اتخذت السلطات الموريتانية اجراء بتنظيم الاسواق على عموم التراب الوطني هل ضمن الملهاة القديمة المتجددة لشغل الرأي العام ببعض القضايا بشكل دوري فى الحرب المستمرة التى تخوضها ضد الزمن حتى تفوت على المستضعفين فى الارض تجميع أفكارهم و جهودهم للنهوض من القيود التي تكبلهم بها سلطات من المفترض ان تعمل على تنمية مواردهم للافضل و ان اقتصر دورها على تسيير عواطفهم و تركهم فى حيز السلبية و الخمول .
شغلت الفترة السابقة الاخيرة بالتشاور الجهوي تقدمتها مرحلة المدرسة الجهوية و الزي المدرسي … و تتخلل تلك المحطات من التنويم بعض الانشطة اليومية و تلعب و سائل الاعلام الرسمي على ترك السكان فى دوامة من وضعية استاند باي … فى الوقت الذي اصبحت خيرات البلاد فى خبر كان عبر صفقات التراضي و مقاولات الاسرة الحاكمة و من وكلت إليهم تنفيذها بالنيابة استنكافا عن الاصول …
تقع قضايا تنظيم الاسواق ضمن دائرة اختصاص البلديات الامر الذى يهدد الاجراءات المتخذة بالعجز عن تأدية المهمة على الشكل الذى يستجيب لرغبات الساكنة .
لقد تأكد لدي جميع متابعي مسألة تنظيم سوق كيفه رضي المستهدفين عن الفكرة و مطالبة السكان بمتابعتها الى النهاية .
و يرى اهل الاختصاص ضرورة القيام بها تمهيدا لتخطيط السوق الذى يتحتم تهيئة اسواق أخري حتى يصح للسلطة حل مشكلة كثافة سوق الجديدة .
خطوات ضرورية لم يتم اتخاذها :
١-أول خطوة كان يتحتم القيام بها تتمثل في وضع إشارات للمرور تحيط بالسوق تمكن سلطات الامن من تنظيم المرور عبر تحديد نقاط للتوقف و ضوابط لاتجاهات الحركة داخل و خارج السوق.
٢-تحديد أوقات لتفريغ الشاحنات حمولاتها خارج أوقات الدوام التجاري فى السوق .إن الاغلاق المستمر لبوابات المتاجر و للطرق الرئيسية للسوق يلحق أضرارا بالغة بالكثيرين في الوقت الذى تلزم الملاءمة بين ضرورات التفريغ و ظروف الباعة و التجار .
٣-كان يتحتم ان تعمل البلدية على توفير مساحات كافية لإيواء المرحلين من السوق قبل البدإ بمطاردتهم و تعطيل أنشطتهم .
إن الفضاءات التى تحدثت البلدية عن تهيئتها لاستقبال المرحلين -بفتح الحاء و تشديدها- غير موجودة إطلاقا .
إن سوق بلدية كيفه المقابل لإدارة الامن مشغولة محلاته دون استثناء : بين تشغيل فعلي و آخر عبر تخزين لوقت الحاجة :
و قد تم تحوير بعض محلاته بشكل يناقض مقتضيات أنشطة الباعة المزمع ترحيلهم : فقد تم تحويل محلات بيع اللحوم الى محلات ضيقة مغلقة :
مجمل محلات سوق بلدية كيفه دون المائة و لو انه تم استبدال مستغليها الحاليين بآخرين فلن يحل ذلك واحدا بالمائة من المشكل المطروح .
توالت كل فترات تسيير بلدية كيفه دون تشييد أي مرفق سوى السوق آنفة الذكر ..غير أنها انتزعت من مؤجري “ابناطر الحكومة” محلات توارثوها عبر حقب بعيدة فأضافوهم بذلك الى طابور طالبي محلات العمل .
و فى الوقت الذى توجد فيه اسواق قديمة تم تركها لعاديات الزمن لم تكلف بلدية كيفه نفسها إعادة تأهيل القائم منها بله تشييد المتهدم او غير المكتمل من اسواق القديمة و سكطار و اتويميرت و التميشه على سبيل الحصر و هي الاسواق التي اقيمت لإيواء باعة و تجار كل حي داخل حيزه الجغرافي مما يخفف حركة المرور و يسهل على الساكنة المحلية نيل حاجياتها من نقاط قريبة نسبيا .
ثم إنه كان بامكان البلدية استغلال الفضاءات المحيطة بسوق الجديدة التى تتكلف يوميا تنظيفها : فعلا تعود ملكية تلك الفضاءات لخصوصيين لكنهم لا يكترثون لما تؤديه من مضايقات للساكنة أبسطها جاهزيتها لاستقبال القمامة اضافة الي قربها من مصادرها .
إن على بلدية كيفه ان تباشر الآن و ليس غدا تهيئة الظروف الملائمة لاستقبال مئات الباعة الذين تم ترحيلهم من محلات وقعت رسميا علي منحهم اياها عبر صفقة تفاهم موثقة و معروفة رسميا : لقد تنازلت بلدية كيفة للباعة غير المؤجرين باستغلال مساحة مترين على طولي جنبي كل طريق داخل السوق بعد نزاعات عرضت أمام القضاء و تم فضها بالصيغة المتقدمة و هي الصيغة التي تمتلك سلطة الوصاية الحق فى الاعتراض عليها و حتى ابطالها .
ليس للبلدية و لا لغيرها الحق فى تشريد مواطنين من محلات تم التنازل لهم عنها قبل توفير بدائل تمكنهم من مواصلة انشطة يعيشون من ريعها و ليس لهم سواها مصدرا لإعالة من تجب عليهم نفقاتهم .
خصصنا هذه الفقرات لبعض الامور المتعلقة بالتزامات بلدية كيفه نحو ساكنتها التي تفضل كسب أصواتهم عبر تركهم يفعلون ما يشاؤون و إن أدي الى اتلاف ارواحهم و ممتلكاتهم بدل إقامة العلاقة معهم على اساس الواجبات و الحقوق ليس إلا ..
فى الفقرات الموالية ستتناول وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية الاخطاء الفادحة التي ارتكبها و يرتكبها التجار و الباعة …
محمدالمهدي صاليحي