مهرجان التمور كشف المستور كما و كيفا
تتبعت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية مهرجان تمور كيفه رغم الحصار الذى ضرب عليها و رغم حجب المعلومات الذى تعرضت له و رغم شح المصادر …
و لكي تتمكن جهة صحفية ما من تقويم نشاط معين فإنه يتعين عليها :
١- ان تعرف حجم و نوع المدعوين لتتمكن من تحديد نسبة الحضور و نوعيته حتى يتسنى لها قدر المعلومات الكافى لاصدار حكم موضوعي و هو ما لم يتسن لاية جهة صحفية ايا كانت و عند مطالبتنا للجانب الإماراتي اكتفوا بتزويدنا بلائحة يدوية يبدو انها وسيلة للتخلص من الاحراج
٢- أن تطلع على الخطط المتبعة في جوانب المهرجان المختلفة ابتداءا من الاعداد و انتهاء بالتنفيذ .
كل ما تم تمكين الاعلام منه هو الدعوة الى العمل على انجاح عملية لا يعرفون عنها إلا ما يعرفونه عن صحائفهم .
فى جميع ما يخص المهرجان سواء طريقة التنظيم و الغايات من المهرجان …كله كان الغازا بالنسبة للاعلاميين .
لكن ما رشح من معلومات بين ان كافة المنظمات الدولية و الاممية تغيبت عن المشاركة فى المهرجان بما فيها المنظمات التي شاركت فى التمويل و لكنها فى الاخير استنكفت عن الحضور دون ان نقف على الاسباب الموضوعية التى منعتها من الحضور و من امثلة المتغيبين سفير دولة فلسطين و منظمات افاو و البرنامج العالمي للغذاء …
أما صياغة الاحتفالية فقد تمت وفق مقاسات مسبقة اساسها محاولة تحويل مشروع الواحات من مشروع منتهي المدة تم التمديد له الى هيئة وطنية يراد ان يلفت اليها الانتباه من خلال اتساع قاعدة نخيل شن عليها الجفاف و التصحر حربا بلا هوادة أعانهما شجع ملاك استبدلوا وديان نخيلهم بشجر”اكرون لمحاد”الذى عمت به البلوى مقابل فتات رشاوى ابتلعها الموظفون و ابتلي بها المستضعفون الذين اصبحت حدائق نخيلهم خاوية على عروشها لا تهتدى الى اماكنها الا من خلال بقايا نخيل منقعر .
و قد أظهرت برمجة الجوائز استحداث جائزة تمت على مقاس مسؤول أمني استثمر فى منطقة غير معهودة مما يشى بمدى تواطؤ اجهزة المشروع على تصاميم لا تخدم الا علاقاتهم .
ورقة بخط يمين احد المشاركين و بشهادته .
و قد ادلى لنا خبير حضر المهرجان ممثلا لجهة أجنبية بمعلومات تشى بمدي عدم الجدية فى ملف النخيل مبينا انه ملف ضمن ملفات كثيرة ظاهرها الاهمية و باطنها الفساد .
و تظهر التوزيعة التي حصلت لانشطة المهرجان مدى صدقية رأي الخبير حيث لم يتم التنسيق بين جهود المشاركين الاجانب الذين تتحمل الامارات تنظيم كل ما يتعلق بهم و بين جهود وزارة الزراعة التى انصبت على اقامة عرض مواز انفقت فيه اغلبية الميزانية المخصصة بالرغم من انه كان افشل جوانب المهرجان من ناحية الضيافة و الرعاية و بيع المعروض و كذلك من ناحية الفوضى حيث تم اعتماد فئات خاصة سميت جماعة الوزارة و هم عارضون و عارضات جيء بهم من انواكشوط و كذا عارضو المجتمع المدني الذين تم اختيارهم حسب الخدمات التي يقدمون للإدارة التي اعتادت على تشكيل فسيفساء تذرو بها الرماد فى العيون اخفاء للاختلالات الكثيرة التى تخفى امتصاص المنافع و تلطيخ العامة بالفضلات النتنة و بالقاذورات النجسة .
