إننا و نحن على عتبة مرحلة متميزة ، من تاريخ بلادنا السياسي المعاصر ، يجب علينا انطلاقا من واقعنا ، أن نقف وقفة تأمل و مراجعة للأحداث ، بالتفاتة إلى الماضى تارة ، و التمعن في الحاضر تارة أخرى ، و بتصور للمستقبل المنتظر .
و بوقوفنا على أبعاد زمننا الثلاثة هذه ، تتسنى لنا الإجابة على ثلاثي أسئلة التحدي المطروحة علينا اليوم:
(من أين جئنا ؟ – لماذا وصلنا ؟ – إلى ماذا نسير ؟)
إن تسارع دوران عجلة تطور المجتمعات ، في كافة الميادين ، يجب ضبطه و التحكم فيه ، بغية توجيه نتائجه لخدمة هذه المجتمعات ، الأمر الذي يتطلب منا جميعا النباهة و الحكمة اللازمين لمواجهة الموقف .
إن الديمقراطية التي تشرئب لها كافة شعوب العالم ، و تعتبرها ضمانا لتقدمها و رفاهها ، قد تأتي نتائجها عكسية ، إذا ما أسيء فهمها و استخدامها . فالديمقراطية المنظمة – و أقول المنظمة – تمييزا لها عن الديمقراطية العفوية ، التي قد ترى لها بعض البصمات في الأنظمة غير الديمقراطية ، هي مشاركة الشعب في ممارسة السلطة ، في ظل نظام يعتمد الشورى أساسا له ، و هي بهذا :
نظام يعود فيه الحكم للشعب ، ليحكم ذاته بذاته . و هو الأصل في الكلمة اليونانية المركبة : “ديموس” و تعنى الحكم و “اكراسى” و تعنى الشعب .
إننا بشعبنا المتمسك بدينه الواحد ، الثري بتنوع أجناسه و قومياته ، و عاداته و تقاليده و تراثه ، و بوطننا الموحد بحواضره و أريافه ، و صحاريه و فيافيه ، نرفض أي ديمقراطية مفروضة من وراء حدودنا ، يعمل أصحابها على إرسائها ، عن طريق من يدعون أنهم من ” ساستنا ” ، من عملاء يخفون سياسة الهدم في زي التعمير ، و النهب في زي التنمية ، و الوحشية في زي التمدن ، والتطرف في زي الانفتاح ، عملاءٌ انحرف بهم الجشع ، و الانتهازية ، و التطرف ، و الولاء للغير عن جادة الطريق ، ليقعوا في الوَحَل اللاَّزِب ، غائصين في متاهات ، جعلت منهم مجرد أبواق دعاية ، و خطباء عنصريين ، و مؤطرين قبليين ، و كتابا جهويين ، و نقادا انانيين .
فكيف يجد هذا النوع من العملاء منا مؤازرين ، يصفقون لهم بعد كل عملية قطع لسان ، أو زج رأس بمنجل ، مشيرين لهم بعدم ابعاد السبابة عن الزناد ، حتى إكمال رسم آخر حرف من ديمقراطيتهم المزيفة ، بالحبر الرصاصي ، على صدورنا البريئة العارية .
فَلِلَّهِ أشْعَبُ ما أقْنَعَهُ ، و هيتلر ما أرْأَفَهُ و الحجاج ما أعْدَلَهُ
النهاه ولد احمدو/ 22442289