذا النشاط بتحسين أساليب الإنتاج والتسويق ووضع خطة لدعم المنمين من أجل إعادة نشاطاتهم وحيواناتهم التي دمرها الجفاف بإعطائهم منح مالية على شكل مساعدات وقروض ووضع برنامج لتطوير وتسيير المراعي وتذيليل كل الصعاب المتعلقة بالماء وفك العزلة عن المناطق الرعوية وتحسين الغطاء الصحي وتكوين المنمين .
-الأولوية الرابعة : استحداث نشاطات صناعية وسياحية وغيرها لدعم المقدرات الطبيعية سالفة الذكر والبحث عن المعادن من أجل تعزيز القاعدة الاقتصادية للمدينة .
والله ولي التوفيق
8 – 8 – 2024