حملة المفاهيم المغلوطة/سيدي علي بلعمش
أصبح فجأة ، موضوع هجرة الشباب قضية سياسية ، لا يملك بعض المترشحين أي برنامج غير تضخيمها والحفر في أبعادها بما يحولها إلى انتكاسة خطيرة و دليل على فشل النظام و مأساة البلد !!
1 – هجرة الشباب في موريتانيا ليست جديدة و إنما الجديد هو هجرته إلى أمريكا ..
2 – الهجرة إلى أمريكا ليست جديدة و إنما الجديد هو فتحها من قبل السلطات الأمريكية إلى هذا الحد ..
3 – الهجرة إلى أمريكا تتطلب حدود خمسة ملايين أوقية و من يمتلكها في موريتانيا ، لا يمكن أن يدعي أنه يهاجر بسبب الفقر ، لأن خمسة ملايين رأسمال تجاري في البلد و لأن الحصول على هذا المبلغ لا بد أن يكون من أضعافه (في الغالب على الأقل) ..
4 – أمريكا أرض الأحلام و أقل من هاجر إليها بعد فتح حدودها للهجرة هم الموريتانيون ..
5 – يخطئ من يعتقد أن هناك من يستطيع أن يدخل الأراضي الأمريكية تسللا ، بل هي سياسة مدروسة و محكمة و بالغة الذكاء لانتقاء من ترغب أمريكا في هجرتهم إليها ..
6 – الشباب الموريتاني الذي هاجر إلى أمريكا ، لم يعتمد على الرواتب الأمريكية التي تكفي بالكاد للسكن و العيش و إنما اعتمدوا على الأنشطة التجارية : السيارات المستعملة ، أجهزة التنقيب عن المعادن النفيسة ، البضائع المختلفة ..
لقد اشتهر الموريتانيون بحبهم للهجرة العلمية و التجارية و أبدعوا في المجالين بما أذهل الجميع و أكثر كبار الموزعين في السنيغال و غامبيا و غينيا و كوت ديفوار و مالي و الكونغو و آنغولا و غيرها من الدول الإفريقية ، كانوا باعة متجولين أو عمال بسطاء في محلات (وگافين) ..
و باعُ الموريتانيين في العلم و التجارة معروف لدى الجميع ، بل يمكن اعتباره جزءً مهما من ثقافة البلد و تقاليده الأصيلة ..
و كما طغت ظاهرة هجرة سرقلة موريتانيا إلى فرنسا (و أصبحوا من أثرياء البلد) و طغت ظاهرة هجرة تجكانت إلى إفريقيا و العالم العربي و أصبحوا فيها من كبار رجال المال و الأعمال و اشتهروا بالاستقامة و الصدق و أصبحت ثقة هذه المجتمعات فيهم أهم من رؤوس أموالهم ، تظهر اليوم هجرة الموريتانيين (من قبيلة فيس بوك الجديدة) و سيثبتون تميزهم و صدقهم و قد بدأت تظهر منهم طبقة أثرياء جديدة ، نبارك لها نجاحها و نذكرها بأهمية الدراسات الاجتماعية عند الأمريكيين ، فليكن الصدق و الأمانة و الابتعاد عن الشبهات هو مجال تميزهم الأهم و سيرون أن أرض الفرص (أمريكا) ستتعامل معهم و تمنحهم الامتيازات على أساسها.
و في الأخير ، نبارك طموحات هذا الشباب بالتوجه إلى أمريكا و نشكر السلطات على عدم عرقلة مساعيهم في الهجرة و الوقوف مع كل من يتعرض منهم لبعض المشاكل المحتملة في طريق عبورهم المعقدة و الخطيرة أحيانا ..
أما من يحاولون أن يصنعوا برنامجا انتخابيا من الهجرة إلى أمريكا ، فتابعوا فقط كم سعى كل منهم لمساعدة بعض أقاربه في الهجرة إلى أمريكا ، لتفهموا أنهم يعرفون أنهم يكذبون ..