فضيحة مدوية سببها لحوم الأضاحي(لحوم السعودية)
بدأت صباح اليوم السبت 11 يناير، عملية نقل وتوزيع لحوم الأضاحي المهداة من السعودية.
في الساعات الأولى من اليوم بدأ تنفيذ سيناريو يقضي بتوزيع عدة آلاف من لحوم الأضاحي المجمعة على أئمة المساجد والوجهاء والمعاقين، وهنا ساختصر على مشاهداتي، في بعض مقاطعات العاصمة وخاصة مقاطعي توجنين بولاية انواكشوط الشمالية والسبخة بالولاية الغربية.
في السبخة هناك فوضى عارمة بقيادة عناصر الامن، نظرا لدورهم المزدوج، فهم مسؤولون عن الأمن و الانضباط و في نفس الوقت هم المستفيد الأول من عملية توزيع هذه اللحوم ، حيث تراهم يفرغون أكياس اللحوم في خنشات لاخراجها دون احراج ودون أن تلفت انتباه المواطنين المعوقين الذين جاؤوا للحصول على حصصهم ، وبهذا يكونون المنافس الأول للمستفيدين هم و عناصر الشرطة، و هم المتسبب الأول في الفوضى ، ليبقى المواطن المعاق و المسجل و كذا المريض هم الضحية ، كل هذا على مرأى ومسمع من المسؤولين السامين، ولدينا مشاهد مصورة من هنا هناك توثق بعض هذه الحالة سننشرها لاحقا.
هناك أيضا تجاوز قانوني ينم عن تواطئ السلطات مع جهات بعينها على حساب جهات أخرى، دون مبرر قانوني، فمثلا يتم إقصاء منظمات المعاقين غير المنخرطة في اتحادية منظمات المعاقين، رغم أن هذه الأخيرة غير مرخصة بموجب القانون 2021/004 المنشئ للمنظمات، ضف إلى ذلك أن غالبية المنظمات المناسبة لهذه الاتحادية فاقد للكثير من الشروط التي يفرضها القانون، ومنها على سبيل المثال : وجود مقر دائم للمنظمة، فلماذا يفرض الانتساب لاتحاد غير شرعي ؟ من منظمات غير مستوفية للشروط ؟!
أما عن توزيع اللحوم اليوم على مستوى مقاطعة توجنين، فحدث ولا حرج ! فاللعبة هنا مكشوفة، ونقل هذه اللحوم في سيارات الامن بكل أسلاكه أمر معلن، بل يتبجح به من يمارسونه و على مراى و مسمع من الجميع، مما شكل ردة فعل سلبية لدى المواطنين، حيث قامت مجموعة من المعاقين باعتراض سيارات خارجة من مباني مدرسة النائب…قبل أن يتدخل عناصر الشرطة، والطامة الكبرى حينما قامت مجموعة من الأشخاص المعاقين بوقفة أمام مقر حاكم توجنين للتنديد بهذه الممارسات المشينة، فما كان من الحاكم إلا أن استشاط غضبا وأرعد وأزبد صابا جام غضبه على الجماعة التي جاءت لتستنجد به من مثل هذه التصرفات.
هذا قليل من كثير، وغيض من فيض، وما خفي أعظم، وهنا نؤكد أننا نتوفر على توثيق مصور لهذه الأحداث لنشرها لاحقا.
إذا كانت كل هذه الفوضى والتسيب من أجل لحوم مجمدة فماذا لو كان الأمر أهم من هذا ؟!
ثم متى ستحترم السلطات العمومية شعور المواطنين وتعاملهم بقليل من الاحترام، وتفهم أن استحقار واستحمار المواطن قد ولى إلى غير رجعة.
أرى أن يتم إسناد هذه المهمة إلى جهات أخرى غير أمنية وإدارية، مثل رابطة العلماء مثلا، لرفع الحرج على الاقل عن سلطاتنا الامنية التي يبدو أنها من فئة المهمشين والمعوزين والمحتاجين … ففاقد الشيء لا يعطيه ..
*تحالف منظمات ذوي الاحتياجات الخاصة*