البرنامج الاستعجالي نسف للسياسات الحكومية : بومديد مثالا .


تم منذ اربعة شهور عقد مشاورات جهوية افرزت خططا و اجراءات ظهرت مخرجاتها مؤخرا ليتم عرضها خلال الاسبوع الجاري كخطط مقسمة بين :
١-خطط قيد الانجاز .
٢-تدخلات مبرمجة فى سنة 2025-2026 .
٣-تدخلات مبرمجة فى سنة 1026-2027 .
و حسب الجهات المعنية فإن هذه التدخلات ستتم بالتوازي مع الخطط الحكومية الاخري إلا انها تمتاز عنها بالتقيد الصارم بالمرحلة الاولي من هذه التدخلات مع امكانية إجراء مراجعات للمرحلتين الثانية و الثالثة .
و تتشكل المرحلة الاولى قيد الانجاز من مشاريع كانت قيد التنفيذ إلا انها عانت من تعثرات مالية يبدو ان الاموال المرصودة للخطة الاستعجالية ستمكنها من تجاوزها .
و هنا تلفت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية انتباه الجهات المعنية الى ضرورة التحقق من اسباب التعثر التى أزالتها بالفعل أموال الخطة الاستعجالية هل ذلك يعنى بالفعل تعقيدا في الاجراءات المالية منع من انسيابية الانجاز أم ان مفسدين سلكوا بالميزانيات سبلا فجاجا يتحتم التدقيق فيها حتى لا تكون الخطة الاستعجالية وسيلة لتبييض الفساد .
إن تزامن صرف اموال الشعب من مصدرين لتمويل منشأة معينة لا يمكن ان يضاعف تكاليف هذه المنشأة و إنما يتحتم ان يقتصر على تسهيل إجراءات التمويل ليس إلا على أن يتم تحويل المخصصات التى تعثر استخدامها الى غايات تنموية جديدة .
و بالعودة الى الخطة الاستعجالية فإن هذه الخطة لا يمكن ان تشكل تراجعا عن الخطط الحكومية المتبعة ناهيك عن ان تناقضها .
لقد قدم نائب كيفه الموقر محمدمحمود ولد الغوث ملاحظة قيمة حظيت باهتمام الجهات المعنية أثناء عرضها للبرنامج الاستعجالي بين خلالها وجود غبن واضح متمثل فى كهربة او انشاءات مدرسية او صحية او حفر آبار ارتوازية لصالح “انبارات او اخيام” فى حين توجد تجمعات سكانية كبيرة دون أية استفادة .
و هي الملاحظات التي تعززت بتعدد المنشآت غير المحتاج اليها أصلا فى بلدات معينة فى الوقت الذى تم تجاهل بلدات أخرى تعاني بشكل تجاوز الحدود : ففي الوقت الذى توجد مدارس تؤجر مساكن لمزاولة التدريس داخلها و أخرى تزاول التدريس تحت ظلال الاشجار و ما شاكلها يركم البرنامج الاستعجالي بناء الفصول لصالح بلدات مجهولة على الخريطة و أخرى لا تحتاجها او لا تستحقها اصلا .
إن المتتبع للمنشآت و كذا الخطط المقررة فى البرنامج الاستعجالي يلاحظ بشكل واضح تناقضها مع سياسة التقري العشوائي التى تحاربها الحكومة ؛ كما سيتأكد انها مجرد استجابات ساذجة لتعهدات قدمها منتخبو المرحلة لجلب شرذمة من ناخبين قبلوا استغلالهم فى عمليات تصويت تم فيها تعويض مسجلين عجز المنتخبون عن احضارهم و تم تعويضهم بالتعاون مع رؤساء مكاتب مرتشين للتصويت بدلا عنهم و هو ما يظهر من وجود اسماء بلدات و اماكن وهمية تضمنها البرنامج الاستعجالي دون ان يفك طلاسمها .
مقاطعة بومديد تضرب الرقم القياسي .
