فليمطر بيرام بكل ما فيه من شر/سيدي علي بلعمش
يرعد و يزبد الجبان بيرام ، مهددا و متوعدا و محذرا الجميع و مشككا في نزاهة كل أبناء البلد و في عبثية الانتخابات و في قدرة البلد على ردع من يستهتر بأمنه و استقراره .!
و لن تكون لهذه الانتخابات أي أهمية مهما كانت نتائجها ، ما لم تُمَثِّل في كل أبعادها ، ردا قويا على فوضى بيرام و رهطه ، بما آن أن يفهموه للوقوف عند حدهم :
ـ أن يفهموا أن نزاهة أبناء البلد هي سر تماسكه في وجه بلطجيتهم التي أصبحت مواجهاتها على رأس أولوياته المقدسة ..
ـ أن يفهموا أن جدية الانتخابات هي التي تلفظهم في كل مرة من دون أن يفهموا أن لهذا البلد ربا يحميه و أبناء في أعلى درجات الجاهزية للدفاع عنه ، لا يتمنى لقاءهم ـ يوم تهديده ـ إلا أحمق ، لم يجرب قط شراسة غضب الأوفياء ..
ـ أن يفهموا أن اتهام اللجنة الوطنية للانتخابات ، أصبح لعبة مكشوفة و مجرد إعلان إفلاس مبكر ، يبرر الفشل بالفشل ..
لقد تجاوز هذا الطرطور كل حدود اللباقة ، متخذا هذه المناسبة (الانتخابات) التي يعرف أنها لن توصله إلى كرسي الرئاسة لو حصلت كل المعجزات (لسبب بسيط هو أن الديمقراطية لم توصل قط إلى الكرسي ، أي قزم يعادي شعبا كاملا و يُتَفِّهُ ثقافته و يتهم خيرة أبنائه) ، وسيلة لتبرير خروجه من حلبة المنافسة و الالتفاف على ما جمع من مساعدات من هنا و هناك ، في أكبر عملية نصب على من استطاع التغرير بهم من الأبرياء : يجب على السلطات أن لا تعطي بيرام هذه الفرصة و أن تكون هذه الانتخابات محرقته الأخيرة ، بكشف أدق تفاصيل حقيقته أمام كل من لا يعرفونه و من أفواه أكثر من عرفوه و صحبوه ، فكانوا ضحايا ألاعيبه الماكرة).
على مثقفي البلد أن يفهموا أنهم مخطئون في نعت الديمقراطية الموريتانية بالتخلف أو العرج أو الشذوذ ؛ إن ما تعتبرونه فوضى و تخلفا في ممارسة الديمقراطية في بلدنا لِمُخالفته لما في أمريكا و فرنسا و السويد (…)، جزء من طبيعة خبث اللعبة و هشاشة الديمقراطية و دليل على تخلفكم أنتم لا تخلف ديمقراطيتنا ؛ لأننا لسنا أمريكا و لا فرنسا و لا السويد (…) .
إذا لم تحترم نسختُنا من الديمقراطية خصوصيتَنا كشعب محافظ ، مسلم ، قبائلي و بكامل خصوصيتنا الثقافية و عاداتنا و تقاليدنا ، ستحولنا إلى عصابة بيرامية ممسوخة ، بلا مبادئ و لا أخلاق و لا ثقافة و لا هوية و لا موانع ؛ تحرق نفائس الكتب و تجعل العمالة وجهة نظر و تراضي شذوذ الغرب بتدمير ما تبقى من ثقافة هذا البلد العظيم بفقهائه و أعلامه و مجاهديه الذين حيروا العالم أجمع :
ـ الديمقراطية في أمريكا يا متطفلين على الثقافة ، لا تستجيب لغير ثقافة رعاة البقر ..
ـ الديمقراطية في فرنسا لا تستجيب لغير أكاذيب المُثُل الفرنسية المزعومة ..
ـ الديمقراطية في السويد تسمح للأب بالزواج من ابنته “إذا تراضيا” و من أخت زوجته (مثل البعض) .
السماح لبيرام بالترشح حتى لو ملأ كل الشروط الفنية للترشح ، كان – مثل دخوله البرلمان – عملا مهينا للجمهورية و لعظمة هذا الشعب : كيف يسمح المجلس الدستوري لإنسان يعادي علنا ثقافة بلد و يعادي دينه و يعادي شعبه ، بالترشح لأعلى منصب فيه !؟
و صحيح أن ترشح بيرام عمل عبثي ، لا يترتب عليه غير فشله الأكيد ، لكنه يظل ذبابة موبوءة في زجاجة اللحمة الوطنية و إهانة بعد ستين عاما من الاستقلال ، لمستوى نضج اللعبة السياسية : ترشح أمثال بيرام لا يحدث في غير مسرح الكوميديا السوداء أو غرائب قُرى الشعوب البدائة !!!
و التبجح بالمثل الديمقراطية يا حملة مشاعل الثقافة في بلدنا ، لا يفعله غير من لا يفهمون أي شيء عنها : فأين و متى كانت الديمقراطية يوما غير ممارسة إجرامية ، خارج نطاقها النظري ، حبيس الرفوف الأكاديمية المتواطئة ؟
هل التصفيق للتعري في فرنسا و منع الحجاب ديمقراطية ؟
هل عظمة أمريكا في أبو غريب و غوانتناموا ، ممارسات ديمقراطية متحضرة ؟
هل يعي مثقفونا أن أسوأ سجن في العالم هو سجن “بَلْمارش” في المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ، ذات الثمانمائة سنة من الديمقراطية ؟
هل مواقف الدول الغربية التي تتشدقون بديمقراطيتها و حريتها رغم خجلهم من أنفسهم ، المساوية في أحسن الأحوال ، بين الضحية و الجلاد في فلسطين ، هي ما يغريكم في ديمقراطيتهم المحترمة !؟
على النظام الموريتاني أن يفهم ؛
ـ أننا تحملنا إساءات هذا الطرطور التافه أكثر من اللازم..
ـ أن سمعة بلدنا لا يمكن أن تظل سلعة يعيش على ريعها بيرام بين منظمات الإجرام الصهيونية ، المعادية للعروبة و الإسلام .
ـ أن بلدنا لا يمكن أن يظل ركن خطباء هايد بارك مجانين نواكشوط : كل من يتيه فيه غاليلي آخر (Galilée) و كل خيانة فيه مجرد وجهة نظر !!!
أما من قرروا السير خلف بيرام ، فلا شك أن لا شيء في الوجود يخجلهم حتى نعيِّرهم به و إن كنا ندعو لهم فقط ـ من كل قلوبنا ـ بأن يحشرهم الله مع من أحبوا .