*حتي لا نظل نكذب علي أنفسنا*
لا مصلحة للنظام في أن يقصي بيرام و لا غيره من الحوار ، إذا التزموا بأدبيات الاختلاف و تخلوا عن عقلية ابتزاز النظام و تهييج العامية عن طريق التحدي ، و إفهامها كذبا أنهم يمكن أن يكونوا فوق القانون أو أندادا محتملين للنظام ..
*و تسامح النظام مع هذا السلوك كان خطأ فادحا ، جعلنا نصحو كل يوم على بيرام جديد* !
لقد سمعتم جميعا كلام النائب خالي ديالو في بلجيكا ، الذي كان معناه : “نحن” (هم طبعا) ، من نضمن استمرار مصالحكم و نفوذكم و انتشار ثقافتكم و معتقداتكم في مستعمرة موريتانيا ، فساعدونا على تولي قيادتها ، بدل هؤلاء المتنكرين لسيادتكم ، المتمسكين بثقافتهم و دينهم : هذا هو معنى ما قاله هذا النائب البرلماني عن ما يدعي أنه بلده !!
*لا يمكن أن نظل نكرم أعداء الوطن بالمناصب السامية و الامتيازات الخاصة لتمكينهم من الإساءة إلينا و إلى وطننا* !!
ماذا تتوقعون أن يحدث لو أخرجنا بيرام و خالي جالو غدا من البرلمان بسبب إساءاتهم إلى الوطن و عمالتهم للخارج !؟
بماذا يستطيع أن يهددنا أي من هؤلاء ؟
بماذا يستطيع أن يهددنا أي ممن يعملون لصالحهم ضد الوطن ؟
من يحركون و يحرضون هذه الخلايا المأجورة ، المكلفة بتسميم الساحة في البلد و تشويه سمعة موريتانيا ، ليسوا أكثر من عناوين فارغة تابعة لدوائر صهيونية ، تصنع من كل حبة قبة ، لا تُوَّاجَهُ إلا بردع عملائها بأعلى درجات الصرامة :
# لا يمكن أن يظهر أمثال بيرام و تيام صامبا و خالي ديالو في السنغال ..
# لا يمكن أن يعيش أمثالهم نصف ساعة في المغرب ..
# لا يمكن أن يفكر أمثالهم لحظة في العودة إلى الحزائر …
فلماذا نحن !؟
# الفولان يُقتلون على الهوية في مالي و النيجر و بوركينافاسو ، فلا يجدون لإيوائهم غير موريتانيا و بعشرات آلاف الشيوخ و النساء و الأطفال ، ليطلق تيام صامبا و بيرام على موريتانيا “دولة الآبارتايد” و لا تستطيع أن تسمع من أي منهم أي كلمة إساءة إلى مالي أو النيجر أو بوركينافاسو !؟
لمن لا يفهمون هذا اللغز المُحيِّر فعلا ، أقول لهم بكل وضوح ، لأن هذه الأصوات المأجورة تنفذ أجندة صهيونية لا توجد أي من هذه الدول على خارطة عدائها ، هذا كل الحقيقة بكل بساطة ..
بيرام و افلام و باقي مجرة التسكع على الأرصفة الغربية ، لا يريدون أي حوار ، لأن ليس لديهم ما يقدمونه فيه .. لأنهم ليسوا رجال حوار .. لأنهم ليسوا أصحاب قضية .. لأن أجنداتهم أحوج إلى رفض أي حوار من المشاركة فيه ..
و هذه مشكلة النظام لا مشكلة الرئيس : على وزارة الداخلية أن تنظم الحوار بما يؤكد قوة الدولة و سيادتها و مسؤوليتها و خضوع الجميع لقوانينها و توجيهاتها و احترام الجميع لشرعيتها و مكانتها ..
# *على الرئيس غزواني* أن يمسك كل الأمور بيده ، عن طريق فريق عمل مصغر و سري (خارج النظم و التعيينات) ، يضع أمامه كل الحقائق في تقارير سرية موجزة و يقدم له حلولا (يأخذ ببعضها و يستأنس ببعض ، في اتخاذ قراراته) ..
كل الحلول التقليدية في هذا المجال ، مثل تعيين هذا أو تكليف ذلك أو تعديل وزاري ، لن تساهم إلا في تضخيم الفاتورة و تعقيد الحلول !!
ـ التعديلات الوزارية يجب أن تكون عملا يوميا : كل فشل في أي قطاع ، يتم اكتشافه في أي لحظة ، تتم إقالة الوزير و كل طاقمه (إلا من أخبر عنه و ساهم في كشفه) ..
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو إنشاء نظام موازي ، بخفة و جاهزية حرب العصابات ، ضد عصابات الفساد و عملاء الفتنة المأجورين .!
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو إعلان الساعة صفر في الانقلاب على نظام الفساد و الاستهتار و العبث بالقيم الجمهورية . و أن يفعلها في سرية كاملة ، حتى لا تتحول الأمور إلى فوضى و سوقا مفتوحا لإعلام تصفية الحسابات و شائعات ذباب الملتيميديا ..
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هم رجالا مؤتمنين ، يفهمون أننا أمام حالة مرضية تراكمية ، ضاربة في الأعماق ، يجب علاج أصحابها لا قتلهم : أسوأ ما يضر برنامج الرئيس اليوم ، هو تحمس المتزلفين الزائد و إطلاق أياديهم ليثبتوا للرئيس أن الشعب هو المشكلة لا هم ..
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو مد جسور التواصل مع زعماء المعارضة الوطنية الشرفاء ؛ ولد داداه و مسعود و ولد مولود ، بما يعيدهم إلى الساحة بقوة الشرعية و الجدارة و الأحقية ، لخلق مناخ سياسي مسؤول يساهم في حل مشاكل الوطن لا تعقيدها : يحق للجميع أن يعارض النظام لكن لا يحق لأي أحد أن يعارض الوطن ..
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو معالجة ما تركته الأنظمة السابقة المستهترة ، من ميوعة الساحة و فوضى مناخ الاستقرار ، على مستوى الأحزاب و الصحافة و المنظمات غير الحكومية : هذه ليست أحزاب .. هذه ليست جرائد و لا مواقع .. هذه ليست منظمات : لا يمكن أن نُصلحَ أي شيء في هذا البلد ما لم يفهم الجميع أن لكل شيء ضوابط و معايير لا بد أن يلتزم بها الجميع !!
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو إفهام الإدارة أنها أصبحت تحت رقابة مجهرية ، تجعل كل موظف مدان حتى تثبت براءته : لقد كنا نفهم أن نقطة ضعف البلد في خطورة الهجرة السرية تكمن في ارتشاء وكلاء الحالة المدنية و حرس الحدود أكثر من أي شيء آخر ، كما أثبتت الأيام بالضبط !!
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو أن يدير الظهر للجميع و يدير القانون في وجه الجميع ..
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو أن لا يكلف أيًا كان بأي وظيفة قبل أن يسأله : هل تعرف مشاكلها؟ هل تستطيع حلها ؟
من دون هذا التعهد ، سيظل كل موظف يبرر فشله بصعوبة المهمة ..
# *ما يحتاجه الرئيس غزواني اليوم* ، هو أن يدرك أن كل الحلول موجودة و سهلة.. أن يتذكر أن الإنسان هو أهم ثروة و أخطر معول تدمير في الكون :
*نعم فخامة الرئيس* ، كل مشاكل بلدنا اليوم مرتبطة حصريا باختيار الإنسان !!