كانت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية قد قدمت تقارير استقصائية بينت خلالها الاهمية القصوي التي تحتلها مقاطعة بومدبد و الوضعية الاستثنائية للثروتين الزراعية و الحيوانية التين تتمتع بهما بامتياز ناهيك عن المكانة الاقتصادية الكبيرة للمقاطعة .
و بكل اختصار تمثل مقاطعة بومديد واسطة عقد موريتانيا عبر موقعها الجغرافي الذى يشكل همزة الوصل بين جهات البلاد المختلفة و بالتالي بوابة و معبرا يصل افريقيا الشمالية بافريقيا الجنوبية عبر طريق تججكه-كيفه و كيفه-كيدماقه و كيفه-طريق الامل . و لو أنه تم تعبيد طريق بومديد-تامشكط لاكتملت لمقاطعة بومديد صفة همزة الوصل و واسطة العقد و الممر السريع الرابط بين جهات الوطن جميعها و بالتالى تحقيق حلم الطريق الكبير الرابط بين الشمال و الجنوب باوسع مفاهيم الجنوب و الشمال .
و بالتأكيد فإن الخصائص البيئية و الجغرافية و حجم مخزون المياه و مستوى المؤهلات الزراعية و التنمية الحيوانية لمقاطعة بومديد إضافة الى كنوزها السياحية … تمكنها مجتمعة و مفردة من لعب دور أساس فى تنمية البلاد ناهيك عن نهضة المقاطعة محليا .
و لكن عوامل سياسية محضة حرمت المقاطعة من لعب الدور المنتظر لها تمثلت فى رغبة متصدري شأنها السياسي فى إبقائها على حالة التردي التى وصلتها حتى تظل عاجزة عن الخروج على الطوق . فمنذ بداية التسعينات تسلل أفراد تحت غطاء حزب الدولة الى مقاعد تسيير المقاطعة خلسة قبل أن يتمكنوا من توارثها عبر معادلات مرتكزها الاساس تفقير المنطقة و ابعاد كفاءاتها عن مراكز القرار و محاولة التعويض عنهم بثلة من المرتزقة و جياع شهوات البطون و الفروج و المتاع الزهيد مقابل استغلال تلك المقاعد فى استثمارات شخصية مكنتهم
من اتخاذ ساكنة المقاطعة مجرد خزان انتخابي يتم شراء أصواته بدراهم قليلة و وعود لمن لا يستحقون بما لا يملكه من يعدونهم فى استهتار واضح بالامن و السلم الاجتماعيين لساكنة لن ينجحوا فى الاستمرار في ضرب بعضها ببعض .


بلدات وهمية او اسماء مستعارة .
يظهر بوضوح في مقررات الخطة الاستعجالية لمقاطعة بومديد وجود اسماء وهمية لبلدات لا توجد على خارطة المقاطعة كشنقيطى و الكوز فى بلدية بومديد حيث تقرر بناء اربع حجرات في البلدتين الوهميتين و تجهيز بئر ارتوازية فى الكوز و كذلك بلدة اهل وكالو الوهمية المقرر حفر بئر ارتوازية فيها .
و قد اخترع البرنامج الاستعجالي بلدة وهمية أضافها لبلدية لفطح باسم المدينة المنورة قرر حفر بئر فيها و توسعة شبكة الوهم اليها !!.
و قد تميزت تدخلات البرنامج الاستعجالي فى بلدية احسى الطين باسماء بلدات وهمية غاية فى الغرابة كاقورط الويروارة الذى قرر بناء حجرتين دراسيتين فيه لتدريس أقسام و شعب التفنن فى المغالطات و اختراع مبررات الصرف هل للاستغلال فعلا في أماكن أخرى ام لمجرد تبرير الصرف !! .
أسماء على غير مسمى و بلدات خلاء .
يشهد جميع سكان بلدية بومديد ان الابار الارتوزية التى تم خفرها فى المطراح و تبادى و كنديكه و التي تم تجهيزها قد أقيمت فى بلدات لا يسكنها سوى الذئاب و شياطين الجن ليس إلا حصرا و قصرا و قد شكل حفرها إحياء لموات من الارض محل نزاعات قبلية لم يكن من الوارد إذاكاؤها و لا تأجيجها خاصة فى دولة تسعى الى رأب الصدع بين مكونات بشرية مهددة بالعودة الى الممارسات القبلية .
