لعصابه : نجحت القبيلة و عجزت الحكومة .
أظهرت التحركات الاخيرة فى ولاية لعصابة تراجع سلطة الدولة امام سلطة القبيلة بشكل منقطع النظير و الغريب فى الامر ان موظفى الحكومة كانوا أبطال هزيمتها امام نفوذ القبيلة مما يخالف المنطق السليم .
لقد انطلقت حملات قبلية عاتية منذ بداية العطلة الحكومية الاخيرة فى منطقة لعصابة و قد تزامنت الاجتماعات فى حركة تنافسية شديدة يتراءي فيها الجمعان المتنافسان فى مكانين متقابلين و في وقت واحد فى نوع من منع كل فريق اتباعه من التسلل الى الفريق الاخر فانقسم الناس الى كتل بشرية متنافرة مع خصومها متجاذبة الى مكوناتها .
الموظفون وزراء و سفراء و من دونهم عينتهم الحكومة بمن فيهم السلط الادارية حيث شكل الجميع وقود معركة القببلة و هي امور مثبتة عبر الوسائط الاجتماعية و من خلال وسائل الاعلام الرسمية و غير الرسمية فهل ان اساسات اختيارهم الاصل وفق معايير قبلية هو تزكية مسبقة لاي نشاط قبلي يؤدونه ؟ ام ان الحكومة تعتمد سياسة تقوية القبيلة على توطيد كيان الدولة؟ .
تثبت الانشطة الحكومية المقامة فى لعصابة طيلة الوقت غيابا مستمرا للمنتخبين و للاطر و الفاعلين و كل الذين تكتظ بهم سوح السياسة اوقات ذروات الانتخابات و يتم الاعتماد فى تسيير الامور الجارية على متواجدين دائمين أغلبهم مستخدمون للسلطة و قلة من المهتمين بالشأن العام الذين ينتهي دورهم و يتم طيهم و الاستغناء عنهم كلما تم التفكير في اختيار او اقتراح من يسند اليهم تسيير شأن محلي او وطني .
لقد أثبت الاسبوع الوطني للثقافة امس غيابا مطلقا لكافة الوجوه القبلية مما تأكد من خلال الحجم الضعيف للحضور فقد اثبتت القبيلة قوتها فى حين ثبت فشل الحكومة حتي فى تخصيص مقاعد لعمد المقاطعة
لقد حصلت هذه الطفرة تحت اعين الحكومة من أعلاها الى اسفلها و بمباركة منها و بحضور فعلى و رسمي فهل ان درس الانتخابات الاخيرة اثبت للحكومة خروج لعصابة عن السيطرة فقررت ان تجعلها “طيحة ولد اعرب”و تسير فى ركب القبيلة بعد ان تفرجت اولا على نشاطها ام ان الامر يخص اعضاء الحكومة من ابناء الولاية في سياسة تفضيل مسايرة الركب بدل العزلة بعد العجز عن التأثير ..
أليس من الافضل ان يعي رأس النظام أن من اعتمدهم كممثلين للعصابة ليسوا علي الحجم الذى كان منتظرا منهم ؟ و بدلا من دعم قوة القبليين كان اولي به ان يدرك ان بنات كيفة لم يعجزن ان يلدن افضل منهم و اقوى نفوذا و اكثر قدرة على قيادة سفينة البلد الى النجاة بدل اغراقها تحت سيطرة القبيلة ؟ الا يدرك راس النظام أن ابناء لعصابة ليس وجودهم شرطا لقيام اي نظام ؟ و ان الدولة اولى من محاصصات جعلت البلاد على كف عفريت بعد ان ظن من لهم صلات بساكن القصر الرمادي ان تقاسمه معهم للنهج السياسي او البقعة الجغرافية ليس مبررا لاحتسابهم انفسهم رؤوسا متعددة لنظام يوشك تعدد رؤوسه ان يفتك به و لو قبل مضي ربع مأمورية فقد جعل ادعياء الولاء له نظامه يحتضر خلالها بسبب شتي صنوف الضرب تحت الحزام .
إن النظام القائم حين لا يتحرك لتلافى ما حصل فقد يكون قد دق بذلك آخر مسمار فى نعش الدولة لصالح العودة الى منطق القرون الوسطى .
لقد شكلت زيارة رئيس الجمهورية لوزير اعلامه فى منتجعه بادرة ظن الجميع انها استغناء بشاب مثقف اثبت أداؤه الحكومي قدرته على تقديم بديل نافع و قوي لغيره من الوجوه العاجزة و ان ذلك سيشكل انطلاقة نحو اختيار فريق حكومي ينتشل البلاد مما يتهددها لكن حضور وزيرين آخرين لا يقلان عن الاول قدرة و لا نشاطا لانشطة قبلية زاد قدوم وفد بني عمومة الرئيس و تصريحاتهم طين التماهي فيها و معها بلة جعل الناس تذكر على كل لسان انها احدى فنيات النظام التي بدات تنجلى شيئا فشيئا للجميع فاين الحقيقة و اين المفر ؟؟.
كتبه محمدالمهدي ولد صاليحي المدير الناشر لوكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية.