و إذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت

هل ستنجح الشانتيه في اغراق بومديد

تم إنشاء مقاطعة بومديد بموجب مرسوم 63.042 بتاريخ  2602/1963 المتمم بالمرسوم 63.053 بتاريخ   06/04/1963 حيث كانت تتبع لتكانت قبل أن يتم ضمها للعصابه بموجب المرسوم  رقم 68.344 بتاريخ 24/12/1968 الذى تم فيه إقرار الحدود بين بومديد و تكانت و تامشكط بخط يبدأ من مازه في الشمال الشرقي و يمتد إلى احسي انبارك حيث تلتقي مقاطعات : بومديد و تيشيت و تامشكط كما يمتد هذا الخط مع سن تكانت المحيط من الشمال و الشمال الغربي لينتهي عند سفح جبل انواملين . ثم يعود الي احسي انبارك كما تقدم .

و قد تم اختيار سفح لقليب اسقير الجنوبي الشرقي  كمكان متفق عليه بين وجهاء و أطر ساكنة المقاطعة الناشئة إلا أن أمرا برم بليل بين الحاكم آنذك و أحد الأفراد النافذين يومها نقل مقر المقاطعة الي ما عرف لاحقا باسم الشانتيه المقر الحالي لمركز المقاطعة .

و نظرا للخلاف الشديد بين ممثلي كتل الساكنة تمسكت كل كتلة بمحل إقامتها لتبقي المدينة الجديدة خاضعة للمنح الادارى مما افسح المجال أمام ساكنة شتات لا تملك اقتطاعات قديمة كغيرها لتكون نواة للقرية الناشئة حول المنشآت الإدارية الجديدة “الشانتيه : le chantier” .

و انطلاقا من جو الخلاف الذى اكتنف ظروف النشأة بقيت المدينة-القرية في حدودها القديمة رغم محاولة توسيعها عبر موافقة الحكومة علي اقتراح مخطط عمرانى لها سيمكن على الأقل بعض النافذين من محاولة الخروج علي  إرادة البعض الآخر الذى ما زال يستخدم افرادا لمنع من يحاولون استحداث مساكن جديدة علي خارطة عاصمة المقاطعة .

كما تخضع مؤسسات حكومية و منشآت عامة لمنح اذونات و تراخيص للاستغلال من طرف بعض النافذين .

و قد شكل الترحيل الدائم لبعض المجموعات المحلية خطرا موازيا جمعوا من خلاله أحزمة سكانية هشة ورخوة في محيط القرية-المدينة مما شكل تضييقا علي تمددها و توسعها .

ثم جاءت طريق بومديد لتؤكد تجميع الساكنة في الحيز الضيق اصلا من ناحية و من ناحية أخرى لتفضح الاغلاط و الأخطاء الفادحة التى اكتنفت قرار النشأة .

لقد تم بناء مركز مقاطعة بومديد عند ملتقى سيول تكانت حيث تقع في طريق ما تجمع منها عبر سد لفطح و كذلك ما جمعه سد بومديد و قد دمر المجريان اغلب القرية مرتين علي الاقل منذ انشائها ناهيك عن الخسارة الدائمة المتمثلة في المنع النهائي من التمدد لانعدام المساحة الممكنة لذلك .

و لولا اختناقها بمشروع تثبيت الرمال الذى فكها من الاندثار و التلاشي تحت ضربات الرمال الزاحفة او مياه السيول الجارفة لكانت أصبحت خبرا بعد عين خلال سنوات الهجرة التي عانت منها خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

و لو أن محاولة لاستصلاح المنطقة الممتدة من الزيره على جنبات سفحي جبلي لقليب اسقير و كنديكه وجدت آذانا صاغية من الإدارة و الساكنة معا لاستطاعت أن تحل وضعية الاختناق التي حالت بين المقاطعة و بين إقامة مشاريع تمكنها من التطور او على الاقل الإستفادة من ضروريات الصحة و التعليم و المياه و الكهرباء …

ان الأخطار التي تتهدد نمو مقاطعة بومديد كبيرة جدا .

و إن خطورتها تكمن في وقوفها سدا مانعا دون بلوغ بومديد القمة التي يستحقها و لعبه الدور الهام المهيأ للعبه كهمزة وصل ليس بين موريتانيا شمالا و جنوبا شرقا و غربا و لكن بين شمال و جنوب أفريقيا اساسا كاقرب ممر و كاوسع مسلك و أكثرهما استراتيجية و أمنا و أقصر مسافة …

و يشكل عائق الإدارة المحلية للمقاطعة سواء اطرها و منتخبوها و كذا السلطات الإدارية المعنية بتسييرها أكبر مثبطات نمائها ذلك أن أغلبهم متمالئون علي الساكنة بشكل حرمها من الإستفادة  من اية آثار باقية …

يتواصل

اظهر المزيد