لماذا نتحرج مما يفتخر به الاخرون/سيدي علي بلعمش

الديمقراطية ليست الدولار و لا الأورو و نسختها الغربية ليست الأفضل و قيمتها ليست الأكثر استقرارا في سوق العدل و الإنسانية ..

ديمقراطية الدولار لا تختلف في شيء عن البترودولا ؛ أخضعها الأمريكيون لثقافة الكوبوي و منطق الأقوى و عدالة الليبرالية المتوحشة و عقيدة البراغماتية الفاجرة : “لا توجد أي حقيقة في الكون و إنما هناك طرق أفضل من أخرى”..

نسخة الديمقراطية الكونية لم يُعثر عليها بعد و النماذج الديمقراطية الأكثر ظلما و صراخا هي التي حوَّلت أمريكا إلى غول بسبع رؤوس و بريطانيا و فرنسا إلى مهرجي مسرحية “وجه الديمقراطية الأقبح” ..

الديمقراطية في أمريكا تُذكي الحروب بين شعوب الأرض لبيع السلاح و حين لا تجد من ترفع في وجهه أسلحة ردعها (المُعبرة الوحيدة عن عظمتها الشامخة و حضارتها الأثيلة) ، تتهم العراق بامتلاك القنبلة النووية و الأطباق الطائرة بمحاولة غزو كوكب عدالة رعاة البقر : أكبر عدو لأمريكا هو السلام و أكبر عدو للسلم هي أمريكا .!

الديمقراطية البريطانية (ذات الثمان قرون) ، لخصها غاندي في حقيقتها الثابتة : “إذا تشاجرت سمكتان في البحر فالسبب هم الإنجليز” . الانجليز هم أبشع شعوب الأرض . و حتما ، سيأتي يوم ترد لهم الصين صاع “حرب الأفيون” صاعين ، لأن الشعوب لا تنسى مآسيها ..

الديمقراطية الفرنسية لم تنتصر يوما عبر تاريخها الطويل ، على غير “الحجاب” و لم تتمَيَّز الجمهورية الفرنسية في نسخها الستة بغير تكليف مخابراتها العظيمة ، بمهمة إدخال المخدرات في بلد برج إيفل و قوس النصر العالق في كذبة تتحول يوما بعد يوم إلى عقدتهم الأكبر : لم تنتصر فرنسا يوما على غير الحجاب و سرقتها للانتصارات الروسية في الحربين الكونيتين ، لا تؤكد غير ما يقوله البعض بأن “كلمة *فرنسي* في لهجة أوروبية قديمة ، تعني *جبان*” ..
الفرنسيون هم أكثر شعوب الأرض جبنا و عنصرية . و حين تبجح ديغول على الداهية اتشيرشيل قائلا “أنتم تستعمرون الشعوب بحثا عن المال و نحن نستعمرهم بحثا عن التاريخ و الأمجاد (…) ، أجابه بهدوء ، هذا أمر طبيعي يا صديقي “كلنا يبحث عن ما ينقصه”

و يتساءل أحد الكتاب الغربين المعاصرين ، في حيرة من الأمر ، ما بال الألمان يجدون أنفسهم في كل الحروب الكونية في الموقع الخطأ !؟
ألا تستغربون الآن موقفهم من غزة و هم من أبادوا اليهود ، لتفهموا أن لا موقف لهم من أي جهة بل هو إصرارهم فقط على أن لا يفوتوا فرصة للإبادة ، تعطشا للدماء وفاء لغريزة دراكولا و فريتز هارمان !؟

كل بلد في العالم اليوم ، يُخضِعُ نسخته من الديمقراطية لثقافته و يُخضع ثقافتَه للتعبير عن توجهاته و يخضع توجهاته لخدمة خصوصيته و يُخضع خصوصيته لحل مشاكله طبقا لهذه المنظومة المعقَّدة : و موريتانيا بلد عربي ، إفريقي ، مسلم ، يتخبط في وحل تناقضات حضارة عريقة و فوضى عارمة .!!

☑️ حضارة عريقة من صنع أجدادنا المور العظماء ..
☑️ و فوضى عارمة من صُنع أعدائنا الفرنسيين الجبناء ..

