هل إحراجا للرئيس أم تمكينا للفساد أم هما مجتمعين ؟.

فى خطاب اعلان ترشحه من مدينة الشانتيه عاصمة مقاطعة بومديد تعهد المرشح حينها لرئاسة موريتانيا سنة 2019 السيد محمد ولد الغزواني بالمساواة بين كافة انحاء الوطن محددا ان بومديد لن ينال فى عهده إلا الحصة التى تناسبه بالمقارنة مع باقى نقاط الوطن ثم تقلد الرجل منصبه رئيسا للبلاد مع تجديد التعليمات للمقربين منه اجتماعيا بالابتعاد عن الواجهة و بعدم استغلال النفوذ .
إلا أن وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية سجلت تجاوزات خطيرة فى هذا المجال حيرتها بمستوى فرض التساؤل عن العوامل التي أدت الي حدوثها .
و إثر تدقيق فى عينات من التجاوزات رجحت الوكالة احتمالين أساسين :
أولهما عدم تقيد أهم المقربين من هرم السلطة بالتعليمات و التعهدات التي صدرت من السيد رئيس الجمهورية مما تسبب فى تداول اسماء بعينها فى قضايا ذات تأثير وطني كبير هل فعلا تاكد ضلوعهم فيها ام انها شكاو تحتاج التنقيح للتأكد من المتسببين الفعليين .
أما ثاني الاسباب فيعود الى ادوار تلعبها جهات ادارية و سياسية مسؤولة عن تسيير الشأن العام فى البلد .
امثلة من التجاوزات .
١-تقدم أحد المنتمين للوسط الاجتماعي لهرم السلطة لشغل منصب عمدة كيفه خلال الانتخابات الاخيرة و رغم ما اشيع من حمله لجنسية بلد اوربي و إقامته فيه و ضعف شعبيته فقد قرر حزب الدولة تبني ترشحه و دعمه بدرجة فاقت التقديرات المنتظرة فقد اصبحت كيفه يومها مركزا للحكومة تواجد فيها الوزراء و رجال الاعمال و بذلوا فوق طاقتهم لانجاح مرشح يستحيل نجاحه مما عفر وجه السلطة و هزمها امام ارادة شعب مرد على الفوز على اية سلطة فكرت في لي ذراعه .
لم يقف الامر عند هذا الحد فقد تم تعينه فى ميناء تانيت الذى يشكل خزانا لتقسيم الرواتب و الامتيازات الكبيرة .فما الداعى لكل هذه التضحيات و المكافآت ان لم يكن تنسم روائح قمة السلطة .
٢-كما تقدم احد المنتمين للوسط الاجتماعي لهرم السلطة لاعادة شغل منصب نائب بومديد و بالمقابل قدم ثلاثة من أطر المقاطعة ملفات منافسة قرر حزب الدولة استبعادها و اعتماد الملف الاول رغم الغبن الواضح و المتكرر لمن يمثلهم حاملو الملفات الثلاثة الاخري و الذين تكالبت الجهود السياسية و الادارية على حرمانهم حتى من اصواتهم الشخصية .
و كان من الوارد ان يتدخل رأس السلطة بعد توجيه نداءات متكررة اليه ليبت فى الامر دون ان يفعل مما نشأ عنه تكون جسيم محيط بالنائب الذى تم انتخابه تفرد ذلك الجسيم بالمزايا و التعيينات دون كافة شعب المقاطعة فى نوع من المكافأة يكرس اشتراط الحذو حذو جهة واحدة كي يستفيد من ألفوا لعق الاصابع و تفيأ ظلال غيرهم .
هذان مثالان يكفياننا عنت تتبع لائحة طويلة من التعيينات من ضمنها ما تم باسماء مستعارة و فى وظائف كان تم تنحيته منها تحت طائلة فساد او عجز و عدم كفاءة …
عينات من التسيير الاداري المخل .
١-منذ أكثر من سنتين تمت برمجة احياء مدينة كيفه وفق نظام تفويج يسهل الاستفادة من خدمات الكهرباء . و وفق هذا النظام استفادت الاحياء الجنوبية و الجنوبية الشرقية من خدمات مولد الكهرباء الذى كان يغطى الخدمة الكهربائية فى عامة المدينة ليتم تخصيصه لهذا الجانب من المدينة مما مكن من شبه استمرار التيار الكهربائي الا فى اوقات الذروة التي لا تتجاوز ساعة او ساعتين من وقت ما قبل القيلولة اي مدة طهي المخابز للخبز و هو ما يترتب عليه ثبات برنامج تشغيل الكهرباء فى أحياء تضم كافة المجموعات التى تنتمى قبليا لوسط هرم السلطة .
و بالمقابل تعانى كافة احياء المدينة الاخرى من تكرار الانقطاعات و طول مددها و اضطراب توقيتاتها بما فى ذلك مركز استطباب كيفه .
٢-لم يقف الامر عند الكهرباء و انما طال ميدان المياه حيث تم تحييد مسار مياه امبيقير عن مساره الاصل بحيث اشتق منه انبوب قطره ثلاث مائة و خمسون سم تم ربطه بالانبوب الواقع فى حي النزاهة الواقع اصلا فى منحدر تتجمع فيه مياه اغلب باقى نقاط المدينة حين يتوقف الضخ .
و دون الخوض فى تفاصيل أكثر تستنكر وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية هذه الأنماط من التسيير للضرر المحقق الذى تلحقه بهرم السلطة : إن حجم الذى يشكوه أغلب السكان الكبير يؤلبهم على السلطة و يزيد في حنقهم عليها حين يعايشون غبنا جليا لصالح فئة من المتساكنين على حساب فئات أخرى .
فهل يحمل من خططوا لهذا الوضع ضغينة ضد هرم السلطة تجعلهم يظهرون حيفا كبيرا لصالح مقربين منه ضد غالبية الشعب ؟ ام أنهم يعملون على نشر الفساد فى وسط هرم السلطة ليتخذوه وسيلة ضغط تحمي فسادهم هم .
إن حقيقة الحديث عن هذه الممارسات الخطيرة و التى ملأت صفحات التواصل الاجتماعي و لم تعد سرا يمكن التستر عليه رغم ان التستر لا يحل لغزا اصبح يهدد بقاء كيان أوشك ان يعترف على نفسه: انا المذنب انا المجرم :خذوني .
فعلا لم يتغير فى بومديد خلال رئاسة غزوانى شيء بالمقارنة مع باقي جهات الوطن ..
كلما تغير فيه هو حصر المنافع باسمه بأيدي قلة من الافراد أغلبهم من غير وسط الرئيس الاجتماعي فهل تسبب وضعهم انفسهم تحت خدمة التوقيع عند اللاقتضاء التي رفضها غيرهم بمن فيهم مقربون اجتماعيا لهرم السلطة -تسبب فى شغلهم الحديقة الخلفية لمن يفتاتون على السلطة بعلمها او من دون علمها .
و هل يكف الرئيس ايد عبثت و تعبث بوطن لا يمنع ساكنته من العبث به الا ظنها أن الرئيس لا علم له بما يهدده من فساد …

محمدالمهدي ولد صاليحي .

اظهر المزيد