قامت اليوم السبت فاتح فبراير 2025 وزيرة العمل الاجتماعي و الطفولة و الاسرة السيدة صفية منت انتهاه بزيارة لمدينة كيفه عبر محطات تجولت خلالها رفقة والى لعصابه و الوفدين المرافق له و لها .
و لم أكل تغطية هذه الزيارة لغيري نظرا لحجم الفساد الذى اطلعت عليه ضمن ملفات القطاع الجهوي للوزارة خلال العشريتين المنصرمة و الموشكة على الانصرام .
و كنت قد نبشت هذه الملفات خلال تحقيق سابق لوكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية ، استنكفت عن متابعة نشره لسبب بسيط : هو أنه مجرد نقطة من بحر لجي من العبث الصريح بأموال و أعراض الناس .
و قد اكتفيت بلفت الانتباه اليه لأن الخوض فيه و فى غيره من الملفات المماثلة كملفات تآزر و الامن الغذائي و الصفقات قد يعرضها للاتلاف ما لم توجد ارادة جادة لمباشرة التحقيق فيها ..
ففضلت انتظار قيام تحقيقات من ذلك القبيل … خاصة ان من يقفون وراء الفساد فى ملفات وزارة العمل الاجتماعي و الطفولة و الاسرة فى لعصابه هم شخصيات عززت مواقعها من خلال ما جنته من اموال القطاع ؛ و تمكنت من تبوئ مناصب و حيازة مكاسب قد تعينها -لا شك- فى معارك التحقيق معها ..
و قد استنسخت ذواتها عبر نسخ بديلة ملطخة بالفعل و لكنها لا تتمتع بعلاقات مباشرة تدرجها -دون كبد-فى أتون الملحمة القانوني .
تفاجأت فى بدإ متابعتى للزيارة بصياغتها وفق القوالب القديمة رغم أن أهدافها جديدة كلها .
بدات اتابع عمليات الفرز التي تستهدف تصنيف أوضاع المشمولين باهتمامات الوزارة ، فتبينت بالفعل وجود أخصائيين يعملون على صياغة لوائح فعلية ،يحددون بواسطتها أوضاع المستهدفين الصحية : إعدادا لافتتاح مراكز للتكوين و التدريب و التأهيل ..فى قطاعات الاعاقة بكافة تعاريفها ..
فهل ستجد هذه المراكز الضرورية النور فى ولاية لم تسمع بشيء من هذا القبيل من قبل ؟
إن افتتاح مراكز لتدريس الصم ، و لتقويم النطق ، و لعلاج و تاهيل المصابين بالتوحد ، و متلازمة داون … و غير ذلك من محن تشكوها ساكنة مهملة الى حد الآن ؛ يعد عملا جبارا -إذا تم- . و يحسب لهذه السيدة الأطارية الفضل فى توفيره لمجتمع من أهل “الشرك” : تكفيهم معاناة طباعهم -إن لم يكن لهم إلا هي- من متاعب الاعاقات .
و لما تابعت أول نشاط للوزيرة وددت أن أكفها عن البدإ به قبل أن تصححه فقد تم اختيار اثنين و خمسين ملفا للتمويل (اربعون الف اوقية جديدة) مخصصة لصاحبة كل ملف ينتمين الى منظمات جمعوية تساءل الحضور عن صاحباتها و عن انشطتهن فكيف يتم اختيارهن فى وقت يتساءل عنهن أغلب الحاضرين ؟
و لكن موظفات و موظفين من القطاع ردوا الامر الي ما اعتبروه تصرفات من العمد و الحكام فهم من تولوا -حسبهم- اختيار تلك الملفات واضحة العيوب بينة الغائية حسب اطر الوزارة .
ثم حضرت زيارة الوزيرة لمركز تكوين مربيات : ثلاث منهن تابعات لقطاعها و الباقيات تابعات لمنظمتين جمعويتين ادعتا قيامهما على تربية الف و ثمانمائة “طفل-اسم” على لائحة تكشف ملفات ارشيف القطاع الجهوي للوزارة كيف يتم تلفيقها و تلفيق ملفات تكوينها بتكلفة تتجاوز مئات الملايين على أيدى مكونات-بكسر الواو- لا يحملن شهادة ختم الدروس الابتدائية و لا الاهلية لإسناد التكوين لهن خاصة أنهن يجمعن بذلك صفات تمنع أبسط المبادئ اجتماعها فيهن …
كانت صيدلية قسم التصفية
كافية لفتح ملف طويل عريض ليس أقله تعطل خمس ماكينات من اصل تسع منذ اكثر من ستة أشهر لم يحضر اي مهندس لتصليحها قبل امس ؛ اما دعاوى معاودي القسم فتنفطر لها الاكباد و تنسف دعاوي القطاع من أساساتها .
