خوفا من مواجهة الحقيقة السلطة التنفيذية تستمر فى بعث و خلق بيرام

بيرام اصبح من الماضي السحيق.

لقد ثبت بالادلة و البراهين ان بيرام ليس سوى حاصل ضرب جهود بعضها للتشويش على النظام و بعضها الاخر للتمكين للنظام حيث تضافرت جهود الجميع على صناعة سكين يشحذ كل طرف طرفها الموالي لخصمه حتى تؤذيه … تتساوى فى ذلك القوى الداخلية و كذا الخارجية مما جعل عود هذه الآلة الفتاكة يشتد و يقوى في ظرف قياسي …
فأيام كان غلمان جميل و مستخدمو احمد يثيرونه ضد عزيز خبرهم من بين ظهرانيهم و عرفهم عن قرب …
و حين استوى لعزيز عود معارضيه و استغلظ سحب اليه بيرام ليشغل الناس بمحرقة حضرها و صورها تلفزيون حكومته ثم مزق المصاحف في المساجد …فأذكي بذلك صراعا عنصريا مقيتا زاد فيه بتزكيته للترشح لمنصب رئيس لجمهورية أضغاث الأحلام .
و قبل هذا و ذك و أثناءه استغل اسياد بيرام الاجانب البيئة التي تهيأت لمستخدمهم فجعلوا منه عينا و أذنا على كل ما يجري فى البلاد فلعب دور ابن ملجم بامتياز : يتحسس كل جرح لينكأه و يستغل كل موقف بريء ليلغمه و يصنع من كل شاردة او واردة مصنع متفجرات يذكي من خلالها الفجوات القائمة بين مجتمع أغلبه مستغل ببشاعة من قلة من القطط التي سمنتها انظمة الفساد عبر امتداداتها المتتالية و الممدودة من اصولها الاستعمارية التي ما زالت تتجذر و تنمو و تستفحل حتى كتابة هذه السطور ..
لقد كشف الدارسون و المدونون و الصحفيون و المخبرون و الرسميون و عامة الشعب و من مع بيرام و من هو ضده و من انسحب عنه و من سحب منه … ملفات بيرام حتى لم يعد فيها متردم يمكن الحديث عنه و حتى قطعت الطريق على كل متوهم فأصبحت صفات بيرام معروفة معرفة اليقين الذي لا يماري فيه أي ممار بعد الصور و التسجيلات الموثقة لارتباط بيرام بالكنيسة و تعميدها له …
و قد أفاض أحد العارفين مؤخرا فى تفكيك ما خفي من ارتباط بيرام باليهودية العالمية من خلال تتبع دقيق لتسجيلاته الصوتية و ارتباطها بالمناسبات اليهودية ثم خلص الى بيان رموز و شعارات و تسميات انشطته فهل بعد هذا يبقى مجال للاستمرار فى التجاوز عن هذا الكم الهائل من المعلومات حول بيرام و محاولة تجاهلها و القفز عليها و محاولة الاستمرار فى التعامل معه كشخص طبيعي تغفر خطاياه و تشغل الناس عنها ليتم منحه تخويلا مفتوحا للتنقل داخل البلاد سنة بكاملها جاس خلالها جميع القري و الاحياء على طول موريتانيا و عرضها فى حملة من التوصيفات العنصرية البذيئة لشعب بأكمله دون حق الرد على الاقل …
ان السلطات التنفيذية التى رعت تلك الجولات ثم توجتها بتزكيته للترشح للرئاسة تلعب نفس الدور الذى لعبه اسلافها و تسير على نفس الطريق : التغاضي عن التدمير المستمر للسلم الاجتماعي و الفتك الممنهج ببنية و وحدة و كيان بلاد السيبه مقابل صناعة وسيلة تخويف للشعب من الخروج على طاعة تلك السلطات التنفيذية التى لم يعد أمامها من ملاذ يخضع المستضعفين فى الارض لسلطتها إلا تخويفهم من تقوية بيرام متناسين أن بنات السيبه أنجبن رجالا أكفاء غير بيرام و من يرعون بيرام و ان عامة الشعب لم يعد يهتم لا ببيرام و لا بمن يوقدون شماعة بيرام التي أطفأها الزمن …
إن حزب النسافة الذى يصر على قيس حكام بلاد السيبه على ميزأنه المعطوب و الذى لا تتجاوز طاقة وزنه زنة بيرام و مقدارها الخفيف خفة النقير و القطمير …
إن سلطات هذا الحزب تجازف ببلد بكامله من خلال لعبة مكشوفة لم تعد تنطلي على “اميس كنبس” …
لقد اصبح بيرام كلمة ينفر منها الأقربون منه قبل الأباعد و لم يعد مقنعأ وضع النظام يديه على قلب شعب يعرف جيدا أن مصدر مخاوفه هو الاستمرار فى الدوران حول حلقة بيرام لاخفاء مصدر خوفه الحقيقي و هو امتناع النظام عن مواجهة اسباب الخوف الحقيقية المتمثلة فى تدوير الفساد و المفسدين …
فليس بيرام الذى سلم مقدرات البلاد لحفنة من المفسدين تتستر وراء الصلة بالنظام او تأييد النظام .
ليس بيرام الذى رفع اثمان قوت المستضعفين اليومي و لا الذي افسد القطاعات الحكومية و افشل مشاريعها الوهمية …
ليس بيرام من اطلق العنان للفساد و للمفسدين يعيثون فى الارض فسادا عبر صفقات التراضي و التسيير الزبوني لمؤسسات الدولة و لشركاتها التى حتى اسماؤها اختفت بعد ان اختفت خدماتها …
إن انتشار السيبه و اختفاء الدولة هما الخطران اللذان يتهددان كيان بلد لن يستمر سباته إلا حين تزول قشعريرة الاستعباد عن من يظن الناس انهم احرار فى حين انهم هم حقيقة المستعبدون من طرف عبيد الاستعمار و من سار سيرهم …
إنني أري وميضا أبيض ناصعا تحت سواد بيرام مصدره المستضعفون فى الارض سيفتك لا محالة بنظام”الدهرية” الذى مر به الحكم متدحرجا في طريقه الى جموع المستضعفين فى الارض بوعد من الله لن تمنعه استضأفة مؤقتة ممن لم يحسنوا فنون الضيافة :”و نريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الارض و نوري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون” …
محمدالمهدي صاليحي

اظهر المزيد