في تتبعها للفساد فى لعصابه ، تكشف وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية شبكة مكونة من شخصيات “إدارية” تستخدم أفرادا من “المجتمع المدني” يستعينون بأشخاص عاديين جعلوا من أنفسهم سماسرة لا تطالهم مساءلة قانونية لخلوهم من اية صفة رسمية .
الوكالة-عند الإقتضاء-مستعدة لتحديد كل المعنيين ؛ و لا تتحفظ إلا على ذكر الصفات و الأسماء إعلاميا .
تجري عمليات الفساد على نمط واحد حتى الساعة يخدم فيها الجمعويون المسؤولين المعنيين بالترويج لهم و تلميعهم أمام الوفود التى تزور الولاية و خلال المناسبات التي تجمعهم بغيرهم .
و بالمقابل يمكن المسؤولون الجمعويين من البحث عن الشهرة عبر استضافة وسائل الإعلام الرسمية لهم و كذا مدهم ببعض الصلاحيات التي تخلق لهم نفوذا داخل بعض فئات المجتمع .
و هنا تبدأ أخطر خطوة الى الفساد فالجمعوي شخص مزدوج : هو فى الأصل مسؤول حكومي يسير مصلحة أو حتى وظيفة جهوية و هو فى نفس الوقت يرأس جمعية غير حكومية او رابطة أو حتى مجرد ناشط جمعوي -و لو من غير وثائق رسمية- إلا أن السند الذي يحميه يتولي التغطية و التهيئة و التمكين …
تظهر هذه المرحلة خلال التكوينات و لدى حضور الوفود و غيرها من الاقتضاءات التى تتطلب تحديد لوائح …
و يتمثل أخطر دور تلعبه في عمليات تبييض الأموال بواسطة الهيئات الجمعوية التى يمثلون مما يفسر الغياب المطلق لأية آثار للتدخلات الخيالية لكافة التمويلات و الإستثمارات التي عرفتها ولاية لعصابه خلال العقود الماضية .
الى هذا الحد يتم الفساد خلال دوائر حكومية و بشكل مقنن لا يبقى اي أثر يمكن تتبعه و من خلاله يتم تبييض أرقام مالية فلكية لا يعلمها الا الله .
أما حين تصبح الاموال العامة على أي شكل غير النقد فإنه يصبح من اللازم استقدام أبطال التسجيل و السحب وهم فئة من المحترفين ربطوا صلات برؤساء القطاعات الحكومية مكنتهم من الدخول و الخروج الحرين بحيث يزودون السجلات بالبطاقات اللازمة لنهب اغلب الكميات المرصودة للتقسيم بنسب لا تغفل حصصا للتبرير يسجلها و يسحبها اشخاص طبيعيون يوثقون صدقية و شفافية العمليات من خلال مقابلات مع وسائل إعلام فيها و فيها .
لقد أجهضت هذه الشبكة كل الاستثمارات و التمويلات المسجلة لصالح لعصابه خلال العقود الماضية .
و هي التي امتصت المشاريع التنموية الى حد إفلاسها .
و هي التى جعلت مشروع التخطيط يتعثر ثم يتوقف الى حد الساعة .
و هي التى حولت أجهزة الحكم المختلفة و فى كافة الميادين الى مجرد دوائر مغلقة تقتصر منافعها الحقيقية علي مجموعات الفساد التى ترتبط بها فهي دولة بينهم وحدهم لا تصل حتي روائحها الى غيرهم و لو كانت من شدة عنفها تزكم اهل السماء قبل الارض .
في سنوات التسعينات أحرج وكلاء جمعويون مدير مدرسة يريد التهام كفالتها لوحده و كان حديث عهد بالنهب ففزع الى مدير هاد خريت عرض عليه الاخير تقاسم ريع الكفالة فقبل . فامره بتلطيخ المتحمسين من الوكلاء بكمية ضئيلة سوف يتولون بيعها فى السوق فيشيع امرهم فى الناس و لا يستطيعون الاعتراض على بيع ما تبقي و سيلصق بهم فهم من شهد الناس عليهم …
و ما تزال عمليات الانزال المظلي هذه متبعة الى حد الساعة و هي التى نقلت رجالا و نساء كانوا يجلسون حيث توضع النعال الى صفات ممولين و مقاولين يفرون حين تتعثر المشاريع الموكل إليهم تنفيذها من دون ترك اي أثر لأنهم كانوا مجرد ظل .
في خبر ثان قد يكون مواليا إن شاء الله تعالي سنفكك الرموز و نضع النقاط على الحروف و اللبيب تكفيه الإشارة .
محمدالمهدي صاليحي.