زارت الوزيرة مكاتب الادارة الجهوية و افتتحت مركزا جديدا للتغذية فى منزل مركون فى نقطة قصية من المدينة بعيدة عن الساكنة يشي اختياره بعملية تماشى مثيلاتها فى ضرورة الوقوف على العوامل التي تقف وراء ذلك الاختيار …
أغرب لعبة تمت خلال زيارة وزيرة العمل الاجتماعي و الطفولة و الاسرة تمثلت فى تكوين فريق من الجزارات و الخياطات للعمل فى حقلين لا طلب عليهما و من يعملون فيهما الى حد الساعة عاجزون عن النجاح فهل هى مجرد محاولة من لاعبات شطرنج تمويلات تعجز كل الذين و اللواتي برعن فى فنون الحفلات التنكرية ..
لقد اختارت وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية كتابة هذه الملاحظات السريعة على غير عادتها عن نشاط كهذا ليس لمجرد سرد بعض الاحداث و انما لبيان ملاحظة واحدة تجب كل ما تقدمها تمثلت في وجود شابة ضمن وفد الوزيرة انفقت كل وقتها و خلال كل محطات الزيارة فى مهمة واحدة تعيدها و تكررها على كل الذين وصلهم صوتها : تشجعهم و تطالبهم و تدعوهم : حدثوا الوزيرة عن ما تريدون …اطرحوا مشاكلكم على الوزيرة … بينوا للوزيرة ما عندكم من مطالب …
أعجبني سلوك هذه الموظفة و استمرارها فيه و حرصها عليه فى كل محطة دون كلل او ملل فهل هي فعلا مكلفة بهذه المهمة خاصة أن قربها من أماكن تواجد الوزيرة و متابعتها لها لا يمكن ان تصدر عنها إلا بتكليف من الوزيرة لا محالة .
هذا الدور الذي لعبته تلك الفتاة جعلني أقتنع أن ما لاحظته من مآخذ لا يعود قطعا إلا الى أمور خارجة عن السيطرة فهل سنخضع هذه الامور مستقبلا للسيطرة من خلال التحقيق فيها و فى غيرها من ممارسات آن لنا الابتعاد عنها؟! .
كل هذا التفاؤل قطعه علي امتلاء فندق بلدية كيفه بشيء غير قليل من نساء و شبان ملأوا طاولات العرض بملابس تحمل شعارات تحسيس دون ان ينشر طيها هل لانها مصونة عن الدنس قبل حملها للبيع فى السوق ؟ مما تسبب فى افشال تحسيس المحسسين أنفسهم ناهيك عن غيرهم ممن ازدحمت بهم نقاط زيارة الوزيرة :
١-الذين يشدون الطوابير امام الاخصائيين الذين يقومون بفرز عينات الاعاقات يظنون انه ستقسم عليهم أموال كما صرحوا لوكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية…
٢-من اكتظت بهم مباني الادارة الجهوية لوزارة العمل الاجتماعي و الطفولة و الاسرة يتهيأون لتسلم ظروف الهدايا من السيدة الوزيرة التي خاطبتها احداهن :محفوظ يسلم عليك و يخبرك أنه أصبح عاجزا عن الحركة و ارسلنى لتسلميني نيابة عنه حصته دون ان تعلم الوزيرة ان من تخاطبها زوجة راعى حيوانات طيب الذكر ميشل فرجس رحمه الله تحسبها “الكونت”(عيش فال فرجس)كما صرحت لاحقا للوكالة .
و لم تعلم السيدة الوزيرة ان أعلام جيش التحسيس المعروض أمامها هم فى الاغلب الأعم من طحنوا آمال النساء و الولدان المستضعفين فى الارض بتزوير الملفات و ما شاكلها من وسائل سرقة عرقهم و راحتهم فهل تعى السيدة الوزيرة أن مسرحية كبيرة أبطالها موظفون و جمعويون مردوا على اساليب التضليل حاولوا ان يضموها اليها ضمن الكومبارس ليس إلا …
محمدالمهدي صاليحي.