فقاعة حبوب الهلوسة

أعلنت الحكومة الموريتانية عبر كافة وسائل إعلامها الرسمي منه و غير الرسمي و بالصوت و الصورة عن عملية نوعية تمكن خلالها الدرك الوطني من سحب كميات هائلة من حبوب الهلوسة و ما فى معناها كانت مخزنة بين أحياء ساكنة انواكشوط. و قد رحبت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية بالخبر و افتخرت بعمل الدرك الوطني قبل أن يسوءها الحديث عن منتخبين يدخلون على الخط …
تنبه الوكالة الى أمور خطيرة جدا :
١-كشف العملية عن حجم الاستهلاك و مدي تغلغله فى أوساط البلد مما يفيد بكل سهولة استنتاج مدي تستر الحكومة و تقاعسها عن مكافحة الجريمة المنظمة
٢-إن عمل الدرك ليس اكثر بركة من عمل الشرطة فقد كشفت هي الاخري طرفا خطيرا من هذا الملف و انتهي بملفات لبعض أفراد الفرقة نقطة نهاية السطر .
٣-لقد عودتنا حكومات العشريتين على كشف ملفات كفتن آخر الزمن ينسي آخرها أولها تظهرها كلما أرادت أن نتجاوز ملفا استعصى تجاوزه كملف الهجرة و التعدين الاهلي و غيرهما من مستعصيات الفترة الاخيرة .
٤-لقد بين هذا الملف أشياء خطيرة :
أولا لقد تبين ان كشف الملف جاء إثر خبر من جيهة خارجية مما يشى بأن ما تم من تجاوب قد يكون تحت قوة ضغط الجهة مصدر الخبر مما يفيد منطقيا أن ما يتم داخل البلاد لا رقيب عليه و لا حسيب .
ثانيا إن وجود طرف في الملف لا تربطه به إلا صلة السمسرة يفيد بوضوح أن حجم وسطاء التهريب وغيره من الجرائم أصبح رقما قياسيا و أن المنشغلين به أصبحوا هيئة معروفة العناوين يكفى الاتصال بها حين الاقتضاء .
ثالثا إن وجود أفراد تربطهم صلات قرابة بهرم السلطة فى كل المشاكل و الجرائم و الفتن و ما الى ذلك من امور يفيد أمرين خطيرين :
-علاقة هرم السلطة بأمور يتحتم بعده منها سواء اطلعت على ذاك ام لم تطلع عليه .
-شيوع وجود مسهلين و وسطاء ينتسبون لهرم السلطة مما يعنى شيوع استغلال النفوذ و لو بين غير المأذونين بذلك .
لقد اتضح للجميع حجم الفساد الذى ينخر نظاما تمر المحرمات من كل منافذه و توزع داخله و تعلن أعلى سلطة فيه و بكل وقاحة أنها على علم بحجم الجريمة المنظمة و تنعت بالاصابع من يمارسونها دون خجل و لا تحرك ساكنا : فما الحاجة الى سلطة تنفيذية تمتنع عن اداء مهامها ؟ و ما الفائدة من أجهزة بعضها يمرر و البعض الآخر لا يتحرك إلا بضغوط من ثقل أجنبي ؟ و ما ضرورة تدجين شعب بكامله لسلطة أعدائه و لعب دور الحارس الامين لمن يحاربونه فى كل شيء حتى فى سلامة عقوله .
أف لسلطة تنظم تدمير مجتمع تدعى انها وجدت لخدمته فى حين تقف دون تطبيق حدود الله فى من يحاربون الله و رسوله …لقد اعتبر القرءان الجريمة المنظمة حربا لله و لرسوله بيانا لسعي أصحابها الى تدمير خلق الله و إيذائه .لا اطالب اي سلطة بالقيام باللازم و لكننى أطلب منهم أن يكفوا أيديهم عن شعب لا يلحق اي ضرر بأي فرد منه إلا إثر فعل عمومي أو من سلطة عمومية .

اظهر المزيد