العجز الحكومي يهدد كيان الدولة

يلاحظ المتتبع للشأن العام هبوطا و تدنيا فى أداء الحكومة ظهر ذلك من خلال السياسات العامة التي نزلت الى مستويات تمويل اكرور و ركوب الحمير و عرض الاثداء و ابداء المسؤولات مفاتنهن بشكل تستحي منه عارضات الازياء ..
لقد هبط الاداء الحكومي و نزل الى مستنقع الرذيلة فى صورة تؤكد وجود عملاء ضمن الطاقم الحكومي يعملون على تنفيذ مخططات هيئات التنصير و مؤسسات التمويل الاجنبي التي تعمل جاهدة على تحطيم كيان الجمهورية الاسلامية لتحويلها الى مسخ مشوه تستطيع ان تستبيحه بسهولة و دون اى عناء .
لقد شكل اختيار مجموعة من الاغرار لشغل وظائف حساسة فى الحكومة تهديدا حقيقيا لكيان الدولة حين قعدت بهم حداثة سنهم و حداثة عهدهم بتسيير الشأن العام و عجزهم عن بلورة خطط تنموية حقيقية تبتعد عن القاع الآسن الذي أخذت تغرف من حمئه لتغرق كيان الدولة فى التفاهة بكافة أشكالها و جميع عيناتها .
كان من المتوقع ان يرتفع الاداء الحكومي بشكل يعالج او على الاقل يخفف من وجوه الخلل التى تسقط هيبة النظام من اعين الناس سبيلا الى حفظ كيان الدولة و على العكس سقطت فى وهاد التردي التى انست الناس اساسيات الحياة و جعلتهم يطمحون الى التستر على العري و العهر و السقوط الاخلاقي …فى محاولة يائسة للابقاء على الشكل العام للدولة و لو مموها ..
لم يعد الشعب يشكو مشاكل الجوع و العطش و الكهرباء و التعليم و الصحة و التنمية و انما اصبح يري شكل الدولة ينهار أمام عينيه بشكل افزع الجميع .
لقد اختفت المعارضة و الموالاة و غيرهما من الاشياء التى كانت تشكل مطالب الشعب و مشاغله و اصبح الجميع يتحدثون عن السقوط و الانهيار الوشيكين للدولة ناهيك عن النظام فما الاسباب وراء هذا كله ؟.
بدأ الانهيار بسبب وجود مسؤولين منتمين اساسا الى التيار القومي الناصري منبثين فى جميع مفاصل الحكم يشعرون بأن علاقاتهم القديمة تخولهم ان يكونوا شركاء فى نظام يحسبون ان رأسه زميلهم فى التنظيم و ان لهم الحق في فعل ما يرونه من آراء سواء خالفت او ساوقت المسار العام للحكم : فتعددت الرؤوس و أصبحت سفينة الحكم تقاد من طرف ربابنة متعددين و مختلفين .
و اصبح قادة و مسؤولو خلايا التنظيمين الناصري و القذافي ممن احتلوا وظائف هامة فى الدولة يعطون أنفسهم الحق في استقلالية زائدة تجعل مسؤولا أمنيا كبيرا يتبجح بعدم قدرة رأس النظام على ثنيه عن اي قرار يتخذه ثقة منه بانهما مجرد عضوين فى تيار حركي غير مرخص يجتهدان فيه و ليس لاى منهم سلطة على الاخر …
لقد عرف التيار القومي الناصري بالغوغائية و بالفوضي .
و بدرجة تغلغل المنتمين اليه سابقا في النظام تسربت الغوغائية و الفوضوية و الفجاجة فى اسلوب الحكم و انعكست من خلال التشرذم الواضح فى مواقف النظام و فى اداء الحكومة .
و تشكل السبب الثأني لتدني الاداء الحكومى فى تحالف فعلي مع عناصر من حركة الكادحين ذات التوجهات اليسارية مما سهل تمرير اجندات مخالفة للشرع عبر تنفيذ مخططات هيئات دولية تعمل بشكل حثيث على اجتثاث القيم الاخلاقية للشعب الموريتاني الاصيل فسهل بذلك الطريق الى اجتثاث منظومة و كيان الدولة الاخلاقيين .
ان وجود جو عام متولد عن تسيير مثل هذين التنظيمين استهدف الدولة فى صميم بنيتها الاخلاقية و القيمية بحيث تلاقي مع جناح ديني-علماني لحركة اسلامية مغلوبة على امرها بعد ان استولى عليها سماسرة يبيعون اسمها لمن يقدم ثمنا مقابل التخلى عن هدفها الاساس و هو تحكيم شرع الله على عباد الله فى أرض الله مما هيأ استباحة القيم و الاخلاق و المبادئ الشيء الذى سهل وجود حكومة اغرار تجرأت على التسيير اعتمادا على انعدام الأهداف الانمائية الحقيقية التي تفرض وجود كفاءات قادرة على صياغة خطط و برامج تنموية حقيقية و قادرة على اقناع العامة بتبني النظام و الانتماء له و الدفاع عنه بدل استبدال ذلك كله بتوزيع المال و الاعمال و الاهمال و السقوط و العري و التفاهة كعمولات سهلة لكسب الحثالة و الرعاء كي تستبدل بهم الامة و تتجاوز المعايير الاصل فيصبح استشراء الحرابة و القتل و السرقة و الزني و المسكرات و الموبيقات السبع مجتمعة مسألة معتادة يقاس النمو بدرجة استشرائها و بحجم معدلاتها .
إن بمقدور نظام محمد ولد الشيخ محمداحمد ولد الغزواني ان يكون استثنائيا فى موريتاني نظرا لاجواء التهدئة التي نجح فعلا فى بسطها مما جلب كافة الطيف السياسي اليه فتكونت مهلة نادرة رشحت الوضع لاستعادة الدولة عافيتها و تمكن النظام من القدرة على اختيار الكفاءات اللازمة لمواكبة المرحلة غير ان الطواقم التى تم اختيارها لادارة دفة الامور لم تكن على مستوي الحدث فقد كان أغلبها على مقاسات خاصة تشي بانهم مجرد أدوات تم اختيارها لتنفيذ مهام أغلبها لصالح نافذين متنفذين همهم الوحيد هو استنزاف خيرات بلاد فضلوا ان يأكلوا خيراتها و ان لا يتخذوها وطنا بعد ان اشتروا الدور و القصور فى أرض الله الواسعة .

محمدالمهدى صاليحى

اظهر المزيد