سبق و أن حذرنا جهات مختلفة من وميض نار تحت رماد الفساد و البعد عن تحكيم شرع الله على عباد الله فوق أرض الله .
لقد تأسست حركة الجاسوسية و العمالة للاجنبي فى بلادنا على مرحلتين أولاهما أيام اكتتاب ما عرف بشيوخ القبائل و ثانيتهما عند تأسيس ما عرف بالمجتمع المدني .
و لقد هيأت أجواء تمييع الحقل الاعلامي الجو المناسب لصعود الكثير من الغثاء الى الواجهة مما خلط الحابل بالنابل و الغث بالسمين و الوطني بالجاسوس و العليم بالعميل و قد ركب المفسدون الموجة فانبروا يرتعون فى خيرات بلد لم يعد ينافح عنه غير قلة من “المهمشين” و “المعزولين ” وترهم النظام من جسم بلدهم حتى يتمكن من قلب الحقائق بواسطة جيوش من مقدمي خدمات إعلام مشوه تم توزيعه علي الاجهزة الحاكمة ليمكنها من استغفال المجتمع و خداع السلطات العليا فى البلد .
فى حمأة هذا الجو الآسن ولدت حقبة من الغوغاء و المندسين من رحم مستخدمى-بفتح الدال-هيئات تمويل أجنبي قدموا له موريتانيا على طبق من ذهب دون ان ينفق فيها فلسا واحدا لأن جيوشا من الجوعى تتكلم ببطونها و بفروجها تبارت فى خدمته طمعا في ما عنده قبل أن يفيقوا على ختم مشاريع ذهبت تمويلاتها فى الدراسات .
حينها وثق الممولون خيانات الجميع و أخذوا يسوقونهم الى ما يريدون كما تقاد الدواجن بحزمة برسيم تنتهى بها الى حبال فى ارصاغها تمنعها من أية حركة داخل اقفاص كريهة الروائح …
و أصبحت هيئات من مثل الرؤية المسيحية و ما شاكلها توجه مجتمعا سلطت عليه عبر توكيلات من ممولين أجانب وثقوا فى مطابقة أدائها لإراداتهم و انقلب جمهور الورشات بالخيبة و الفشل المدويين فانخرطوا بعنف في سلاسل تقديم المعلومات و ترويج الدعايات و الفتك ببلدهم بعد أن تيقنوا أنه لم تعد لهم أماكن فيه .
هكذا اشعلوا حملات خطيرة من الدعايات المغرضة و المحرضة مواكبة لأي خلل يطرا على بلد الصيف -بفح الفاء-ضيعه أهله .
و أخيرا اشعلوا نار الهجرة و لا أحسب أنهم سيمهلونها خوفا من ان تفوتهم آخر ورقة رابحة يستغلونها بعد فشلهم الذريع فى غيرها من اوراق التحريض و التخريب و التهريب !!
و توطئة للحديث عن قضية الهجرة”بوط العبد” الجديد هذا اقول
١- لقد مر هذا البلد بالكثير من حملات التشويه و التحريض ليس هذا اخطرها و قد تم تجاوزه بعزيمة و صمود جنود مجهولين امتلأت قلوبهم من الرحمة بالجميع و حب الخير للجميع .
٢-كل المشكلات المماثلة لمشكل الهجرة منشؤها أفراد تولوا كبرها و قد قرر الحق تعالي أن كل نفس بما كسبت رهينة و أنه لا تزر وازرة وزر أخرى و بناء عليه فإن بلاد شنقيط لن يستمر ارتهانها فى جرائم مرتكبوها موجودون و معروفون و ليس لهم أية صفة تمنحهم إلقاء جرائمهم و أخطاءهم على كاهل دولة بكاملها .
لقد آن الاوان لتجار الارث الإنساني ان يوجهوا تهمهم الى أفراد يدعون معرفتهم كما يدعون انهم يملكون أدلة تدينهم و إذا لم يقبل القضاء الموريتاني التعهد بقضاياهم-و سيقبل لا محالة- حينها سيجدون ملجأ آمنا فى القضاء الدولي و حينها حين يعترض الحكم القائم باسم بلاد شنقيط فقد “باح لغد لجهاره” .
و قد نص قرار الغاء الرق بشرعية بعضه قبل أن يلغي الامام ما تبقي منه مقابل تعهد مكتوب و منطوق بتعويض من ثبتت شرعية ملكيته لمرقوقه فعلي الذين ينكرون إسترقاقهم مقاضاة من استرقوهم دون محاولة التعميم التى لا تخدم إلا تأبيد فتنة غير مؤسسة .
أما الذين يدعون استهدافهم بصفة الاجنبي فمن يمنعهم من اثبات اصولهم الوطنية . نحن أهل موريتان و متعارفون .
إن توسل التعميم فى مثل هذه القضايا هو مجرد عمل واضح لاستدامة القلاقل داخل بلد نشأ تحت خيام مفتوحة يلبس سكانه ملابس مفتوحة خوفا من أي غموض أو أبسط لبس .