كما أن مد شبكة الكهرباء الى لبحيرية التى لا يسكنها هي الاخرى غير هوام الطير و مخيمات الجن و ضيوف الحيوانات المفترسة أمر مستغرب كذلك !!.
ميزان مختل و اجراءات غير محددة .
تشكل عبارة فك العزلة قمة الابهام فى طبيعة الاجراءات المقررة لصالح البلدات المنصوصة كما يمثل تقرير بناء اثني عشر حجرة دراسية فى زاوية واحدة تخبطا واضحا هدفه غير مفهوم و غير مبرر .
ساكنة و بلدات و انشطة تم تجاهلها أصلا .
يعرف كل سكان مقاطعة بومديد حجم الاهمية الزراعية و التنموية لمنطقتي أوكار و الباطن و خاصة باطن اتويميرت الحمرة و ام لخشب المشهود لهما بجودة المحاصيل الزراعية و التنمية الحيوانية . كما يشهد الجميع ان جزء منطقة اوكار التابع لمقاطعة بومديد هو وحده الذى ما يزال يتسبب فى الوفيات البشرية بالعطش و بالضياع عبر المهامه دون امكان اي اتصال و لو كان السكان لا يغيبهم سوي قمة مرتفعات رملية او وهادها . و قد استجابت اللجنة المشرفة على البرنامج الاستعجالي لضرورة التغلب على هذه النواقص فهل ستتمكن من ذلك فعلا ؟.
ضرورة استكمال اللجنة الجهوية .
تحدد المادة رقم سبعة من المقرر 522 المتعلق بانشاء آلية الاشراف و المتابعة للبرنامج الاولوي لتعميم النفاذ الى الخدمات الاساسية للتنية المحلية تحدد بالنص : يمكن للجنة الفنية الاستعانة بأي شخص او جهة ذات كفاءة فنية مطلوبة لتنفيذ البرنامج ،و يمكنها من ضمنها انشاء لجان فرعية و الاستعانة بخبرات خارجية بما فى ذلك اكتتاب استشاري .
لقد بين حجم الاختلالات و الثغرات ضرورة التحقق من مسار الخطة الاستعجالية و التدقيق فى مقرراتها و فى مدي تطابقها مع التنمية المحلية المرجوة من هذا البرنامج الاستعجالي و من دون ذلك ستجانب الخطة الصواب جملة و تفصيلا .
و ان تخصيص 5،4 مليار اوقية لمقاطعة بومديد من أصل ثلاث و ثلاثين مليارا من الاوقية لولاية لعصابه و ان كان نسبيا غير مقبول فإنه عمليا قادر على تلافى اسباب تخلف المقاطعة عن الركب و قد يمكنها -اذا تم تسييره بشفافية و حسب اولويات المقاطعة ان ينتشلها من الوضع المزري الذى يعيشه”الذيب المظنونه اعليه الشبعه” كي ينتهى من التضور جوعا و غبنا و تهميشا لان قلة ملكت امره اكلت خيراته و لم تتخذه وطنا مما سوغ و برر نكبة “بومديد” قديما الى خزان ماء تشتري به ملكية الارض و ملكية الاصوات و كسب المقاعد ظلما و جورا و حيفا على من يعود لهم الفضل أصلا فى تأهيل منطقة كانت ملاذا للسباع و النمور …و غيرهما من المفترسات لتصبح بلدا يقوده ضيوفه يجرون أهله بحبال النفوذ و السلطة و هم يرسفون فى اغلال الحاجة و الفاقة و الفقر بواسطة سماسرة الاصوات و تلفيق نتائج الاقتراع فهل نفيق من غفوتنا التي يبدو انها بدات تطول و و تتمطي دقائقها .

محمدالمهدي ولد صاليحي .

اظهر المزيد