بومديد اولي بإعادة التقطيع

يتم الحديث هذه الايام عن إعادة التقطيع الاداري و قد يعود السبب الاساس الي اشعال جذوة التنافس في الولاء للنظام عبر تحفيز مناطق ظلت بؤر شكوي مستمرة و تذمر دائم من الاهمال المؤدي للتهميش رغم أهمية الدور الذي لعبته بعض تلك المناطق .
و من المعروف ان تمبدغة تشكل العاصمة السياسية في الحوض الشرقي حيث تضم أسماء بارزة في المشهد السياسي الوطني كبياكي ولد عابدين و حمود ولد احمدو و الشيخ محمد لمين ولد سيد امحمد و الراجل ولد المخطار و لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد … رحمهم الله هذا بغض النظر عن كونها عاصمة امارة اهل لمحيميد بدءا بالمؤسس احمد محمود الملقب هاتك الدول و مرورا باعل المعرف بشيخ الحوظ الذي ” إلا ابق يكفيه يكفيه و إلا ابق إكعدو إكعدو” .
و دون استرسال في ذكر باقي المناطق موضوع الحديث هذه الأيام تستغرب وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية عدم تبوإ مقاطعة بومديد رأس اللائحة خاصة أنها المقاطعة الوحيدة في كل موريتانيا التي تسير حيزا جغرافيا يتبع لمقاطعة أخري لا تتبع معها لنفس الولاية .
تنتهي حدود مقاطعة بومديد من الناحية الشمالية الشرقية في خط مستقيم يربط نقطة “مازه” فوق جبال تكانت و نقطة “حجرة اعل حجر” بين لكصي و ولد بوكه علي بعد ثمان كلمترات من عاصمة المقاطعة .
و يتبع ما وراء هذا الخط مقاطعة تيشيت التي تفصله عنها جبال تكانت ناهيك عن بعد تيشيت من هذه الجبال علي الطرف الآخر.
و نظرا لصعوبة التواصل مع تيشيت او علي الأصح استحالته تضطر سلطات بومديد لتسيير الامور الجارية في منطقة تشكل حيزا جغرافيا شديد الاهمية حيث يشكل الخزان الاساس للمياه و للمراعي مما تنشأ عنه احتكاكات مستمرة تأخذ في الأغلب طابع الاستعجال .
و يشكل هذا الحيز الجغرافي أهم الممتلكات العقارية لقسط كبير من ساكنة مقاطعة بومديد .
و قد نتجت هذه الوضعية عن المضايقات التي مارسها الاستعمار علي ارحام الزعيم أحمدو ولد حرمه رحمه الله و التي تمثلت في تفتيتهم وفق اعتبارات سياسية و أمنية تأسست علي فكرة توزيعهم بشكل يمنعهم من أي تمثيل سياسي بعد ما كشفه الزعيم من جرائم ارتكبها المستعمر ضد الشعوب الطامحة للحرية و للاستقلال .
و فوق ما تقدم من تسيير المقاطعة ما لا يتبعها اداريا فقد امعن التقطيع البلدي في تقسيم المقسم و تجزيء المجزإ بشكل فاضح و غير قابل للاستمرار ذلك أن تبعية لكديم و لكويز في أقصي غرب المقاطعة لبلدية لفطح في أقصي شمال شرقي المقاطعة بحيث تفصلهم بلدية بومديد امر غير مستساغ نظرا للتكاليف الباهظة لاسترجاع مواد مكلفة كالاعلاف و ما شاكلها علي سبيل المثال لا الحصر ناهيك عن تنقل الافراد لحوائجهم الادارية فما ذا يمنع من تقرير بلدية جديدة عصمتها لكديم تتولي تسيير الكوز و الباطن و كنديكه و تصلح و لمنيكعه و لقشه و سهول .
و بالمقابل تحكم بلدية لفطح ما بين دخلت اهل الحاج سيدي شمالا و تبادي جنوبا و ما يليهما من آوكار و الباطن .
أما تبعية لكليب اسقير و ما يليه بدءا بجنوب تبادي شمالا و انتهاءا بمجاره جنوبا و ما يليهما من الشرق ؛ تبعيتها لبلدية بومديد فهو من قمم العبث بتنمية منطقة ظلت الي حد الساعة تعيش حياة العصور الحجرية .
لقد تم تقطيع مقاطعة بومديد وفق ثنائية صراع تقليدي بين مجموعتي الشانتيه و الزيره حيث كانت الاولي تستقوي علي الثانية بمجموعات أخري تعينها في التحكم سياسيا في ميزان القوي في المنطقة و قد بينت الدورات الانتخابية المختلفة ان ساكنة هذا الحيز الجغرافي تستحق اقامة بلدية منفصلة عن بلدية بومديد فهل يدرك المعنيون بالامر ان الشعوب شبت عن الطوق بعد ان أدركت حقيقة اللعبة التي اضطرتها للبقاء دهرا طويلا و الي حد الساعة مهمشة في موطنها الاصل .
و للحديث بقية . محمدالمهدي صاليحي

اظهر المزيد