وكالة صحفي مَيل مَيل

هل ينحصر دور الاجهزة الادارية فى تصريف الامور الجارية ؟./محمد المهدي صاليحي

رغم حجم التقارير الموضوعة على طاولة تحرير وكالة صحفي ميل ميل الاستقصائية الكبير فمن المفروض ان تقول كلمتها فى الادوار المنتظرة من الاجهزة الادارية لتستحق فعلا الاهلية للقيام بمثل هذه الادوار .
خلال السنوات الاخيرة عزفت الحكومات الموريتانية على سينفونية مخروقة تجسد حجم الملهاة التى تريد للشعب ان يعيشها بعيدا عن ممارسة دور المسند بلغة النحو الذى هو دور الشعب و وضعه الحقيقي .
أن تمن الحكومة على الشعب بتقريب الادارة منه هو احد تجليات منة فرعون على نبينا موسي عليه السلام الذى اجابه بكل حدة”و تلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل” ؟!.
السلطة ليست كما تتصور هي و تصور لنا نحن شيئا فوق الشعب انما هم افراد من عامة الشعب تم تكليفهم بالقيام على خدمته مقابل رواتب و إمكانات من المال العام بواسطة أجهزة عمومية تأخذ قوتها من الشعب .هذا اولا و قبل كل شيء .
إن المنتظر من الاجهزة الكومية هو :
أولا وضع الخطط و اقتراح المهام التي تجعل البلد ينمو و يتقدم و يزدهر .
ثانيا القيام بتطبيق البرامج و الخطط التي تم ترشيحها للتنفيذ و التطبيق .
و لا شك ان المستويات الثقافية و التكوينية للمجتمع و خاصة حديث العهد بمفاهيم الدولة تستدعي وجود أغلبية كالاطفال و المراهقين يلزم ان تتولى السلطة تدريبهم و تأهيلهم للعيش وفق مقتضيات التعايش الجماعي و لا يعنى ذلك اعتبار الشعب مجتمعا قاصرا يلزم اعتباره محجورا عليه .
و يترتب على ما تقدم ان تقوم الاجهزة الحكومية كل وفق اختصاصه باقتراح برامج ميدانية تعمل على تنفيذها فعليا بدل الغياب المستمر عن المكاتب و تمضية الوقت فى جماعات تحول ليس دون مهماتها الاصل و انما دون مجرد استقبال اصحاب المهمات .
على السلطات الادارية ان تنزل للساحة لتعاين بنفسها امهات المشاكل لتجد لها حلولا بدل انتظار استقبال المتشاجرين . فحين يخسر الشعب وقته بسبب العراقيل التى لم تجد من يقترح لها حلولا حين وقوعها فلن يستطيع الموظفون الحكوميون تعويضه ما خسره .
على المسؤولين القطاعيين التوجه الى ساحات عملهم ليقترحوا الخطط التنموية ثم يتولون تنفيذها .
حينها سنشهد اقتراح سدود و مزارع و مراتع و مدارس و محاظر و مساجد و مصحات و نقاط مياه و خرائط شبكات اتصال و اضاءة و حمايات بيئية …يتم تجسيدها فى أرض الواقع وفق معايير تنموية فنية محضة …
أما ان يبقى المسؤولون فى مكاتبهم من أجل تقاسم ميزانيات التسيير و التنمية وفق محاصصات تراعى حجم المسؤوليات و تعدد الغيابات و نوعيات وسائل اسكات المترددين على المكاتب من حملة “اكراطيبل” المنظمات … فتلك ممارسات لم تعد مقبولة من العامة قبل الخاصة .
إن الشعب لم يعد يكترث للعبة تقريب الادارة من المواطنين فلقد اصبح يملك الوعي الذى يمكنه من أن يمنع السلطة من العبث بمقدراته و واهم من يظن أن الموريتانيين ما زالوا فى مستوى يمكن عصبة من الافراد جمعتها مذكرات عمل فى بقعة معينة لفترة محددة ان يتولوا تقاسم مقدرات شعب ثم يولون وجوههم شطر منهوباتهم ليتولوا تنميتها بدلا من تنمية بلاد المنكب البرزخي العصي على التصنيف ..
محمدالمهدى صاليحي