من شيم الزوايا تخصيص أماسي أيام الخميس لصلة أرحامهم الأحياء و صرف ليالي الجمع فى الدعاء لموتاهم و الإستغفار لهم و عملا بتلك الشيم الحميدة سوف ادلي بدلوي فى موضوع فرض نفسه و قد استنكفت عن الخوض فيه اقتباسا مما جري فى حديث الافك و اتباعا للتوجيه الرباني”و لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم”. و البهتان اصطلاحا هو الكذب الذي يبهت سامعه ، أي : يدهش و يتحير ، و هو أفحش الكذب ؛ لأنه إذا كان عن قصد يكون إفكا . و خطره كبير جدا يقدر بحجم انتشاره . و الذين يتولون كبره هم “الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا” فتتولي العامة افشاءه : “إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم” .
و قد أسهب الخبراء و المتحدثون فى مخاطر مثل تلك الشائعات و ما يهمنى منها فى هذا الحديث الخاص و المختصر هو ما حشرت فيه اسر موريتانية سليلة بيوت صلاح و فضل و دين من حرج عرضها لكل خطر قبل ان يتم التحقيق فى امر عمت به البلوى و لن تفكك شفراته و لا ألغازه ما دام سر بقاء المال فى بلاد السيبة دولة بين قلة من البيوتات تخضع لقانون انشطار بقي لغزه محيرا بعد ان استحال تفكيكه .
أكاد أجزم بأن هذا الموضوع يندرج فى مخطط للفوضي الخلاقة و المنظمة تدرجت خلال السنوات الاخيرة وفق وتيرة متسارعة عبر حوادث منعزلة بدأت الآن تتخذ أشكالا قبلية بعد محاولات كثيرة لجعلها عرقية .
ما يهمنى الآن هو دق ناقوس الخطر ليس إلا ؛ أما الباقي فقضية عدلية محض .
و لكنني- و الشيء بالشيء يذكر – أذكر بمثال عشته خلال الثمانينات أثناء محاكمة شهيرة لأحد الرجال الصالحين تم اتهامه بقتل رجل افكا و بهتانا .
و رغم أن كل الظروف و الملابسات تشير إليه كمتهم فقد بقي الرجل مبتسما طيلة محاكمته متمسكا ببراءته دون إفاضة فى الحديث .
و رغم أهليته للبراءة و رغم قوة مجتمعه و سلطتهم فقد رفض اي تدخل يحيد بالتحقيقات عن مجراها الذى يسير يوما بعد يوم إلى إدانته . إلا أن العناية الالهية تدخلت و حضر القاتل الحقيقي بشحمه و لحمه ليمثل اختيارا أمام إحدي جلسات المحكمة ليقر طائعا مختارا بقيامه بالقتل العمد للقتيل مطالبا بإقامة الحد عليه و هو ما فعل به في ملإ من ساكنة لعصابه .
إن على النظام القائم فى البلاد أن يعلن الولاء لله و لشريعته و ينفذ اوامر الله في عباد الله على ارض الله قبل ان تتحكم الفوضي و يسود الهرج و تتفشي الهيشات .
إننا في بلد مسلم غني يوشك أن يصبح فى مصاف الكبار لا يمنعه إلا أطر ساكنته على الحق و احتكامها لشريعة الله و نبذها للقوانين التى لا تملك حلولا فعلية و سليمة لوجوه الخلل التي أخذت تنشأ في جسم مازالت أغلبية أجزائه تنفر منها .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد اللهم هل بلغت اللهم فاشهد اللهم هل بلغت اللهم فاشهد …
محمدالمهدي صاليحي.