زيارة والى لعصابه لبلديات مقاطعة بومديد

ثقة في الوالى و حرية في التعبير للساكنة

قام والى لعصابة يوم الجمعة الثامن و العشرين من شهر أكتوبر من سنة الفين و اثنين و عشرين للميلاد بزيارة لبلديات مقاطعة بومديد الثلاث : حاسي الطين و بومديد و لفطح زار خلالها ابتدائية و اعدادية حاسي الطين و نقطته الصحية و مستوصف بومديد و سد لفطح .

و قد رافق السيد الوالي أثناء زيارته وفد حملته ثلاثة عشر سيارة رباعية الدفع ضم رئيس جهة لعصابه و قادتها الامنيين و كافة رؤساء المصالح الجهوية في لعصابه و حاكمى بومديد و طاقمه الامنى و مجموعة من الصحافة الرسمية و الحرة .

و قد عقد الوالى اجتماعات بسكان البلدات المزورة الثلاث وفق خطة موحدة تبدأ بكلمة ترحيب و تعريف يقدمها عمدة البلدية المزورة تليها كلمة لرئيس الجهة تتناول التعريف بالدور الذي تلعبه الجهة و كذا الحث علي الوحدة الوطنية و التحذير من الحرائق و يليه الوالي الذى يتناول محاور تقريب الإدارة من السكان و كذا المدرسة الجمهورية و التشبث بالممتلكات العامة باعتبارها ملكا للشعب يتحتم أن يحميه بما يحمى به ممتلكاته الخاصة ..

ثم يفتح المجال للساكنة لعرض مطالبها و مشاكلها و آرائها بحرية مطلقة يود أن لا يحصل فيها تكرار و لا إطالة مملة متعهدا لذوى الغايات الخاصة او المحرجة بالاستماع إليهم بعيدا عن الاضواء . فإذا اكمل المتدخلون حديثهم اعطي الكلام لمعاونيه ليرد كل منهم علي ما يعنى قطاعه و في ختام تدخلاتهم يختم اللقاء بالتعهد بحل ما ورد من استشكالات او طلبات لم تجد الردود لتعلقها بجهات مركزية او جهوية لما تتخذ  فيها اجراءات حاسمة بعد .

و يبدو أن الوالي قد كسب ثقة الساكنة فلم تخف عنه  شيئا او انه طفح كيل معاناتها إلى حد بلغ معه السيل الزبى فلم يعد بمقدار الساكنة أن تدخر مظاهر بؤسها و درجة ما أصبحت تراه إهانات لم تعد مقبولة و ليس أمامها الا المكاشفة و أن تشكو بثها و حزنها إلى رجل توسمت فيه الصراحة و وثقت بقدرته علي توصيل رسائلها الى من يهمهم الأمر..

و قد مثلت ساكنة حاسي الطين نموذجا خاصا اتسم بشمولية الطرح و تجاور و انسجام المتعارضين إلا الحارثي الذى فضل الظهور في بومديد : انسجام المختلف المؤتلف او المتخالف المتؤالف في لوحة بديعة ( لن تمل مما منه العواصف ملت ) في إشارة واضحة الي اصرار أهل بومالك علي نيل و حفظ ما يملكون …

اما ساكنة بومديد فبالرغم من الحشد الكبير الذى نجح العمدة في تحضيره و حضوره فإن مرارة قسمة الخدمات الحكومية الطيزى و الزهيدة في الاصل كما عبر و اجمع الحاضرون بأصوات عالية و غير مبحوحة و لو أن قلة قليلة منها كانت حيية الا ان تكديس الموجود من هذه الخدمات داخل ” الشانتية” في حين يعانى المستفيدون من تنقل غير مبرر لاغلبية الي محل تجميع هجره ساكنوه و بقي لزاما علي التلاميذ مثلا أن يهجروا مساكنهم للدراسة في مؤسسات هم جل من يدرس فيها لأن المباني بدل أن تقام حيث يقيمون أقيمت حيث لا يقيم احد . او ان المياه و الكهرباء و السدود و المرافق الصحية و غيرها من مرافق خدمية حظيت بها جهات فاعلة علي حساب اخرى مفعول بها .

و قد عم التصفيق و الزغاريد الساحة كلما ارتفعت أصوات بالتعبير عن حجم معاناة ساكنة بومديد الذئب المتهم بالشبع كما يقال في حين تخلى عنه أطر المقاطعة و تركوه فريسة للظلم و الغبن و قلة ذات اليد … ليظل تابعا بفعل الحاجة لمن يرمونه بفتات مما جمعوه علي ظهره و باستمرار الساكنة الهشة و المهمشة في إعمار البلدة ليتفرد الاطر بجنى ثمارها كما عبرت نساء و أطفال و رجال و شيوخ و شباب بومديد .

و في ردود الوفد علي مداخلات الساكنة نجح في اقناعهم بأمور أبرزها عدم أخذهم بأسباب نيل مطالبهم بالتعبير عنها بالطرق الإدارية الصحيحة كالمراسلات الإدارية.. و كذا قلة اهتمامهم بالصحة الحيوانية و تبنى افكار غير علمية او وجود استحالات طبيعية كوعورة الطرق او تعذر عمليات التدخل بأسباب قاهرة او ما الي ذلك .

و أثناء محطة الزيارة الأخيرة : بلدية لفطح فقد حرص الوفد علي الصوم طيلة اليوم ليؤكد لسكانها أن “التالي هو الغالي” و أن مائدتهم المتنوعة و الكثيرة و الشهية تناول الوفد لها هو أبلغ تعبير لكسر الفجوة بين الحكومة و لفطح بعد ما ضنت عليها حتي بتكليفه بالضيافة و من باب احرى اشراكه في اية خدمة حكومية و لو كانت بأوامر مباشرة من قيادة البلد الا بعد تركيز الاضواء علي التهميش الممنهج للبلدية و لسكان البلدية .

و قد تزامنت الزيارة مع وصول الحفارة المتعثر و مباشرتها للحفر .

و قد اكتفي المتدخلون بالتركيز علي وحدة كلمة و صف ساكنة بلدية لفطح لينبهوا إلى فائدة ولائهم للنظام اذا هو قرر فعلا اعطاءهم المكانة التي تليق بمقاماتهم .

و قد تحدث بعضهم عن ما يواجههم من أمور صعبة دون أن يجرح شعور اي كان .

لقد نجحت زيارة بومديد في تفريغ قلوب الساكنة و في اسماع المسؤولين ما تحتاجه الساكنة من تدخلات تعهد الوالى بتوصيلها الي من يهمهم الأمر بعد حل ما امكنه حله محليا .

لعل و عسي أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير لمقاطعة تعهد ابنها رئيس الجمهورية أن لا يمنحها اكثر مما منح مثيلاتها و اقسم اطرها أن يبقوها خارج دائرة التنمية ما داموا قادرين علي تمرير مخططاتهم عبر إداريين يرون الولاء للنافذين أولى من الولاء للحق و العدل و المعايير التنموية المحض .

محمدالمهدى صاليحى

 

 

اظهر المزيد