ليست لدينا اليوم ، أي مشكلة في فهم واقعنا و لا أخرى في فهم أسباب الفرنسيين و عملائهم في البلد.

لم يعد في العالم اليوم ، من يستطيع أن يعطينا دروسا في الديمقراطية ..
لم يعد في ألعالم اليوم ، من يستطيع أن يعطينا دروسا في الأخلاق ..
لم يعد في العالم اليوم ، من يستطيع أن يعطينا دروسا في الإنسانية ..
لم يعد في العالم اليوم من لا يخاف أن نتكلم ..!

شاهدوا الغرب الحقير الذي تتبجحون اليوم بعلاقتكم به ، يرتعد أمام طلائعه بسبب انكشاف جرائمه ، لتفهموا أنكم لن تفهموا .. أنكم لم تخلقوا للفهم ..

و على من يعيبون اليوم نسختنا من الديمقراطية ، أن يجيبوا على أسئلتنا البسيطة :
ـ كم كان سيترشح للانتخابات الرئاسية لو فتحنا الباب لكل معتوه ، يتشدق بحرية لا يفهم أبسط معانيها ؟
ـ كم كان سيترشح فيها من صار و من عزيز ، لم يولد موريتانيا ، يعلن عداءه لثقافتها و تاريخها و كل حقائقها الكبرى !؟
ـ كم كان سيترشح فيها من “بيرام”،يصفها (من قبة البرلمان !) ، بالآبارتايد ، يلعنُ علماءَها و يحرق أمجادها ، دون وازع من ضمير و لا مسؤولية !؟
ـ كم كان سيترشح فيها لكرسي الرئاسة ، من مريم بنت الشيخ لا تفرق بين القانون و العادات و لا بين الانتماء الحضاري و الجغرافي و لا بين الأبيض و الأسود إلا تحت الضوء !؟

✔️ لقد أخطأ النظام في تبريز بيرام و هو يسيء ليل نهار ، إلى كل أركان الجمهورية ..
و أخطأ في منحه العمد و المستشارين لإكمال ملف ترشحه ..
و أخطأ في إحراجه من عدم قبول ترشحه ، فمن هو بيرام حتى يحرجكم في أي شيء !؟؟
و أخطأ في عدم إيداعه في السجن بعد عربدته بتهديده للأمن و بإحراق نواكشوط “بمجرد كلمة منه” !!

ما حاجتنا إلى موريتانيا ، يستطيع بيرام أن يهدد كيانها !؟

على السلطات الموريتانية أن تفهم أنها ليست ملزمة بتبرير قراراتها السيادية أمام أي جهة في الكون ..
عليهم أن يفتخروا بأنهم أرحم سلطة على وجه الأرض و أعدل سلطة على وجه الأرض و أكثر سلطة على وجه الأرض تحضرا و احتراما للقيم الإنسانية الفاضلة ..

هل كانت فرنسا ستسمح للعالم الجليل و المفكر الأكبر في التاريخ المعاصر روجي غارودي ، بالترشح للانتخابات الرئاسية ، فكيف تسمح لأمثال بيرام من الجهلة المتطرفين ، الغارقين في التخبط و العمالة !؟

لا يستطيع أي بلد في العالم أن يسمح لجاهل مثل بيرام لا يستطيع تسيير بلدية ريفية ، أن يترشح فيه للرئاسة !؟

أمثال هؤلاء لا يمكن أن يترشحوا في أي بقعة من العالم ، لأن كل بلد من العالم يضع معايير و شروط (تختلف من بلد لآخر باختلاف ظروفه) ، لمنع تفكيرهم في الترشح.

و لا شك أن السلطات اليوم فهمت أن عليها أن تضع ما يمكن من عراقيل لمنع المختلين عقليا و المنفلتين من كل القيود الأخلاقية للوصول إلى قبة البرلمان ..

*و على هؤلاء ، إذا كان في هذا الكلام ما يغضبهم ، أن لا ينتظروا منا أن نعتذر لهم ، لأن ذلك ما أردناه بالضبط* ..

اظهر المزيد