ألاعيب الامتصاص
و قد بدأت بايجار معدات التبريد التي اخفت مبالغ ضخمة من دون مقابل و انتهت بالاستيلاء على ما يقارب ثمان مائة كيلغرام من جيد التمر بدعوى تعويض ثمن التبريد الذى لم تدفعه الجهات المختصة حسب دعوى فاض الكيل بالحديث فيها .
و كان حظ خيام العرض الموازى غاية فى التلاعب حيث تم استخدام عشرة خيام مستقدمة من انواكشوط زادتها مندوبة الزراعة باثنتين من عندها و اربع ادخل بها خصوصيون منكبا فاض عليهم بمنافع …
و قد كلفت حراسة الخيام و بناؤها و اقتلاعها عشرة آلاف أوقية ليس إلا .
و قد شكل تخصيص يوم بنهاره و ليله من المهرجان لاحتفالية ثقافية مخصصة لحاضنة اجتماعية خاصة ضربا من استغلال النفوذ و المال انتهيا بحفل عشاء تعرى فيه الجميع و سقطت فيه الثياب عن المناكب و ظهر فيه كبار المسؤولين يمارسون التصوير بحركات صبيانية تشي بمحاولات استدراك انشطة عمرية يبدو انهم حرموا منها و ارادوا تعويضها بشكل فج ما زاد على اسقاط هيبتهم من اعين الناس .
لقد شكلت قضية الفسائل مثالا واضحا تمثلت فيه كافة وجوه الخلل فقد انتقص من عددها بحوالي النصف بعد ان كانت ثلاث مائة و خمس و ستين فسيلة تحولت الي مائتين قبل ان تصبح مائة و ستين بدعوى موت بعضها اثناء التخزين … كما شكل الهدف منها تضاربا بين محاولة غرسها فى سوق المواشي القديم مما رفضته الوزارة و تقسيمها على مزارعين … و قبل هذا و ذاك و ذلك تمت مشاهدة فسائل تنقل خارج المدينة عبر محطات نقل متعددة .
إن الفوضى التي ظهرت فى ملف الفسائل لم تكن سوي قطرة من بحر فوضى مهرجان التمور التي حاولت السلطات المحلية لملمتها دون جدوي : فقد كثفت الاوامر من اجل تسهيل و توفير خدمة الزوار اما الاجانب فقد تولوا خدمة انفسهم بأنفسهم اما العارضون فأغلبهم لم يستفد لا من خدمات الضيافة و لا من غيرها و قد شكا الذين استفادوا من ضيافة وفرت محلات اقامة و عجزت عن اقامة الشاي و الشراب لقوم قاسوا شدة حر كيفه خلال أيام و ليالي ابردها جو لم ينفق عليه احد مليما واحدا لطفا من الله بزوار جاءت معهم بركات السماء الى ارض حبس عنها المطر سوء فعل ساكنة سكتت على الظلم و على الضيم و على التطفيف و منع الزكوات و دفاع السلط عن مصالح التجار و مطاردة المستضعفين و حرمانهم من بيع ما يحتاجه الاغنياء و يحلم به الفقراء كانه قيل لهم بيعوه قياما فلا حق لكم في الجلوس إلا إذا كان مقابل دفع ما تملكون لتظلوا خدما لاسيادكم النافذين : تلذذوا بأجسادكم عند فوهات حاناتهم حين اعتصروا منكم أجورا مقابل جلوسكم على الحجارة و على الطوب فى الشارع العام تمزق العيدان مهابلكم
او تجلسون حيث نحشركم فى سوق اعلاها زنك و اسفلها زفت و شمسها حارقة و ظلال افتياتها باسقة
فهل من مغيث للمستضعفين يقول المنظمون بل موتوا بغيظكم فانتم متاع لشهواتنا و هيامنا بجمع ما لديكم و منعكم مما وجه اليكم لاننا اتباع فرعون و قد وعينا درس”فاستخف قومه فأطاعوه”و قد نسينا ما وعدتم به “و نريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم فى الارض و نوري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون” و عدا من الله و لن يخلف الله وعده “فانتظروا انا معكم منتظرون” .
محمدالمهدي صاليحي