٣-إن -وحده- من يحق له محاسبة حكومة موريتانيا على مخصصات المهاجرين هم وحدهم من سلموهم هذه المخصصات . و قد نص خليل على ان “شرط صحة عقد الحوالة رضي المحيل و المحال لا المحال عليه” و المحال عليه فى هذه الحوالة هم المهاجرون و دولهم ليس إلا .
و إن التناغم مع حركة فهود السوداء سبقه تبني دعوات الانفصال و ملفات افلام و دعوات برام و سبق الجميع دعوات الاشتراكية العالمية و قبلها تنادي الكثيرون للشيوعية العالمية و للقوميات العنصرية و ذهب الجميع فى مهب عاديات الزمن و ما بقي إلا ما ينفع الناس و يمكث فى الارض .
لقد آن الاوان لاستدعاء كل الاسر التى استوطنت البلاد بعد مجيء الاستعمار و تخييرها بين العودة الى بلدانها الاصل او تقطع كافة الصلات بها و تختار البقاء فى موريتانيا التي وفرت لها كل شيء و ملكتها كل شيء و وظفتها فى أكثر الوظائف حساسية …
إن من وردوا من جديد الى البلاد عبر اتفاقيات دولية لا محالة تحكمهم تلك الاتفاقات و لا يمكن بحال من الاحوال ان يصبحوا مصدر إزعاج لبلد لا ينتمون اليه و لم يهاجروا اليه و لا يريدون البقاء فيه و لا صلة تربطهم به سوي ما يقرره نظام هذا البلد و دستوره .
إن مصدر قلق بلادنا الحقيقي هم إخوة أجانب استقدمهم الاستعمار لتثبيت السكان الرحل عبر مهن البناء و الميكانيكا و العلاج و غيرها من المهن الحرة التى مكنتهم بالفعل من اقتناء وظائف و مبان حكومية غاية في الاهمية تم التنازل عنها لصالحهم مقابل خدماتهم المفيدة التي قدموا لبلد ما يزال يرحب بهم و يوطنهم ما داموا أوفياء له .
أما حين يتحول البعض منهم الى خلايا لتوطين و تجنيس الاجانب فإن على النظام أن يقتلعهم من منابتهم و يستأصلهم من جذورهم ويطردهم صاغرين إلى البلاد التى طردتهم أصلا او على الاقل لم تحتضنهم و ضاقت بهم و ضاقوا هم بالبلد الذي جعلهم أكثر تجذرا فيه ممن ولدوا فيه و يعددون أضرحة عشرات الجدود المدفونة فى أرضه الطيبة .
إن القضية التي يجب ان يتم طرحها بجد على طاولات النقاش هي الولاء لموريتانيا و التشبث بالانتماء إليها و جعل هذا مناطا للحق فى البقاء فيها أو الرحيل عنها .
أما أجانب لم تنمح آثار السفر عنهم فلا يمكن ان يقارنوا بمواطنين مورياتنيين عمروا بلاد مهجرهم و علموهم كيف يأكلون و يشربون و يسكنون كما يفعل أي انسان متحضر و ترحيلهم خسارة فادحة لبلاد إقامتهم .
لا يمكن ان يهددنا اي بلد بترحيل ابنائنا الذين بنوا افريقيا قبل ان يبنوا بلدهم و لا يمكن ان يساوموا على سلامتهم و سلامة ممتلكاتهم مقابل توطين أفراد عصابات جرائم يزورون انتماءهم لأي بلد يرونه أقرب مودة الى بلادنا طمعا فى غض الطرف عنهم .
إن موريتانيا التي لم تنجح فى استيعاب كافة أبنائها لا يمكن مطالبتها بتوطين من كل همهم هو النصب و الاحتيال و السرقة و الحرابة و قطع الطريق . و لو صح إلزامها بشىء لألزمت باسترجاع ابنائها و ترويضهم و تأهيلهم للعيش من خيرات بلدهم فأنى لهم أن يستصلحوا أبناء أمم لا تربطها بهم اية صلات .
لقد طعن مشكل الهجرة جائزة افريقيا في الظهر فهل يفيق قادتنا و يتراجعوا عن وضع ثقتهم فى غير أهلها سواء من وزراء منصات المجتمع المدنى و تعيينات أحزاب الخيمة و معارضة صور العورات و القضبان ؟؟.
يا نظام غزواني حكموا شرع الله فى عباد الله فوق أرض الله و افتحوا الابواب على مصاريعها أمام مبدإ الجرح و التعديل لتنكشف أمامكم حقائق رجال و نساء يخفونها بمساحيق دعاوى الولاء تحت غطاء كافة الاسماء الممجوجة و الكاذبة اف لها و لأهلها و اف لما يعبدون من مال و جاه ما خلقوا له و لن يستر عورات سوئهم …
محمدالمهدي صاليحي