معارضون لانهم يحمون النظام من الموالين
ان المتتبع لانشطة من يوصفون بالمعارضينو الموالين لا يخطئ نظره الانقلاب الواضح فى المفاهيم .
فحين ينتقد شخص ما مسؤولا فاسدا او خطة فاسدة او صفقة فاسدة او تصرفا سيعمل لا محالة على زعزعة الامن و الاستقرار …يتم تصنيفه من طرف شبكة الفساد و كذا الغوغاء التابعة لها بأنه معارض يحارب النظام و يسعي للاطاحة به …
مر على هذا السلوك زمن طويل و قد آن الاوان لاعادة النظر فيه حتى تعود الامور الى نصابها .
اولا يجب ان نعلم ان النظام يفتقر الى من يصارحه بالحقائق فالذين يخفونها عنه هم الاغلبية الساحقة فهو محتاج الى كلمة الحق ليس الا .
ثانيا يلزم ان نعرف ان الذين ينتقدون و يبينون الاختلالات ليسوا سوى جزء من هذا الشعب و لا يمكن اقصاؤهم بحال من الاحوال و إن جرأتهم على قول كلمة الحق و قدرتهم على بيان مثالب النظام و اوجه الخلل فى أدائه تؤهلهم لان يكون على رأس من يستمع لهم و يستنار برأيهم .
ثالثا علينا ان نكشف أساليب المفسدين فى محاولاتهم تملك الشرعية و استبعاد كلمة الاصلاح :فهم يقصرون مفهوم الدولة على السلطة التنفيذية و هي دنيا مكونات الدولة و هدفهم ببساطة شديدة ان يحيطوا فسادهم بهالات من القدسية و الشرعية تعصمهم من الزلل و تجعل من سواهم مجرد معاول هدم يجب تشويهها و عزلها .
حين ينتقد مواطن دولة المال العام بين المفسدين يتم تصنيفه معارضا للدولة يستحق ان تفصل المقصلة رأسه عن جسده .
و من منطلق هذا التصنيف نجح المفسدون فى اقصاء اصحاب الضمائر الحرة و صنفوهم على انهم لا يستحقون على الاقل الاستماع الى أصواتهم .
من هنا نشات ثنائية المعارضة و الموالاة و بشكل مشوه تمت تصنيف المعارضين بصفتهم اعداء يجب التخلص منهم .
و خلال النظام القائم اختلطت الموالاة بالمعارضة فهل فطن المعارضون للوقيعة بهم و عملوا على تصحيح المفاهيم ام ان رأس النظام عمل على إعادة ترتيب الامور بشكل ينصف اصحاب الحق و يعيد لهم مكانتهم التى انتزعها منهم المفسدون و المطبلون لهم ؟.
محمدالمهدي صاليحي