عتاب:حبا للجزائر العظيمة و فخرا بتاريخها المجيد/سيدي علي بلعمش
حين يقول وزير خارجية قطر بتشنج مهين ، لرئيس وفد الجزائر العظيمة ، “أسكت ، دعنا نبحث لكم عن مخرج…” ، نقول فقط ، هذه ليست جزائر الكبرياء و الشموخ التي عرفناها ..
– حين تُغزَى الشقيقة ليبيا – مهما كانت أخطاء القذافي – من قبل ألد أعداء الجزائر التاريخيين و ألد أعداء العروبة و الإسلام (فرنسا) ، و لا تحرك الجزائر ساكنا (معتقدة أن سقوطها سيفتح الباب أمام نزوح قبائل ، ما هكذا تقبل اقتلاعها) ، لا بد أن نتذكر فقط أن الجزائر التي كانت تغذي أحلامنا ، أصبحت صفحة حزينة من تاريخ المُلهِمين..
حين نتذكر محنة الشعب الصحراوي الذي تمنعه الجزائر (منذ نصف قرن ) من دخول الحرب مع المغرب و تمنعه الدخول في عملية سلمية معها ، نتساءل فقط ، ماذا تريد الجزائر من هذه القضية ، غير إزعاج الشقيقة ؛ “جارتنا” !؟
و حين تقف الشقيقة الجزائر (سدد الله خطاها و ألهمها الصواب) ، بكل عظمتها و أبهتها و في أوج قوتها و استعادة عافيتها الاقتصادية و الأمنية ، ضد استقلال شعب عربي مضطهد (تعسكر نساؤه اليوم و أطفاله و شيوخه في الشمس على الحدود الموريتانية) ، من قبل ثلاث دول عنصرية ، تحشد كل قواها لإبادته على الهوية ، بدعم من جل الدول الإفريقية ، على خلفية حسابات حزائرية واهية ، مبنية على رؤية تاريخية قاصرة و استشراف زمن جزائري يعلن القطيعة مع ماضيها المجيد ، لا نملك سوى أن نقول ما هذه جزائر أمل الشعوب المضطهدة و لا جزائر الأمل العربي المنهار اليوم بانهيار آخر جدران رهاناته .!!
سيظل الدم العربي الأزوادي الطاهر ، عارا في رقاب من نستحي أمام التاريخ من ذكر هويتهم المخطوفة ..
لقد كان رفض ملف الجزائر لدخول مجموعة “بريكس” التي قبلت ملفات دول ميكروسكوبية و أخرى لا تقارن أهمية أي منها بأصغر ولاية جزائرية ، فضيحة مدوية مع الأسف ، و دليلا قاطعا على أن تيه الجزائر على الخارطة السياسية ، أصبح مرئيا للجميع ..
نقولها بمرارة ، حبا للجزائر العظيمة لا تشفيا فيها و لا شماتة بها .
هذه ليست جزائر هواري بو مدين : ” أنا مع فلسطين ظالمة كانت أو مظلومة”
هذه ليست جزائر وعيد مفدي زكريا المجلجل :
“قسما بالنزلات الماحقات / و الدماء الزاكيات الطاهرات”..
ليست جزائر الكبرياء العربي ..
ليست حزائر العناد العربي ..
ليست جزائر الشموخ العربي..
فمن سيحتل اليوم ، مكانة الجزائر في الوجدان العربي المكلوم !؟
رحم الله الشهم الأصيل ، ابن الثورة الجزائرية الخالدة ، الوفي لنبلها و صدقها ، المتمثل في احترام كرامة الشعوب و حقها في تقرير المصير ، الشهيد ، الفقيد ، هواري بومدين الذي خرج الجزائر العظيمة لا يملك بيتا في حي شعبي منها ..
أليس في تذكيركم اليوم ، بأن هواري بومدين خرجها لا يملك بيتا في حي شعبي منها ، أهم رسالة لإشعاركم ، من دون استفزاز مقصود ، بأسباب خراب الجزائر و انحراف قطار مسيرتها ؟
رحم الله جزائر بومدين العظيمة ؛ فربما نسيت في سكرتها التاريخية ، أن التاريخ يطارد أمجادها العنيدة..
و أعز الله شعب الجزائر العظيم و ألهمه الصبر و الصواب..