لقاء وزير الزراعة بمزارعي لعصابه
ملاحظات اساس
لم يفتتح لقاء الوزير للمزارعين في فندق البلدية باية تلاوة قرآنية كما هو المعتاد في مثل هذه اللقاءات و كانت مداخلات عمدة كيفه المساعد و مندوب الزراعة موجزتين ايجازا غير مخل حثا فيه بلغة انيقة و معاني بليغة علي المسلكيات المطلوبة من المتدخلين حتي تسير الجلسة سيرا حسنا و هو ما حصل فعلا فلم تحصل اية انزلاقات تشوش سكينتها و قد ابدع الوزير في التقديم للجلسة و في ردوده علي المتدخلين بحيث احتاط للإجابة علي الجميع بشكل انسي فيه الجمهور بعض النقاط الحرجة التي رفض الحديث عنها كسد بومديد مثلا .
و قد قسم الردود الي معلومات عن بعض جوانب الأسئلة و الي جملة طلبات سياتى الرد عليها من المندوبية ابقاء لخيوط الآمال مفتوحة حفاظا علي الاشمئزاز المعتاد من الجمهور حين يعرف أثناء اللقاء مآلات توقعاته . . . متعهدا بدراسة بعض الطلبات علي المستوى المركزي و إرسال النتائج الي المندوبية لابلاغها للمعنيين .
ملاحظات عامة علي ردود الوزير على المزارعين
يلاحظ المراقب أن انبهار الوزير بما حققه رجال أعمال مقاطعة كرو كان واضحا و جليا و قد يكون مفرطا في بعض الجوانب : فعلي سبيل المثال محاولة جعل بعض موظفي المندوبية تحت تصرف المبادرات الزراعية في كرو فيه شيء غير قليل من تماهي الوزاره مع رجال الأعمال الي حد سيصبح فيه المرفق العمومى وسيلة بيد التجار تحط عنهم مؤونة كثير من التكاليف المالية المفترض ان تكون داخلة في رؤوس أموالهم و في ذلك ظلم كبير للقطاع و لفقراء المزارعين الذين هم أولى الناس بخدماته المجانية .
و بالمناسبة فإن تدخل مشروع ابرودفي المريب الي جانب بعض رجال الأعمال في كرو دون غيره من المقاطعات يشى بالخيوط الأولى للحمة المثيرة الحاصلة بين الجهتين : المستفيدة و المتدخلة و هو الشيء الذى يعزز طلبنا من الوزير إجراء تفتيش سريع لهذا المشروع خلال مداخلتنا أمامه دون أن تحظي برد منه .
و اذا تجرأ السيد وزير الزراعه علي تفتيش هذا المشروع فلا محالة سيكشف التفتيش عن تماه شبه تام بين مفسدين محتملين و بين مندوبية الزراعة عبر موظف لغز سيتم بكشفه معرفة أسرار الفساد المعشعش في القطاع جهويا و مركزيا .
و من هنا لزم أن نفرد مندوب الزراعة الحالي بكلمة فرضتها سياقات المقال حتي لا يفهم البعض انه من بين من نشتبه بتصرفاتهم خاصة اننا اطلقنا احكاما عامة في المقال السابق علي موظفي المندوبية كان من اللازم ان نبعده عنها لاننا لم نطلع علي مقابلة الوزير له و ليس لنا حكم علي شيء لم نحضره .
ليست لي معرفة سابقة بهذا المندوب و اول ما عرفته حين تم تعيينه فى منصبه الحالي و قد لاحظت فيه خصلتين اثنتين : الصدق و المسؤولية .
و احسب انه حتى الآن لم تترك له الفرصة لإظهار ما لديه من قدرات نظرا لوضع المندوبيات في هرم القطاع : فخلال ما مضى حتي الآن ظل دور المندوبيات محصورا في متابعة انشطة تطلقها الجهات المركزية لا دخل و في كثير من الأحيان لا علم لهذه المندوبيات بها الا ما يتم استيقاؤه من معلومات من الموظف اللغز الذى يشكل العضو المحلي ضمن أعضاء لوبيات القطاع الزراعى المهيمنة عليه منذ عقود …
بعيدا عن هذه الكلمة التقييم التى فرضها الحديث عن ضرورة تفتيش في القطاع نختم القول في قضية القطاع الزراعى عبر لقاء كيفه بأنه لا ضرورة للبحث عن تدخلات من رجال الأعمال لحل بعض مشاكله و كذا مشاكل غيره لان هذه التدخلات ستكون باهظة التكاليف و سينجر عنها لا محالة الكثير من الاعباء علي المستويين العام و الخاص.