مهزلة رهان السعد علي حمار اللعبة الخاسر/سيدى علي بلعمش
مضحك حقا ، كلام السعد ولد لوليد عن الحرية و الديمقراطية و القانون و حقوق الإنسان و النضال و الشموخ و الكرامة الإنسانية ، ناسيا أن أعظم مواقف في حياته هو كان التلعين (من جحور إيرا) ، بأتفه لغة و بأحط درجات الخفة و اللا مسؤولية ، على من يعانق اليوم أسوأَهم و أحقرَهم و أجهلَهم و أكثرهم ازدراء للحقوق و الكرامة و كل ما يمت بصلة إلى القيم و الأخلاق.
ما أنت إلا بهلوان بارع التزحلق على حلبة الارتزاق ، حين “ترابط” ، أعزل من أرنب من مخمل ، على بساط من وهم ، تدوسه أرجل عزيز الوسخة ، باسم الشموخ و النضال و الدفاع عن قيم تُسرِجُ حَمَّارتُها غضبَ الراضي من الغنيمة بالإياب ، لا ندري أيكما سَرَّاجُها و لا أيكما سِراجُها المنير !!
مضحك أنت حين تنسى من تكون و من كان قائدك ، لتتكلم بمثل هذا العناد و الصمود و الجسارة (منهوبة المحتوى كبقية رأس مالكم المعلوم).
ثم تذكر دَينَك على الوطن أيها المقاول السياسي (و العبارة من قاموسك المأزوم) : ماذا أضفت إلى المشهد السياسي غير التطرف و العنصرية و صراخ من ضاق باعه عن حمل أي هم وطني ؟
هل تنتقم اليوم من الوطن بالتحالف مع المجرم عزيز ؟
هل تنتقم اليوم من “البيظان” بعناقك مع شيطانهم عزيز كما انتقمت من “لحراطين” بالعناق مع شيطانهم بيرام ؟
كم شيطان تحتاج في هذا البلد يا ولد لوليد لتُشفي غليلك و تُريح ضميرك المريض؟
يفوت الكثيرين اليوم (حين تحصي أملاك بيرام و تحدد مصادرها و تفاصيل دورة تبييضها بالأسماء و الأرقام)، أنك كنت هناك .. أنك كنت حاضنة مؤتمنة قبل توزيع الكعكة .. قبل أن تفهم أن بيرام سبقك بمهارات أكبر للمقاولة السياسية !!
تذكر يا ولد لوليد أنك تتكلم لغة أكبر من فمك .. أكبر من عقلك .. أكبر من مواقفك ؛ فبأي مقياس تكيل “الشموخ” حين تصف لصا تتعاوره الشتائم في الداخل و الخارج ، بـ”القائد الرمز”؟
تعلم كيف تحجز مقعدا في السياسة يا ولد لوليد .. تعلم كيف تختار أصحابك .. تذكر في كم من الزمن قطعت المسافة المحسوبة بالميلمترات ، بين بيرام و عزيز ، لتفهم أنك تدور حول نفسك .. حول أخطائك .. حول أوهامك ، سيرا إلى الوراء.
إطلاقك للكلمات على عواهنها .. ركوبك مخاطر نضال أفلسته سياسة العرض و الطلب ، حتى بدت “من هزالها كلاها” و حتى سامها و اشتراها و باعها عزيز ، لا يداعب غير تندر المستمعين من هراء تهافت أباطيلك المضحكة : “و نحن من أفنينا عمرا و فرطنا دهرا في سبيل علوية القانون و حماية الحقوق و الدفاع عن الحريات….”.. “من أجلك ياوطني و من أجل البؤساء من شعبي العزيز أخوض هذه المعركة بثبات و يقين و إيمان و شرف في وجه كل من طغى عليكم و تجبر…”
كأننا لم نكن هنا يا ولد لوليد .. كأن وراء عزيز خطيئة يمكن ارتكابها في حق هذا الوطن : مضحك أنت حين توقظ رباط ابن تاشفين على عربة حمار ، بطموح مسكون بالارتزاق و زعامة مسكون بالبخل !!